هل خلع الضرس في نهار رمضان يفسد الص
مفهوم خلع الضرس
خلق الله -عزّ وجلّ- الإنسان في أكمل صورة وأبدع خلقه، حيث قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}،[١] وجعل لكل عضو من أعضاء الإنسان عملٌ خاص به، وتُعدّ الأسنان من الأجزاء التي تحتاج إلى عناية كبيرة حتى لا يضطرُ الإنسان إلى خلعها، ورغم ذلك إلا أنّه قد يحتاج الإنسان في بعد الأحيان إلى خلع ضرسه الذي عادةً ما يكون إمّا بسبب النخر السنّي الذي ينتُج عنه خلل في العصب، وإمّا لالتهاب في النسيج السنّي، فعُرِّفَ الخَلعُ في اللغة "بالقلع، حيث يُقال خَلع ضرسه: أيّ قلَعهُ"، والضِّرْسُ في اللغة هو: "السَّنُّ الطّاحنة، وهو مذكَّرٌ وقد يُؤنَثُ على معنى السّنِّ"، وجمعه أضراسٌ وضُروس، وبخلع الضّرس يكون الإنسان قد تخلص من الألم المتسبب من الضّرس، ويجب الإنتباه إلى أنّ مسألة خلع الضّرس تختلف في نهار رمضان عن باقي الأيام، لذلك سيُجاب في هذا المقال عن سؤال؛ هل خلع الضّرس يفسد الصيام، وما هو حكم المخدر الموضعي.[٢]
هل خلع الضرس في نهار رمضان يفسد الصيام
يُعدّ ألم الأضراس من الأمور التي تُسبب للأنسان ألمًا شديدًا قد لا يستطيع تحمله، فلذلك إن جاء هذا الألم في نهار رمضان فهل خلع الضرس يفسد الصيام، وقد وردت العديد من الآراء حول هذا الأمر، ومنها أنّ خلع الضرس لا يُبطل الصوم ما لم يبتلع شيئًا من الدم؛ فلذلك خروج الدم عند خلع الضرس لا يؤثر على صوم العبد؛ ولكن يجب عليه الإحتراز والتحفظ من أن يذهب شيءٌ من الدم إلى جوفه؛ لأنّ يكون ابتلاعه عندها مُفسدًا لصومه، أمّا إن تسرّب عن غير قصد فلا يضرّه، وورد هذا الإشكال بسبب الإفطار بالحجامة التي ورد فيها حديث رسول الله حيث قال: "أفطرَ الحاجمُ والمحجومُ"،[٣] فالحجامة تختلف عن خلع الضرس وتحليل الدم، حيث إنّه بالحجامة يفقد الإنسان الكثير من الدم ويحتاج عندها لتناول الطعام حتى يسترد قوته، أمّا خلع الضرس فلا يحتاج لذلك،[٤] والأحوط هو إجراء الأمر ليلًا أو إلى ما بعد رمضان إن استطاع ذلك.
هل المخدر الموضعي في نهار رمضان يفسد الصيام
بعد الإجابة على سؤال هل خلع الضرس يفسد الصيام، سيتم التحدث عن المخدّر الموضعي؛ حيث عُرِفَ التخدير الموضعي بأنّه: هو"مادة تسبِّب في الإنسان والحيوان فُقدان الوعْي بدرجات متفاوتة"،[٥] وقد يكون على شكل إبر مخدرة أو أدوية مخدرة موضعية، وقد ورد استخدام هذا التخدير الموضعي في العمليات الجراحية الصغرى، ومنها خلع الضرس الذي يحتاج إلى بنج موضعي في الفم يزول بمدة زمنية قصيرة، فهذا المخدر إن أُخذ في نهار رمضان؛ فإنّه لا يؤثر على الصيام؛ لأنّه لا يُعدّ من الإبر المغذية التي تفطر الصائم،[٦] وهنالك عمليات جراحية صغرى وكبرى؛ فمنها ما يحتاج إلى بنج موضعي، ومنها ما يحتاج إلى بنج كامل والذي بدوره قد يسبب الإغماء وفقدان الوعي، وهذا يحدد على حسب نوعية الجراحة، وما تستغرقه من الزمن لإجراءها والإنتهاء منها.
المراجع[+]
- ↑ سورة التين، آية: 4.
- ↑ "خلع الضرس "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الإمام أحمد، في مسائل أحمد لأبي داود، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 311، حديث صحيح.
- ↑ "هل يفطر الإنسان بخروج الدم عند قلع الضرس"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى المخدر الموضعي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2020.
- ↑ أحمد بن عبدالرزاق الدرويش (2007)، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الطبعة الأولى)، صفحة 200، جزء التاسع. بتصرّف.