سؤال وجواب

ما حكم من يصوم ولا يصلي


مفهوم الصوم

الصوم في اللغة هو مصدر للفعل صامَ، وهو الإمساك عن فعل شيءٍ ما، والامتناع عنه، والصوم في اللغة هو الصَّمت، وقد ورد مصطلح الصوم في القرآن الكريم في سورة مريم في قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}،[١]وهذا تعريف الصوم في اللغة،[٢] أمَّا الصوم شرعًا فهو الإمساك والامتناع عن المفطرات منذ طلوع الفجر حتَّى غروب الشمس؛ أيّ أنْ يمتنع الإنسان عن شهوة الأكل والشرب وشهوة الفرج وعن كلِّ ما يدخل الجوف من دواء أو ما شابهه منذ طلوع الفجر إلى غياب الشمس، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وقد اشترط أتباع المذهب المالكي والشافعي النِّيَّة لصحَّة الصوم، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن السؤال القائل: ما حكم من يصوم ولا يصلي في الإسلام.[٣]

ما حكم من يصوم ولا يصلي

في الإجابة عن سؤال: ما حكم من يصوم ولا يصلي في الإسلام، يمكن القول أنَّ الإسلام بني على خمسة أركان، لا يصحُّ إلَّا بتمام هذه الأركان الخمسة، فلذلك ينبغي على المسلم أن يكون حريصًا على تأدية كلِّ الفرائض، ويجب عليه أن يكون محققًا لأركان الإسلام الخمسة، والصوم والصلاة ركنان من هذه الأركان، والصلاة أهم هذه الأركان بعد الشهادتين، فمن تركها استخفافًا بقدرها وأهميتها فقد كفر والكافر لا يُقبل منه صيام، ومن ترك الصلاة كسلًا وليس جحودًا فهو مسلم وصيامه في هذه الحالة صحيح ويجب عليه أن يعلم أنَّه ارتكب كبيرة وذنبًا عظيمًا عندما ترك صلاته كسلًا،[٤] وفي الإجابة عن سؤال: ما حكم من يصوم ولا يصلي في الإسلام جدير بالذكر أنَّ تاركَ الصلاة جحودًا وكُفرًا كافرٌ ومرتدٌّ عن الدين، ودليل ذلك قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر"،[٥]فتارك الصلاة جحودًا كافر ولا يقبل من الكافر عمل ولا عبادة،[٦] أمَّا من ترك الصلاة في حياته ولم يترك الصيام ثمَّ تاب وأصلح وعمل صالحًا وحافظ على الصلوات فيؤجر على صيامه الأول؛ لقول رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: "أسْلَمْتَ علَى ما أسْلَفْتَ لكَ مِنَ الخَيْرِ"،[٧] فمن عمل صالحًا وهو كافر ثمَّ أسلم فسوف ينفعه ما عمله أيام كفره، وهذا ما دلَّ عليه قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- والله أعلم.[٨]

حكم تارك الصلاة

بعد الإجابة عن سؤال: ما حكم من يصوم ولا يصلي في الإسلام، إنَّ الصلاة في الإسلام ركن رئيس من أركان الإسلام الخمسة، وهي أهم هذه الأركان بعد الشهادتين، وفي فرض على كلِّ مسلم ومسلمة، حيث قال -تعالى- في سورة النساء: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}،[٩] لذلك كان ترك الصلاة من أعظم الذنوب والآثام التي قد يقوم بها المسلم، وفيما يأتي تفصيل في مسألة ترك الصلاة في الإسلام:[١٠]

حكم تارك الصلاة جحودًا

بعد التفصيل في الإجابة عن سؤال: ما حكم من يصوم ولا يصلي، يعدّ ترك الصلاة في الإسلام ذنب وإثم عظيم، ويختلف حكمُهُ باختلاف سببه، فقد أجمع أهل العلم على أنَّ من ترك الصلاة جحودًا بها وكُفرًا فقد كفر وارتدَّ عن الإسلام ويجب أنْ يُستتَاب، فإمَّا أن يتوب وإمَّا أن يُقتل كُفرًا، ويرى الشافعية والحنابلة أنَّ من أنكر الصلاة لجهله بسبب قرب عهده بالإسلام فلا يأخذ حكم المرتد، بل يجب أن يتمَّ تعريفه بالصلاة، فإنْ أنكرها فقد كفر وارتدَّ عن الدين،[١١] وقد اتفق أهل العلم على أنَّ من ترك الصلاة كُفرًا وجحودًا كافرٌ يُحبس ويُستتاب في حبسه، فأمامه التوبة أو القتل، ويكون ترك الصلاة بترك صلاة واحدة فقط، أي أن يترك الإنسان أداء صلاة واحدة بإصرار وجحود، والله -تعالى- أعلم.[١٢]

حكم تارك الصلاة كسلًا أو تهاونًا

بعد الإجابة عن سؤال: ما حكم من يصوم ولا يصلي في الإسلام، وبعد شرح حكم ترك الصلاة جحودًا وكفرًا، إنَّ مسألة ترك الصلاة كسلًا وتهاونًا مسألة فيها غير قول واحد من أهل العلم، وفيما يأتي تفصيل في أقوال العلماء في حكم ترك الصلاة كسلًا وتهاونًا في الإسلام:

  • يُقتلُ ردَّة: يرى بعض أهل العلم أنَّ من ترك الصلاة كسلًا وتهاونًا يُقتل على أنَّه مرتدٌّ عن الدين الإسلامي، وقد ذهب إلى هذا القول كلٌّ من: الإمام أحمد وجاء هذا عن بعض أئمة المالكية مثل: سعيد بن جبير والأوزاعي وعبد الملك بن حبيب وأيوب السختياني، وهو أحد الوجهين الواردين في مذهب الإمام الشافعي، ووردَ هذا القول عن عمر بن الخطاب وعن معاذ بن جبل وعن عبد الرحمن بن عوف وعن أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.[١٣]
  • يقتل حدًا: أمَّا القول الثاني في مسألة حكم تارك الصلاة كسلًا أو تهاونًا، فهو أنَّ تارك الصلاة كسلًا أو تهاونًا يُقتل تطبيقًا للحد وليس بسبب الرِّدة كما جاء في القول الأول، والقتل حدًّا لتارك الصلاة كسلًا وتهاونًا هو قول الإمام مالك وقول من أقوال الإمام الشافعي وجاء أيضًا في رواية عن الإمام أحمد.[١٤]
  • يحبس فسقًا: أمَّا القول الثالث في حكم تارك الصلاة كسلًا وتهاونًا فهو أنَّ من ترك الصلاة كسلًا وليس جحودًا يُحبس ولا يُقتل، ويُضرب في حبسه حتَّى يعود ويؤدي صلاته، وقد جاء هذا القول عن الإمام أبي حنيفة وعن الزُّهري والمُزني، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "والَّذي لا إلهَ غيرُهُ، لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رسولُ اللهِ، إلَّا ثلاثةُ نَفَرٍ: التَّارِكُ للإسلامِ مُفارِقُ الجماعةِ، والثَّيِّبُ الزَّاني، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ"،[١٥] حيث رأى أصحاب هذا القول أنَّ هذا الحديث يفصِّل في الحالات التي يحلُّ فيها القتل في الإسلام، لذلك ذهبوا إلى حبس تارك الصلاة كسلًا على اعتبار أنَّ تاركها كسلًا ليس بكافر، والله -تعالى- أعلم.[١٦]

المراجع[+]

  1. سورة مريم، آية: 26.
  2. "تعريف و معنى الصوم في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  3. "كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  4. "أحكام الصيام"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 462، حديث صحيح.
  6. "كتاب فقه العبادات للعثيمين"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حكيم بن حزام، الصفحة أو الرقم: 123، حديث صحيح.
  8. "كتاب اللقاء الشهري"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  9. سورة النساء، آية: 103.
  10. "التعريف بالصلاة ومنزلتها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  11. "كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  12. "كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  13. "كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  14. "كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4027، حديث صحيح.
  16. "كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-03-2020. بتصرّف.