سؤال وجواب

تأملات في سورة الانشقاق


سورة الانشقاق

هي السورة الثانية والثمانون في ترتيب سور القرآن الكريم البالغ عددها مائةً وأربعة عشر سورةً كريمة، وهي تُعتبر من قصار السور إذ يبلغ عدد آياتها خمسةٌ وعشرون آية، وهي من السور التي تلقّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جبريل -عليه السلام- في مكة المكرّمة، لذا تعالج السورة أصول العقيدة الإسلامية حالها كحال معظم السور المكيّة، تقع سورة الانشقاق في الجزء الثلاثين في ترتيب المصحف الشريف تسبقها والإعجاز البياني في القرآن الكريم أنّ الله تعالى إذا شاء الحديث عن أمرٍ حتمي الوقوع ذكره بصيغة الفعل الماضي، ودلالةٌ ذلك أن هذا الأمر واقعٌ لا محال ولو بعد حين، أي أراد أن يؤكد بقوله "إذا السماء انشقت" أي كأنّها انشقت، لأنّها ستنشق وستقع كلّ أهوال يوم القيامة وهذا أمرٌ سيقع بالتأكيد وكأنّه وقع، والله تعالى أعلم.[٤]

أحوال السماء يوم القيامة

بعد ذكر بعض ما ورد من تأملات في سورة الانشقاق سيتم بيان أحوال السماء يوم القيامة في ضوء ما جاء في القرآن الكريم، ويعدّ تغيير حال السماء من أهوال يوم القيامة التي ذكرها الله تعالى في كثيرٍ من الآيات القرآنية الكريمة، فالسماء لن تبقى كما هي عليه مستويةً صافيةً ومليئةً بالأجرام السماوية والكواكب، بل ستنشّق وتنفجر وتنفطر وينقلب حالها، وقد ذكر الله تعالى أحوال السماء يوم القيامة في أكثر من موضع منها ما يأتي:[٥]

  • في سورة الانشقاق: عندما تحين الساعة ويبدأ يوم الحساب يأمر الله تعالى السماء بالانشقاق فتنصاع لأوامره ويكون ذلك أوّل أهول يوم القيامة، وقد ورد ذكر انشقاقها في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}.[٦]
  • في سورة الرحمن: وصف الله تعالى السماء بعد انشقاقها بأنّها كوردةٍ ملونةٍ متعددة الطبقات وذلك عندما قال في سورة الرحمن: {فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}.[٧]
  • في سورة الانفطار: وصف الله تعالى حال السماء يوم القيامة بأنّها ستنفطر، والانفطار هو الانفجار والتشقق، وعندها ستنتثر الكواكب من قوّه هذا الانفطار، وقد جاء ذكر ذلك في قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ}.[٨]
  • في سورة التكوير: أمّا في سورة التكوير فقد ورد وصف حال السماء يوم القيامة بأنّها ستنكشط، والانكشاط هو ما يشابه سلخ الجلد عن الشاة، أي أنّ طبقات السماء ستنسلخ عن بعضها، فقد قال تعالى: {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَت}.[٩]
  • في سورة الأنبياء: جاء في سورة الأنبياء وصف حال السماء بعد أن تنتهي من انشقاقها وانفطارها وانسلاخها، بأنّ الله سيطويها كطيّ الكتب ويعيدها كما كانت عندما خُلقت أول مرة، فقد قال -جلّ وعلا-: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.[١٠]

المراجع[+]

  1. سورة الانشقاق، آية: 01.
  2. "سورة الانشقاق"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  3. سورة الانشقاق، آية: 01-02.
  4. "سورة الانشقاق بين الرجاء والخوف"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  5. "يوم القيامة مراحل وأحوال ، تفصّلها نصوصُ الكتاب والسنة "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-09-2019. بتصرّف.
  6. سورة الانشقاق، آية: 01-02.
  7. سورة الرحمن، آية: 37.
  8. سورة الانفطار، آية: 01-02.
  9. سورة التكوير، آية: 10-11.
  10. سورة الأنبياء، آية: 104.