سؤال وجواب

حكم ولوغ الكلب في الإناء


الطهارة

الطهارة في اللغة مصدر للفعل طَهُرَ، ومعناها التطهر بالماء، وهي شرط رئيس من شروط الصلاة في الإسلام، والطهارة هي النظافة من الأقذار سواء كانت هذه الأقذار أو الأوساخ أوساخًا حسية أم معنوية، وقد حثَّ الإسلام على طهارة القلب من الحقد والكراهية وهي الطهارة المعنوية وطهارة البدن مما قد يعلق به من أوساخ وما شابهها وهي طهارة حسية، أمَّا الطهارة في الشرع فهي غسل أعضاء محددة بطريقة وصفة مخصوصة، وقيل الطهارة في التعريف الاصطلاحي هي إزالة النجس والطهارة من الحدث، وهي ارتفاع الحدث، أي زوال المانع من الصلاة أيَّا كان، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على حكم ولوغ الكلب في الإناء كما ستتم الإجابة عن سؤال: هل الكلب نجس أم طاهر.[١]

حكم ولوغ الكلب في الإناء

في التفصيل في حكم ولوغ الكلب في الإناء، تجب الإشارة أولًا إلى أنَّ الكلب من الحيوانات النجسة، لذلك كان لا بدَّ أنَّ يكون الشرع حازمًا في مسألة الطهارة عند ملامسة الكلاب أو عند اضطرار استعمال إناء ولغ فيه كلب، يقول الإمام القرطبي في هذه المسألة الهامة: "فأما الكلب إذا ولغ في الماء فقال مالك: يغسل الإناء سبعًا ولا يتوضَّأُ منها"، واستند العلماء في هذا القول على حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إذا ولغَ الكلبُ في إناءِ أحدِكُم، فليغسلهُ سبعَ مرَّاتٍ.."،[٢] فإذا ولغ الكلب في إناء فيجب أن يتمَّ تطهير هذا الإناء بالطريقة التي ذكرها رسول الله أيضًا في قوله الذي وردَ في صحيح الإمام مسلم: "طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ"،[٣] كما أنَّه لا يجوز أن يتوضَّأ المسلم من ماء شرب منه كلب، والله تعالى أعلم.[٤]

هل الكلب نجس أم طاهر

بعد التفصيل في حكم ولوغ الكلب في الإناء، لقد ذُكِرَ أكثر من رأي عند أهل العلم في مسألة نجاسة الكلب أو طهارته، حيث ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ الكلب نجِسٌ، بكلِّ أجزاء بدنه، بينما ذهب أتباع المذهب الحنفي إلى أنَّ نجاسة الكلب فقط في سؤره، أمَّا بدنُهُ فطاهر عند الحنفية، أمَّا عند المالكية فالكلب طاهر في سؤره وفي بدنه، وقال الإمام النووي رحمه الله: "مذهبنُا أنَّ الكلاب كلُّها نجسةٌ، المُعَلَّم وغيره، الصغير والكبير"، واحتجَّ أصحاب هذا القول بحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله قال: "إذا ولغَ الكلبُ في إناءِ أحدِكُم، فليُرِقهُ، ثمَّ ليغسِلهُ سبعَ مرَّاتٍ"،[٥] والدلالة في هذا الحديث واضحة؛ أي أنَّه لو لم يكن الكلب نجسًا لما أمر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بإراقة ما يحوي الإناء من طعام أو ماء أو ما شابههما، كما أنَّ رسول الله أمر بغسل الإناء الذي يلغ فيه الكلب بالتراب في الحديث الذي قال فيه: "طَهُورُ إناءِ أحَدِكُمْ إذا ولَغَ فيه الكَلْبُ، أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاهُنَّ بالتُّرابِ"،[٣] والدلالة في الحديث أيضًا واضحة، فكلمة "طهور" تستخدم مع الحدث والنجاسة، والغسل سبع مرات إحداهن بالتراب دليل على نجاسة الكلب، والله تعالى أعلم.[٦]

المراجع[+]

  1. "كتاب الفقه الميسر"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7447، حديث إسناده صحيح على شرط الصحيح.
  3. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 279، حديث صحيح.
  4. "حكم ولوغ الكلب في الماء الذي في الإناء"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 334، حديث صحيح.
  6. "حكم الكلب من حيث النجاسة وعدمها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-04-2020. بتصرّف.