سؤال وجواب

معلومات عن متلازمة الأمعاء القصير


متلازمة الأمعاء القصيرة

تمثل متلازمة الأمعاء القصيرة حالةً من سوء الامتصاص، والتي غالبًا ما تحدث بسبب الاستئصال الهائل للأمعاء الدقيقة، ومع ذلك، يرتبط المرض سريريًا بشكل ضعيف بكمية الأمعاء التي تم استئصالها، ويعود ذلك إلى الطول المتغير للغاية للأمعاء البشرية الصغيرة، إلى جانب قدرة الأمعاء على تعويض استئصال جزء منها بشكل كبير، لذلك، تعتمد متلازمة الأمعاء القصيرة على الخلل المعوي، أي وجود سوء امتصاص كبير لعدد كبير من العناصر الغذائية، كما يصف الفشل المعوي حالةً تكون وظيفة الجهاز الهضمي لدى الفرد فيها غير كافية للحفاظ على حالته الغذائية والمائية، دون الحاجة إلى تعاطي مكملات وريدية أو معوية، وبالإضافة إلى ذلك، يتم تصنيف هذا الفشل حسب مدته؛ فمثلًا يعد النوع الأول حادًا، في حين ييعد النوع الثالث مزمنًا، وتمثل متلازمة الأمعاء القصيرة السبب الأكثر شيوعًا للفشل المعوي المزمن، وعادةً ما تصيب البالغين عند إجراء الاستئصال الجراحي للأمعاء الدقيقة بسبب مرض كرون، أو الإصابة، أو الورم الخبيث.[١]

أسباب متلازمة الأمعاء القصيرة

من الممكن أن تحدث متلازمة الأمعاء القصيرة كحالة خلقية؛ أي كحالة يعاني منها الشخص منذ الولادة، فقد تكون الأمعاء الدقيقة قصيرة بشكل غير طبيعي عند الولادة، أو قد يكون جزء من الأمعاء لدى الطفل مفقودًا، ومن الممكن ألا تتشكل الأمعاء تمامًا قبل الولادة ، كما هو الحال في مشكلة رتق الأمعاء، وفي حالات أخرى، يصاب المرضى بحالات أو أمراض يتوجب فيها إزالة جزء كبير من الأمعاء الدقيقة جراحيًا، بما في ذلك التهاب الأمعاء، والقولون الناخر، والذي يشير إلى التهاب الأمعاء مع فقدان تدفق الدم إلى الأمعاء، مما يؤدي إلى حدوث ضرر شديد فيها، وكل ذلك يمثل الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بهذه المتلازمة، وخاصةً عند الأطفال حديثي الولادة، ويذكر من أهم الأسباب الأخرى الآتي:[٢]

  • الإصابة بمرض كرون؛ فتصيب هذه المتلازمة المرضى الذين خضعوا لجراحة واسعة في الأمعاء الدقيقة.
  • الانفتال؛ حيث يتم طي جزء من الأمعاء إلى جزء آخر، مما يهدد تدفق الدم إلى الجزء المصاب من الأمعاء.
  • انشقاق البطن الخلقي، والذي حين تنمو الأمعاء خارج الجسم قبل الولادة.
  • الإصابة بسبب تضيق أو انسداد الأمعاء.
  • الأورام والسرطانات.
  • حدوث جلطات الدم أو نقص التروية، الأمر الذي يؤثر على الدورة الدموية في الأمعاء.

أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة

يصل طول الأمعاء الدقيقة في الفرد البالغ الطبيعي إلى حوالي 20 قدمًا، في حين يصل طولها إلى أقل من النصف في الأشخاص المصابين بالمتلازمة، ويعاني المصابون من العرض الرئيس للمتلازمة، وهو الإسهال المزمن، والذي لا يزول على الإطلاق[٣]، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالجفاف وسوء التغذية، مما يعني أن الجسم يفتقر إلى ما يكفي من السوائل والأملاح، بما في ذلك الصوديوم والبوتاسيوم؛ ليعمل بشكل صحيح، ويمثل سوء التغذية حالةً تتطور حين لا يحصل الجسم على الكمية المناسبة من الفيتامينات والمعادن، والتي يحتاجها للحفاظ على الأنسجة سليمةً، إلى جانب وظائف الأعضاء، وفي حال تجاهل الحصول على علاج مناسب، قد تصبح هذه المشاكل حادة يمكن أن تهدد حياة المريض[٤]، وبالإضافة إلى ما سبق، يحين يعاني الجسم من صعوبة في الحصول على العناصر الغذائية والفيتامينات من الطعام، يمكن ملاحظة فقر الدم، وحصى المرارة، وحصى الكلى، وآلامًا في العظام، إلى جانب الإصابة بالهشاشة عند المصابين، ويذكر من أهم الأعراض التي تظهر على المصاب، سواء أكان شخصًا بالغًا أم طفلًا، الآتي:[٣]

  • الإصابة بالتشنّجات.
  • يعاني المصاب من غازات المعدة ومشكلة الانتفاخ.
  • حرقة في المعدة أو المريء.
  • شعور المصاب بالضعف، والوهن و الإعياء.
  • يعاني المصاب من فقدان الوزن.

تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة

يجب على المريض الذي قام بإجراء أي عملية تم فيها إزالة الكثير من الأمعاء الدقيقة، وكان يعاني من الأعراض السابقة للمتلازمة، أن يستشير الطبيب حول احتمال إصابته بمتلازمة الأمعاء القصيرة[٣]، ومن المؤكد أن الطبيب سيجري فحصًا بدنيًا إلى جانب اختبارات أخرى، للتأكد من إصابة المريض بهذه المتلازمة، ويذكر من أهم التحاليل والفحوصات التي تساعد في تشخيص هذه الحالة الآتي:[٤]

  • الفحص البدني: يقوم مقدم الرعاية الصحية عادةً بفحص جسم المريض أو النقر على مناطق محددة؛ وذلك بحثًا عن علامات ضعف العضلات أو فقدان الوزن، إلى جانب علامات نقص الفيتامينات والمعادن.
  • تحليل الدم: يتضمن تحليل الدم سحب عينة دم من المريض وإرسال العينة إلى المختبر لتحليلها، وتساعد نتائج تحليل الدم في الكشف عن مستويات المعادن والفيتامينات، وقياس تعداد الدم الكامل لتحديد حالة سوء الامتصاص.
  • تحاليل الدهون البرازية: يقيس اختبار الدهون البرازي قدرة الجسم على تكسير الدهون وامتصاصها، الأمر الذي يعني أن النتائج يمكنها أن تظهر مدى عمل الأمعاء الدقيقة ووظائفها.
  • الأشعة السينية: يمكن أن تظهر الأشعة السينية للأمعاء الدقيقة أن الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة أضيق من المعتاد، وقد يتسبب البراز المسدود في تمدد وانتفاخ جزء من الأمعاء، ويمكن ملاحظته في الجزء الذي يسبق الجزء الضيق من الأمعاء.
  • سلسلة الجهاز الهضمي العلوي: أثناء هذا الفحص، سيقف المريض أو يجلس أمام جهاز الأشعة السينية ويقوم بشرب سائل طباشيري، والذي يمثل عنصر الباريوم، والذي سيغطى كل من المريء، والمعدة والأمعاء الدقيقة، حتى يتمكن أخصائي الأشعة والطبيب من رؤية شكل هذه الأعضاء بشكل أكثر وضوحًا، مما يساعد في ملاحظة أي تضيق أو اتساع في الأمعاء الدقيقة.

علاج متلازمة الأمعاء القصيرة

يحتاج المرضى إلى تلقي علاج التغذية الوريدية الكلية، إلى جانب خضوعهم لمراقبة مكثفة للسوائل والمعادن، بما في ذلك الكالسيوم والمغنيسيوم، وذلك لتعويض النقص الذي أصابهم بسبب المتلازمة، وقد يحتاج المصابين الذي يعانون حالةً من فقدان مفرط في السوائل والمعادن بسبب المتلازمة، إلى تلقي هذا العلاج مدى الحياة، وعلى الرغم من ذلك، يمكن للمرضى الذين لديهم أكثر من 100 سم من الصائم؛ وهو منطقة محددة في الأمعاء، تحقيق تغذية كافية من خلال التغذية الفموية، وعادةً ما يتم تحمل الدهون والبروتينات المتناولة بشكل جيد، على عكس الكربوهيدرات ، التي تساهم في رفع الحمل الأسموزي، وقد يصف الطبيب مضادات الإسهال كلوبيراميد قبل تناول الطعام بساعة؛ للتخلص من مشكلة الإسهال، إلى جانب تناول المكملات الغذائية وبعض الأدوية المضادة للحموضة؛ كمثبطات مضخة البروتون.[٥]

المراجع[+]

  1. "Pathophysiology of short bowel syndrome", www.uptodate.com, Retrieved 18-04-2020. Edited.
  2. "Short Bowel Syndrome (Short Gut) in Children", my.clevelandclinic.org, Retrieved 18-04-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Short Bowel Syndrome", www.webmd.com, Retrieved 18-04-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Short Bowel Syndrome", www.niddk.nih.gov, Retrieved 18-04-2020. Edited.
  5. "Short Bowel Syndrome", www.msdmanuals.com, Retrieved 18-04-2020. Edited.