هل يجوز قضاء صلاة العيد في حال فوات
صلاة العيد
صلاة العيد لفظ مركب يتكون من مصطلحين؛ الصلاة والعيد، أما الصلاة فهي اسم وجمعها صلوات: ويراد بها في اللغة: الدعاء، والدين والعبادة، والمغفرة والرحمة، أما في الاصطلاح فهي: عبادة مخصوصة بينتها وحددت أوقاتها الشريعة الإسلامية، أما العيد في اللغة فهو اسم وجمعه أعياد، ويراد به: ما يعود من شوق، أو هم أو مرض ونحوه، وهو كل يوم يتم الاحتفال فيه بذكرى حادثة دينيةٍ، أو حادثةٍ عزيزةٍ،[١] أما بالنسبة لسبب تسميته بالعيد فلأنّ الناس اعتادوا عليه،[٢] وقيل سمّي العيد بهذه الاسم لأنّه يعود ويتكرر،[٣] أما بالنسبة للعام الذي شرع فيه العيد ؛ فقد شرع العيد في السنة الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم،[٤] أما في هذا المقال فسيتم الحديث عن هل يجوز قضاء صلاة العيد في حال فواتها، وبيان بعض من شعائر العيد عند المسلمين.
هل يجوز قضاء صلاة العيد في حال فواتها
للعلماء في مسألة هل يجوز قضاء صلاة العيد قولان؛ حيث ذهب أصحاب القول الأول إلى: عدم جواز قضاء صلاة العيد في حال فواتها، مُدللين على قولهم بأنّ صلاة شرعت على صفة وصورة معينة وأنّه لم يُنقل أنّ صلاة العيد قد قضيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،[٥] أما أصحاب القول الثاني فذهبوا إلى القول باستحباب قضاء صلاة العيد متى شاء المسلم في بقية يوم العيد وما بعده، بيد أنّهم اختلفوا في كيفية قضاء صلاة العيد على قولين:[٦]
- القول الأول: ذهب علي وابن مسعود والشعبي والثوري والحنفية والحنابلة في قول عندهم إلى أنّ صلاة العيد تُقضى أربع ركعات، سواءٌ كان أدائها بسلام واحد كمن فاتته صلاة الجمعة، أو كان أدائها بسلامين شأنها شأن صلاة التطوع أو على صفة صلاة العيد.
- القول الثاني: ذهب كلٌ من الإمام الأوزاعي، ومالك والشافعي والنخعي، وأبو ثور، وأحمد وابن المنذر إلى أنّ صلاة العيد تُقضى ركعتين؛ فهي صلاة تطوع غير واجبة.
- هذا وذهبت دائرة الإفتاء المصرية إلى القول بجواز قضاء صلاة العيد لمن فاتته، خلال يوم العيد أو في اليوم الذي يليه أو الذي بعده، وله أن يُصليها كصفة صلاة العيد بتكبير، أو أربع ركعات، وله أن يُصليها وحده أو في جماعة.[٧]
شعائر يوم العيد
بعد التعرف على مسألة هل يجوز قضاء صلاة العيد، لا بد من ذكر بعض من الشعائر التي يقوم بها المسلم في يوم العيد، وبعض من الآداب والسنن التي عليه مراعاتها ومن شعائر يوم العيد ما يأتي:[٨]
- التكبير في العيد: وذلك لقول الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[٩] حيث يُكبّر المسلمون في هذا اليوم شكرًا لله وتعظيمًا له على هدايته لهم وتبليغهم رمضان، وإكماله العدة لهم، ويبدأ التكبير من رؤية هلال شهر شوّال، أما صفة التكبير فهي:"الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"، ونحوه.
- الأكل يوم عيد الفطر قبل الخروج إلى الصلاة: وذلك لما روي عن أن أنس رضي الله عنه قال:"ما خَرج رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ فِطّرٍ حتى يأكلَ تمراتٍ ثلاثًا أو خمسًا، أو سبعًا"،[١٠] فالأكل يوم عيد الفطر إظهار لشعيرة شعيرة هذا اليوم وهو الفطر.
- الذهاب لصلاة العيد: وهذه من أعظم الشعائر في يوم العيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به يَومَنَا هذا أنْ نُصلّي"،[١١] وفي الحديث دلالة كما قال العلماء على أنّه لا ينبغي للمسلم الإنشغال يوم العيد بغير التأهب للصلاة والاستعداد لها والخروج إليها.
أما بالنسبة للآداب التي ينبغي على المسلم مراعاتها في يوم العيد فهي:[١٢]
- الاغتسال قبل الخروج لأداء صلاة العيد.
- التهنئة بدخول العيد وتبادلها بين الناس، مثل القول: " تقبل الله منا ومنكم" ونحوه.
- التجمل يوم العيد، فيلبس المسلم أحسن الثياب، مع مراعاة المرأة المسلمة عدم إظهار زينتها للرجال الأجانب.
المراجع[+]
- ↑ "تعريف ومعنى صلاة العيد"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 265. بتصرّف.
- ↑ سعد زرزور، فقه العبادات، صفحة 220. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 265، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 187، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 308، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ "أحكام عيد الفطر"، www.dar-alifta.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2020. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الاسلام اليوم، صفحة 198، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2814، حديث أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 968، حديث صحيح.
- ↑ دروس الشيخ سلمان العودة، سلمان العودة، صفحة 112، جزء 19. بتصرّف.