سؤال وجواب

تعريف حول محمود سامي البارودي


محمود سامي البارودي

هو محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري المولود في السادس من أكتوبر من عام 1839م، شاعر مصري من أسرة مصرية عريقة، لها صلة بالأسرة الحاكمة في مصر آنذاك، التحق البارودي بالسلك العسكري واطلع على التراث العربي والأدب العربي، فقرأ الكثير من الدواوين وحفظ الكثير من الشعر، وكان شديد الإعجاب بأبي تمام حبيب بن أوس الطائي والبحتري والشريف الرضي والمتنبي، وقد كان البارودي أحد روَّاد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وجدير بالذكر إنَّ البارودي كان زعيمًا من زعماء الثورة العربية، كما تولَّى وزارة التربية في مصر ثمَّ استلم منصب رئيس الوزراء، وقد توفِّي البارودي في الثاني عشر من ديسمبر من عام 1904م، وهذا المقال سيتحدَّث عن الشاعر محمود سامي البارودي من جوانب عدَّة.[١]

حياة البارودي

عمل البارودي في وزارة الداخلية وانتقل إلى الأستانة عام 1857م، وهناك أتقن اللغة التركية واللغة الفارسية وتعمَّق في آداب اللغتين، ثمَّ عمل في قلم كتابة السر في الخارجية التركية، واستمر في هذا العمل سبع سنوات، منذ عام 1857م حتَّى عام 1863م، ثمَّ وبعد أن سافر الخديوي إسماعيل إلى العاصمة العثمانية ألحق الخديوي إسماعيل البارودي بحاشيته فعاد إلى مصر وتمَّ تعيينه معينًا في إدارة المكاتبات بين مصر والأستانة، وبعد أن ملَّ البارودي وضاق من رتابة العمل في دواوين الدولة، انتقل إلى الجيش برتبة بكباشي فاشترك في عام 1865م في الحملة العسكرية التي خرجت لمساندة الجيش العثماني في إخماد فتنة في جزيرة كريت، وبقي في هذه المهمة عامين كاملين، كما شارك في حروب الدولة العثمانية مع روسيا وبلغاريا وأوكرانيا وغيرهم، وفي عام 1878م عمل مديرًا لمحافظة الشرقية ثمَّ محافظًا للقاهرة، كما تولَّى البارودي نظارة الحربية عام 1881م، وتولَّى منصب رئيس الوزراء وكان منتخبًا من قبل الشعب وسُمِّيت وزراته باسم وزارة الثورة.[٢]

تجربة البارودي الأدبية

كان محمود سامي البارودي رائدًا من رواد مدرسة البعث والإحياء، أعاد للقصيدة العربية القديمة هيبتها في الشكل والمضمون وزلزل القصيدة العربية زلزالها، فكان في أشعاره قويَّ السبك والصياغة، يعيد القارئ إلى عرامة ابن الرومي والبحتري والمتنبي، ويُعد البارودي صاحب السبق في كتابة مقدمة لديوان شعري في العصر الحديث، وكان يملك لغة خيالية رفيعة المستوى، وقوَّة بلاغية منقطعة النظير، وقد جعل للشعر أهدافًا وسعى إلى تحقيقها، وأبرز هذه الأهداف: تهذيب النفس وتنبيه خواطر الناس والدعوة إلى مكارم الأخلاق، وكان قد تأثر البارودي في شعره بالنهضة الأدبية في العصر الحديث، ومال إلى القديم في الشعر ودافع عنه في الحرب التي قامت في القديم والحديث في الشعر العربي، ولم يكن ممن تأثروا كثيرًا باتصال الحضارة العربية مع الحضارة الغربية، فعلى الرغم من اتصاله بعديد الآداب غير العربية إلَّا أنَّه بقي محافظًا على التراث الشعري العربي في كلِّ تجربته.[٢]

البارودي في ميزان النقد

لقد كان الشاعر محمود سامي البارودي محط اهتمام عدد كبير من النقاد العرب، دفعهم شعره وإبداعه وطريقته والمدرسة الأدبية التي انتمى إليها إلى الغوص في أعماق شعره والبحث في قصائده وإلقاء نظرة على نتاجه الأدبي الذي كان ولمَّا يزل منارة يهتدي بها الكلاسيكيون في الأدب العربي، فقد كان أحد أهم الأسماء الشعرية في العصر الحديث التي مثَّلت مدرسة البعث والإحياء إلى جانب كلٍّ من: أحمد شوقي والشاعر بشارة الخوري أو ما يعرف بالأخطل الصغير وغيرهم، ومن أبرز الدراسات النقدية التي كُتبت في حقِّ محمود سامي البارودي ما يأتي:[٣]

  • دراسة بعنوان "البارودي حياته وشعره"، لنفوسة زكريا، صدرت في القاهرة عام 1992م.
  • مختارات من شعر محمود سامي البارودي صدرت من مكتبة الأسرة في القاهرة عام 2005م.
  • محمود سامي البارودي شاعر النهضة لعلي الحديدي، صدرت عن مكتبة الأنجلو المصرية في القاهرة عام 1969م.
  • البارودي رائد الشعر الحديث لشوقي ضيف صدرت عن دار المعارف في القاهرة عام 1988م.

شواهد من شعر البارودي

في ختام الحديث عن الشاعر محمود سامي البارودي، لا بدَّ من المرور على بعض الأمثلة من شعره، فشعر الشاعر مرآته التي يُرى من خلالها والطريق الأقرب إلى نفسيته وشخصيته، وفيما يأتي مجموعة من قصائد الشاعر البارودي:

  • قصيدة قلدت جيد المعالي حلية الغزل:[٤]

قَلَّدْتُ جِيدَ الْمَعَالِي حِلْيَةَ الْغَزَلِ

وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ

يأبى لى َ الغيُّ قلب لا يميلُ بهِ

عَنْ شِرْعَةٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ

أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَةً

عنْ غرة ِ النصرِ، لا بالبيضِ في الكللِ

لَمْ تُلْهِنِي عَنْ طِلابِ الْمَجْدِ غَانِيَةٌ

فِي لَذَّةِ الصَّحْوِ مَا يُغْنِي عَنِ الثَّمَلِ

كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمةٍ

وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ
  • قصيدة طربتُ وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ:[٥]

طربتُ وَلولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ

وَعَاوَدَنِي مَا كَانَ مِنْ شِرَّتِي قَبْلُ

فَرُحْتُ، كَأَنِّي خَامَرَتْنِي سَبِيئَةٌ

منَ الراحِ، منْ يعلقْ بها الدهرَ لا يسلو

سَلِيلَةُ كَرْمٍ، شَابَ فِي المَهْدِ رَأْسُهَا

وَدبَّ لها نسلٌ، وَ ما مسها بعلُ

إِذَا وَلَجَتْ بَيْتَ الضَّمِيرِ، رَأَيْتَهَا

وراءَ بناتِ الصدرِ، تسفلُ، أو تعلو
  • قصيدة مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ:[٦]

مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ

وَوَلَّى الصِّبَا إِلاَّ بَوَاقٍ قَلاَئِلُ

بواقٍ تماريها أفانينُ لوعةٍ

يورثها فكرٌ على النأي شاغلُ

فللشوقِ منى عبرةٌ مهراقةٌ

وَخَبْلٌ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ خَابِلُ

ألِفْتُ الضَّنَى إِلْفَ السُّهَادِ، فَلَوْ سَرَى

بِيَ الْبُرْءُ غَالَتْنِي لِذَاكَ الْغَوَائِلُ
  • قصيدة ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي:[٧]

ردوا عليَّ الصبا منْ عصريَ الخالي

وَهَلْ يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَةِ الْبَالِي؟

ماضٍ منَ العيش ما لاحتْ مخايلهُ

في صفحةِ الفكرِ إلاَّ هاجَ بلبالي؟

سلتْ قلوبٌ؛ فقرتْ في مضاجعها

بَعْدَ الْحَنِينِ، وَقَلْبِي لَيْسَ بِالسَّالِي

لمْ يدرِ منْ باتَ مسرورًا بلذتهِ

أني بنارِ الأسى منْ هجرهِ صالي

يا غاضبينَ علينا! هلْ إلى عدةٍ

بالوصلِ يومٌ أناغي فيهِ إقبالي

المراجع[+]

  1. "محمود سامي البارودي "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "محمود سامي البارودي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
  3. "محمود سامي البارودي "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
  4. "القصيدة: قلدت جيد المعالي حلية الغزل"، www.aldiwanalarabi.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
  5. "طربتُ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ"، arabicnadwah.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
  6. "مَضَى اللَّهْوُ إِلَّا أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ"، diwany.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
  7. "القصيدة: ردوا علي الصبا من عصري الخالي"، www.aldiwanalarabi.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.