كيفية-صلاة-العيد
الصلاة
لقد فرض الله -سبحانه وتعالى- الصلاة على المسلمين خمس مرات في يوم والليلة، فالصلاة عماد هذا الدين وهي العهد الذي بين الإسلام والكفر، روى بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر"،[١]وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادتين، وقد جاءت في الإسلام صلوات أخرى غير الصلوات المفروضة في كلِّ يوم، كصلاة الجنازة والاستخارة وصلاة العيد أيضًا، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على كيفية صلاة العيد في الإسلام.
العيد
قبل تسليط الضوء على كيفية صلاة العيد، يُعرَّف العيد في الإسلام على أنَّه يوم من الأيام التي جعلها الله لعباده المسلمين هاطلة بالفرح والحب والوئام، هو يوم تكثر فيه صلة الأرحام، وينتشر فيه الحب بين الناس، وهو يوم يتصالح فيه المتخاصمون ويتقارب فيه المتباعدون، وقد جعل الله للمسلمين عيدين في السنة الواحدة، عيد الفطر الذي يفرح فيه المسلمون بعد شهر رمضان فرحتين، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ"،[٢]وعيد الأضحى الذي يكون بعد وقفة يوم عرفة، أي في العاشر من ذي الحجة، وقد وردَ ذكر هذين العيدين في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "قدمَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقالَ: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ"،[٣]والله تعالى أعلم.[٤]
كيفية صلاة العيد
في الحديث عن كيفية صلاة العيد في الإسلام، إنَّ صلاة العيد من السنن المؤكدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي ركعتان فقط يؤديهما المسلمون مقتدين بالإمام في المسجد يوم العيد، جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّه قال: "صلاةُ الجمُعةِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ، وصَلاةُ السَّفرِ رَكْعتانِ تمامٌ غيرُ قَصرٍ على لِسانِ مُحمَّدٍ"،[٥]فصلاة العيد ركعتان فقط، حيث يقتدي الناس بالإمام الذي يكبِّر تكبيرة الإحرام الأولى للصلاة، ثمَّ يكبِّر بعد تكبيرة الإحرام ستَّ تكبيرات، روتِ السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يأتي: "التكبيرُ في الفطرِ والأضحى: في الأولى سبعُ تكبيراتٍ، وفي الثانيةِ خمسُ تكبيراتٍ سوى تكبيرتي الركوعِ"،[٦]ثمَّ يقرأ الإمام سورة الفاتحة ويقرأ بعدها سورة ق أو سورة الفاتحة وسورة القمر أو سورة الغاشية، وعلى الإمام أن يحافظ على القراءة بهذه السور حتَّى يتعلَّم الناس سنَّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومن الجدير بالذكر أيضًا إنَّ وقت صلاة العيد يبدأ عند زوال حمرة الشمس فجر يوم العيد وينتهي عن زوال الشمس، ومن السنة أيضًا أن يصلِّي الناس قبل الخطبة، لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- الذي قال فيه: "إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خَرَجَ يَومَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ"،[٨]والله تعالى أعلم.[٩]
حكم ومشروعية صلاة العيد
بعدد ما جاء من كيفية صلاة العيد، إنَّ صلاة العيد في الإسلام سنة مؤكدة عند أكثر أهل العلم، بينما يرى بعض أهل العلم إنَّ صلاة العبد فرض كفاية، فإذا أداها بعض المسلمين سقطت عن البقية، ويأثم المسلمون إذا تركوها جميعًا، بينما يرى أتباع المذهب الحنفي أن صلاة العيد واجبة على المكلفين من ذكور المسلمين، وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية أيضًا، وقد شُرعت صلاة العيد على المسلمين في السنة الأولى من الهجرة، وقد جاءت مشروعيتها في حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: "شَهِدْتُ صَلَاةَ الفِطْرِ مع نَبِيِّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الخُطْبَةِ.."،[١١]والله أعلم.[١٢]
صلاة العيد للنساء
في ختام ما جاء من حديث عن كيفية صلاة العيد وحكمها ومشروعيتها، إنَّ من الجدير بالذكر إنَّه من السنة أن تحضر النساء صلاة العيد شرطَ العناية بالحجاب والستر وعدم التطيب عند الذهاب لصلاة العيد، وهذا ما ثبت في صحيح الإمام البخاري، جاء عن أم عطية نسيبة الأنصارية -رضي الله عنها- أنَّها قالت: "أُمِرْنَا أنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَومَ العِيدَيْنِ، وذَوَاتِ الخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُنَّ، قالتِ امْرَأَةٌ: يا رَسولَ اللَّهِ! إحْدَانَا ليسَ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا"،[١٣]وهذا الحديث دليل صريح على أنَّ خروج النساء إلى صلاة العيد خير، فلا يجوز للرجال منعهنَّ من أداء هذه الصلاة.[١٤]
ولا شكَّ أنَّ الحديث الشريف السابق لا يفرض هذه الصلاة على الحائض، فالحائض تمتنع عن الصلاة حتَّى تطهر وهذا ما عرف في الدين الإسلامي، وتجب الإشارة إلى أنَّ القول الذي يحكم بوجوب صلاة العيد والذي أيده شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هو أم يدعو رجال المسلمين إلى أداء صلاة العيد ويجعلها واجبة على كلِّ رجل مكلَّف، وليست واجبة على النساء، والله تعالى أعلم.[١٤]المراجع[+]
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1454، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح.
- ↑ "العيد .. مقاصده، أحكامه، آدابه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1419، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 639، صحيح.
- ↑ "صفة صلاة العيد"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 958، صحيح.
- ↑ "كيفية صلاة العيدين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1134، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 884، صحيح.
- ↑ "صلاة العيد"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 351، صحيح.
- ^ أ ب "حكم صلاة العيد"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.