أثر التمسك بالعقيدة الإسلامية عند
العقيدة الإسلامية
إنّ كلمة العقيدة مأخوذة بالأصل من العقد ويعني الشد والربط والإحكام، والعقيدة تعني "ما عقد عليه القلب واطمأن إليه"، ويمكن التعبير عنها أيضًا بأنّها: "الحكم الذي لا يُقبل الشكُّ فيه لدى معتقِده"، وعندما ترتبط العقيدة بالدين يكون معناها: "ما يُقصد به الاعتقاد دون العمل، كعقيدة وجود الله تعالى"[١]، وقد اسثُعملت كلمة العقيدة للدلالة على الحكم الذي لا يتطرّق إليه الشك عنده صاحبه أيًّا كان هذا الحكم والاعتقاد، ولكنّ الصحيح أنّ كلمة العقيدة لا يجب أن تُطلق إلّا على العقيدة الإلهية، والعقيدة الإسلامية تمتاز بعدّة مزايا؛ فهي من عند الله تعالى وهذا ما يُعطيها صفة الكمال، وهي صالحة لكل زمان ومكان كما أنّها تتصف بالشمولية، وهي متوافقة مع الفطرة والعقل السليم، بعيدة عن الخرافات والأباطيل والتعصّب والتشدّد، وسيّتحدّث هذا المقال عن أثر التمسك بالعقيدة الإسلامية عند البلاء.[٢]
أثر التمسك بالعقيدة الإسلامية عند البلاء
إنّ العقيدة الإسلامية هي: "الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بالطاعة والتحكيم والاتباع"، فهذه العقيدة ذات أثر بالغ في جميع جوانب الحياة والتزام العقيدة السليمة هو سبيل الهدى والفلاح في الدنيا والآخرة، ومن الأمور التي يواجهها الإنسان في الدنيا البلاء والمحن، وكذلك فإنّ الفتن هي من أنواع البلاء التي يُختبر من خلالها الإنسان، ويمكن تعريف الفتنة بأنّها: "ما يُبتلى به الإنسان في هذه الدنيا"، ومن هذه الفتن المال والكفر والظلم والعذاب إلى غير ذلك من الأشياء التي يُفتتن ويُبتلى بها العباد.[٣] وفي زمن الفتن والابتلاءات يجب معرفة أثر التمسك بالعقيدة الإسلامية عند البلاء والفتن، حيث أودع الله -عزّ وجلّ- في دينه سُبل النجاة، فالعقيدة الإسلامية تُحقق للمسلم السعادة والاطمئنان في الدارين، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}[٤]، والإيمان بالقضاء والقدر وهو أحد أركان العقيدة الإسلامية يجعل المسلم يصبر على البلاء والمحن الدنيوية طمعًا بالثواب الذي أعدّه الله -سبحانه- لعباده الصابرين، والإيمان باليوم الآخر يُزهّد المؤمن بالدنيا وملذّاتها رغبةً بالجنة وسعيًا إليها، والإيمان بالرسل والاقتداء بهم يُعلّم المسلمين كيفية مواجهة البلاء والمحن، وفي كتاب الله خير دليل على المنهج القويم الذي يجب أن يسلكه الإنسان عند البلاء، كما أنّ للسير على خُطى السلف الصالح أثرًا بالغًا في معرفة الحال الذي يجب أن يكون عليها المسلم عند وقوع البلاء وحصول الفتن.[٣]
أهمية التمسك بالعقيدة الإسلامية
إنّ التمسك بالعقيدة الإسلامية هو السبيل والوسيلة الأهم في تحقيق الأمن ونشر السكينة في المجتمعات، فالدين يعمل على تقويم أفعال أفراد المجتمع وتهذيب أخلاقهم وإرشادهم لما فيه خيري الدنيا والآخرة، والعقيدة الإسلامية هي عقيدة سليمة مستقاة من مصادر أصلية الدعوة إلى الالتزام بالفرائض كالصلاة والصيام، لأنّ سلامة العقيدة هو معيار صلاح الأمم وصحة الأعمال وقبولها ونوال رضا الرحمن.[٧]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى عقيدة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، 22-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "كتاب متطلبات المحافظة على نعمة الأمن والاستقرار"، al-maktaba.org، 22-3-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "العقيدة الإسلامية وأثرها في مواجهة الفتن المعاصرة (ملخص أول)"، www.alukah.net، 22-3-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية: 82.
- ↑ "كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة"، al-maktaba.org، 22-3-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 48.
- ↑ "كتاب المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى"، al-maktaba.org، 22-3-2020. بتصرّف.