سؤال وجواب

ما هي خطبة عيد الأضحى؟


ما هي خطبة عيد الأضحى؟

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [سبأ: 1]،نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله البشيرُ النذيرُ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه وعلى التابعين لهم بإحسان الى يوم الدين.الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أما بعد؛أيها الإخوة والأخوات في الله تعالى فهذا عيد الأضحى يذكّرنا بتاريخ أبي الأنبياءِ خليلِ الرحمنِ إبراهيم َعليه السلام" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ".يذكّرنا بإعلانِه العَقَدي: {إنّي وجّهت ُوجهي للذي فطر السماوات والأرض
حنيفاً وما أنا من المشركين} .عيد الأضحى يذكرنا بموقف إبراهيم عليه السلام الذي كسر أصنام قومه التي تعبد من دون الله.
يذكرنا بدعوة إبراهيم قومِه الى عبادةِ الله الواحد الاحدِ وتركِ الأصنامِ وهم يرفضون ويُصِرّون.عيدُ الأضحى يذكرنا بالقرار الجائر المتَّخَذِ في ابراهيمِ الخليل ِ"قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين"
فرمَوْه فيها؛وهو يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل. فنجاه الله تعالى
عيد الأضحى يذكرنا بخروج إبراهيمَ من أرضه، داعيا إلى الله الواحد الأحد.
خليل الرحمن الطاعن في السن اشتاق إلى الولد ودعا ربه تبارك وتعالى قائلا:" رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ "الصافات.
فيهب اللهُ له الولدَ إسماعيلَ عليه السلام.
فيتركهما وحيدين؛لابيت يؤويهما
ويأخذ إبراهيمُ من فلسطين زوجَه هاجرَ وابنَه الى مكان بناء الكعبة
لاماء فيه ولاطعام إلا قليلا كان في جراب ولا أنيس يؤنسهما.
وتتعلق به زوجته : إلى من تتركنا ياأبراهيم؟ ولمّا لم يجب سألته : اللهُ أمرك بهذا ؟ قال: نعم قالت : إذن الله لايضيعنا ...!وما أن غاب إبراهيم عن نظرها .. حتى أصبحت هاجر وحيدةً مع وليدها الرضيع فضَمتْه إلى صدرها ..وما لبثا ان نَّفِدَ الزادُ والماءُ ؛وشعرا بالجوع والعطش و الله لايُضيّع أهلَه. وإذا المَلَكُ يأتيها حينما كانت تهرول ما بين الصفا والمروة لعلها ترى أحدا
فيفجر الملك عينَ زمزم بجناحه فينبع الماء الصافي فتطمئن لذلك .والله لايُضيع أهلَه.
فبعد أن يشب ابنه اسماعيل يأمره الله عز وجل في المنام أن يذبح فلذة كبده بيده ، ما أعظمه من أمر.
" قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى
قَالَ يَا أَبَتِ" وسنان السكين الحادة على رقبته،" افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "
"فَلَمَّا أَسْلَمَا "أسلما الأمر كله لله عز وجل، وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ".و الله لا يضيع أهله فيأتي الفرج من السماء وينادى على الخليل "وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إن هذا لهو البلاء المبين وفدينه بذبح عظيم "
الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر ،لا إله إلا الله والله أكبر كبيرا.
لقد مرّ إبراهيم وإسماعيل بامتحان التكليف فوفّيَا .وأنا وأنتَ وأنتِ وأنتم وأنتن كُلّفْنا بتكاليفَ هل وفينا الأداء أم انتكسنا؟فينا من مر بامتحان الطاعة والمعصية فهل نجح أم خسر.قال الله تعالى "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم".
فينا من مر بامتحان البلاء والمصائب هل صبر أم جزع .
فإياك والجَزَعَ، وسبَّ المرضَ،والخوفَ من الموت فإن الارواح والأبدان بيد الله تعالى يدبر أمرها ؛ويحكم مصيرَها.
فينا من أعطي الجاه؛ فهل سخره لنفع الناس أم لضرهم..يقول النبي صلى الله عليه وسلم" اشفعوا تؤجروا".
فينا من أسندت له المسؤولية هل أداها كما أمر الله يثاب بالأجر العظيم ، أم خان وظلم و فرط، وضيّع حقوق الناس، فكان عليه الوزر و العقاب الشديد يوم القيامة..
فينا من مرّ بامتحان النفس؛ هل رفعها بالدّين اوأخلدها الى الارض بالدنيا قال الله تعالى."
. وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ ......"
فينا من مرّ بمفترق الطرق؛ هل كان مع الحقّ ام مع الباطل.قال الله تعالى" ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
فينامن مرّ بامتحان الشهوة؛ هل أطاع الشيطان ووضعها في الحرام ؛أم أطاع الرحمان فخافه واتقاه.
فينا من له سعةٌ في المال هل ينفقه في سبيل الله فينجح ام يبخل فيخسر.قال تعالى"وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه".
فينا من وقع مال غيره في يده؛فهل اتقى الله فيه ام أخذه دون وجه حق.
واعلم أن الرزق مقسوم، وكلَّ شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.واشكر نعم الله يدمها عليك فهذه السنة كانت سنة زرع وضرع ولله الحمد؛وإذا أردتم أن تعود لكم فدوموا على طاعة ربكم
واشكروه على فضله يزدكم.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.