فضل العشر الأواخر من شهر رمضان
العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر من شهر رمضان هي الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، وتبدأ العشر الأواخر من شهر رمضان في اصطلاح الفقهاء من أهل العلم من ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان وتنتهي بانتهاء الشهر، سواءً كان شهر رمضان تامًّا أو ناقصًا، فعندما ينقص تكون تسع ليالٍ وعندما يكون تامًّا تكون عشر، ولذلك أطلق عليها اسم العشر الأواخر لتغليب التمام في ذلك، ولأن الليالي العشر هي ما بين اليوم العشرين إلى آخر الشهر، وهذا الاسم لليالي والأيام على السواء، يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}،[١] وفي هذا المقال سيدور الحديث حول فضل العشر الأواخر من شهر رمضان.[٢]
فضل العشر الأواخر من شهر رمضان
لقد جعل الله تعالى شهر رمضان أفضل الشهور وأعظمها على الإطلاق، ففيه فسحةٌ للمسلمين حتى يجتهدوا في العبادة ويلجؤوا إلى الله تعالى بخالص الأعمال، وقد خصَّ الله تعالى العشر الأوخر من رمضان بفضل عظيم، ففيها فرصةٌ لجميع المسلمين سواء المجتهد فيهم والمقصر، فمن أحسن في أول الشهر يزداد تعبُّدًا وتقرُّبًا من الله تعالى، وأمَّا من قصَّر وتهاون في العبادة ففي العشر الأواخر فرصةٌ عظيمةٌ له حتى يتوب ويستدرك ما فاته من خير في شهر رمضان، ومن أعظم فضائل العشر الأواخر من شهر رمضان أنَّ القرآن الكريم نزل في هذه الفترة، وتحديدًا في ليلة القدر، قال تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}،[٣] وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}،[٤] وقد كان القرآن الكريم هدايةً للبشرية وشفاءً ورحمةً وهدى للمؤمنين.[٥]
وقد خصَّ الله هذه العشر بليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر، والعبادة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،[٦] ومن فضل العشر الأواخر من شهر رمضان أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد بالقيام والأعمال الصالحة في هذه الأيام أكثر من غيرها، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قال: "كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ"،[٧] ومن فضل العشر الأواخر من شهر رمضان أيضًا الاعتكاف فيها، وهو أن يلزمَ المسلم المسجد خلال تلك الأيام والليالي، فعن السيدة عائشة -رضي الله عنها-: "أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ"،[٨] فكان -عليه الصلاة والسلام- ينقطع عن الناس ويتفرَّغ لعبادة الله تعالى في العشر الأواخر.[٥]
فضل قيام ليلة القدر
بعد الحديث عن فضل العشر الأواخر من شهر رمضان سيتمُّ تسليط الضوء على فضل قيام ليلة القدر، فقد ذهبَ الفقهاء من أهل العلم والتفسير إلى أنَّ ليلةَ القدر هي أفضل الليالي، وفي هذه الليلة يكون العمل الصالح أفضل من العمل الصالح في ألف شهر لا توجد فيها ليلة القدر بما في ذلك القيام، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،[٩] وفي ليلة القدر يُفرَق كلُّ أمرٍ حكيم وتتنزل الملائكة، وفي ليلة القدر نزل القرآن الكريم فكانت أعظم ليلة بلا شكٍّ، وقد اتفق الفقهاء على أنَّ قيام ليلة القدر مندوب للمسلمين لقيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقد كان يولي العشر الأواخر اجتهادًا كبيرًا في القيام، وفي الحديث الصحيح أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غفَر اللهُ له ما تقدَّم مِن ذنبِه"،[١٠] وهذا فضل لا يوجد في قيام أي ليلة سوى ليلة القدر، والله تعالى أعلم.[١١]المراجع[+]
- ↑ سورة الفجر، آية: 2.
- ↑ "العشر الأواخر من رمضان"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-03-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة القدر، آية: 1.
- ↑ سورة الدخان، آية: 3.
- ^ أ ب "فضل العشر الأواخر من رمضان وخصائصها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-03-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة القدر، آية: 3.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2024، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2026، صحيح.
- ↑ سورة القدر، آية: 3.
- ↑ رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2543، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "الأحكام المتعلقة بليلة القدر"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 25-03-2020. بتصرّف.