أسباب الصداع في رمضان

الصداع في رمضان

يعد الصداع من الاضطرابات الشائعة التي تصيب معظم البشر، وفي الطبعة الثانية من التصنيف الدولي لاضطرابات الصداع، تم تصنيفه ضمن المجموعة العاشرة التي تحوي الصداع العائد إلى اضطراب التوازن، وفي الدنمارك أظهرت إحدى الدراسات أن نسبة انتشار صداع الصوم 4.1% ضمن أغلبية السكّان، وفي العادة يتركّز الصداع في رمضان ضمن المنطقة الأمامية من الرأس، ويتصف الألم بأنه خفيف أو معتدل الشدة وغير نابض، وغالبًا يبدأ الصداع في رمضان بعد 16 ساعة من الصوم، وينتهي في 72 ساعة بعد تناول الطعام، ويكون خطر حدوث الصداع في شهر رمضان أعلى لدى الأشخاص المصابين به من قبل، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين لا يصيبهم الصداع في العادة، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول أسباب الصداع في رمضان.^[١]

أسباب الصداع في رمضان

لا يزال السبب الدقيق لحدوث مشاكل الصداع في شهر رمضان غير واضحٍ أو بيّنٍ، حيث قد تسببه عدّة عوامل، وقد تختلف من شخص لآخر، ولا يزال موضوع الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصداع في رمضان مثيرًا للجدل، ومن الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى حدوث صداع الصوم في رمضان ما يلي:^[٢]

هبوط السكر

يفترض بعض الخبراء أن التغيرات القليلة في جلوكوز الدم قد تؤدي إلى تغيير في مستقبلات الألم ضمن الدماغ، وذلك عند الأفراد الذين لديهم استعدادٌ وراثيّ لهذا، مما يسبب صداع الصيام، ولا يعتقد خبراء آخرون بأن هبوط السكر في الدم يسبب صداع صيام رمضان، حيث يفسرون ذلك تبعًا لمستويات الجليكوجين في الكبد، وهو الشكل الذي يصنعه الجسم لتخزين الجلوكوز، وإذ تكفي نسبُهُ لتحافظ على المستويات الطبيعية للجلوكوز على مدار أربعٍ وعشرين ساعة، وقد يحدث الصداع في رمضان حتى في حال وجود مستويات طبيعية من الجلوكوز، ويتصف الصداع الناتج عن هبوط السكر بأنه نابض، بينما الصداع في رمضان يتميز بكونه غير نابض.^[٢]

عدم تناول الكافيين

ربط بعض الخبراء انخفاض مستوى الكافيين بحدوث الصداع في رمضان، حيث إن الصداع الحاصل بسبب الانقطاع عن تناول الكافيين يحدث بعد مرور 18 ساعة من تناول حصّة الكافيين الأخيرة، ويماثل ذلك الوقت المستغرق لحدوث الصداع أثناء الصيام، كما إن الصداع الناتج عن سحب الكافيين يتصف بصفات تشابه صفات الصداع في رمضان، ولذا شكك بعض الخبراء في كون انسحاب الكافيين مصنفًا كسببٍ أساسي لحدوث الصداع في رمضان، وذلك لأن الأشخاص يصابون بالصداع في رمضان حتى عندما لا يتناولون الكافيين، وبالتالي اعتقد عدد من الخبراء أنّ الحاصل على غرار الصداع الناتج عن هبوط السكر، فإنّ الصداع الحاصل بسبب سحب الكافيين يعتبر حالةً منفصلةً عن الصداع الناتج عن الصيام، ودعمت الجمعية الدولية للصداع ذلك، فقد رمزت للصداع الناتج عن سحب الكافيين برمزٍ منفصل عن صداع الصيام. ^[٢]

الجفاف والتوتر

يعدّ التوتر والجفاف أحد أبرز العوامل التي قد تؤدي لحدوث صداع الصيام، وقد تسبّب الضغوطات أحيانًا تقلّصات عضليةً في منطقتي العنق والرأس، وهذا الشد العضلي يؤدي لحدوث صداع التوتر تاليًا^[٣]، وقد يصاب جسم الإنسان في رمضان نتيجة نقص السوائل بالجفاف، فيتقلّص الدماغ بشكلٍ مؤقت جرّاء فقدان السوائل، بالتالي يبتعد الدماغ عن الجمجمة مما يؤدي إلى حدوث ألم الصداع، وعندما يأخذ الجسم حاجته من السوائل يعود الدماغ إلى حالته الطبيعية فيخف الصداع.^[٤]

علاج الصداع في رمضان

يُفضّل في رمضان من أجل منع حدوث الصداع عدم تخطّي وجبات الطعام، ففي بعض الظروف الاجتماعية مثل العمل لفترةٍ طويلةٍ، قد يفوت بعض الأشخاص وجبات الطعام، ولذا يتوجّب عليهم تناول القليل من الطعام أو السكر، فقد يمنع هذا حدوث الصداع، كما يجب التقليل من تناول الكافيين قبل أسابيع من الصيام؛ لتعويد الجسم على انقطاع الكافيين، ويتبع ذلك في اليوم الأول من الصيام بشرب فنجان من القهوة غنيّ بالكافيين، كما يمكن أخذ مشورة الطبيب في إمكانية استخدام دواء وقائي للصداع في أول يوم من رمضان، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ذات مدّة التأثير الطويلة، ومن الأفضل عدم أخذ أي دواء دون مشورة الطبيب المختصّ، حتى تلك التي يمكن أخذها دون وصفة طبية، ومن الممكن أن يفيد استخدام الكمّادات الثلجية على فروة الرأس أو الجبهة والرقبة، وقد يساعد التنفس العميق، التنويم المغناطيسي، التأمل واليوغا في التقليل من ألم الصداع وذلك عن طريق تخفيف درجة التوتر أيضًا.^[٥]

الحالات التي يتوجب فيها زيارة الطبيب

بعد أن دار الحديث حول أسباب الصداع في رمضان سيُشار إلى الحالات التي يجب فيها على المريض زيارة الطبيب في حال أصيب بنوعٍ من أنواع الصداع، فغالبًا لا يكون الصداع مدرجًا ضمن الأعراض الناتجة عن الأمراض المهدّدة للحياة أو الخطيرة إلى درجة كبيرة، لكن يبقى من الأفضل زيارة الطبيب عندما يحدث الصداع بعد صدمةٍ في الرأس، ويمكن للطبيب أن يكون قادرًا على تحديد أسباب الصداع الرئيسة، وذلك عن طريق إجراء فحص جسدي، ولا بدَّ للفحص الطبي أن يشمل تقييمًا شاملًا للأعصاب مع الاطلاع على تاريخ طبي شاملٍ، لأن غياب بعض الأدوية المفاجئ أو بعض الأطعمة يمكن أن يؤدي لحدوث صداع متكرر، وقد يقوم الطبيب بطلب اختبارات تشخيصية إذا اشتبه بوجود حالةٍ مرضيةٍ معيّنة، وتتطلّب تحاليل طبيّة كاختبار الدم، صورة أشعة سينية للجيوب الأنفية أو الجمجمة، تصوير مقطعي للرأس وتصوير بالرنين المغناطيسي، كما يفضّل أن يقوم الطبيب بتقييم الضغط الحادث حول العينين، ملاحظة إفرازات الأنف واحتقان الحلق، ويجب على المريض زيارة الطبيب بشكلٍ سريع عندما يترافق الصداع مع هذه الأعراض الآتية:^[٦]

• التقيؤ.
• النعاس.
• حمى.
• كلام غير واضح.
• خدر في الوجه.
• الارتباك.
• التشنجات.
• ضعف في الساق أو الذراع.

المراجع[+]

1. ↑ "Fasting headache"، www.ncbi.nlm.nih.gov، Retrieved 06-04-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} "How Fasting Causes Headaches"، www.verywellhealth.com، Retrieved 06-04-2020. Edited.
3. ↑ "Tension Headaches", www.healthline.com, Retrieved 06-04-2020. Edited.
4. ↑ "How to recognize a dehydration headache", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 06-04-2020. Edited.
5. ↑ "Headache Treatment", www.webmd.com, Retrieved 06-04-2020. Edited.
6. ↑ "Everything You Need to Know About Headaches", www.healthline.com, Retrieved 06-04-2020. Edited.