شرح قصيدة عزة النفس للقاضي علي الج
علي الجرجاني
هو علي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي القاضي الجرجاني المكنى بأبي الحسن الجرجاني، ولد سنة 322 القضاء كلِّه، وبقي رئيسًا للقضاء حتَّى وفاته سنة 392 للهجرة أي ما يوافق عام 1001م، وقد كان الجرجاني شاعرًا مجيدًا اشتهرت له قصيدته عزة النفس، وهذا المقال سيذكر شرح قصيدة عزة النفس لعلي الجرجاني.[١]
شرح قصيدة عزة النفس للقاضي علي الجرجاني
قبل شرح قصيدة عزة النفس لعلي الجرجاني، إنَّ هذه القصيدة من قصائد العصر العباسي، كتبها القاضي الجرجاني وشدَّد فيها على أهمية العلم وأهمية عزَّة النفس في التعامل مع الناس، وركَّز فيها على أهمية البذل من أجل العلم، فمن صان العلمَ صانَهُ العلمُ، ومن أهان العلم تجهّمَ العلم في وجهه، وفيما يأتي شرح قصيدة عزَّة النفس لعلي الجرجاني:[٢]
- يقولون لي: فيك انقباض، وإنما
- رؤوا رجلًا عن موقف الذُّلِّ أحجما
يعجب الشاعر كثيرًا من اتهامات الناس له بأنَّه كثير العزلة والوحدة والبعد عن الناس، وإنَّما ابتعاده لم يكن لأي سبب يروثه الذل والمهانة.
- أرى الناسَ من داناهم هان عندهم
- ومن أكرمتْهُ عزَّةُ النفسِ أكرما
يفسر الشاعر سبب انعزاله عن الناس، فيقول: إنَّ من وافق الناس وخالطهم ورضي بكلِّ ما عندهم هانت نفسه عند الناس، ومن كان عزيز نفس وابتعد وانعزل أجبر الناس على إكرامه واحترامه.
- إذا قيل: هذا مشربٌ، قلتُ: قد أرى
- ولكنَّ نفس الحرِّ تحتملُ الظَّما
يقول الشاعر: إذا أشار أحد من الناس إليَّ لموضع فيه شربة ماء، قلت له أرى ما ترى تمامًا، ولكنني أملك نفسًا حرَّة عزيزة تحتمل العطش والظمأ وتصير عليه.
- ولم أقض حقَّ العلم إن كنتُ كلَّما
- بدا طمعٌ صيرتُهُ لي سلَّما
إنَّ ما يدفع عددًا كبيرًا من أهل العلم إلى مجاراة الناس هي المطامع المادية، هذه المطامع التي لا تنتهي أبدًا، ثم يقول: إذا بدا لي أي طمع جعلته سلمًا لنفسي.
- ولم أبتذلْ في خدمةِ العلم مهجتي
- لأخدمَ من لاقيتُ لكنْ لأُخدما
إنَّ انتشار هذه المطامع يؤدي إلى خدمة من لا يستحق الخدمة أبدًا، وإلى تسخير أصحاب العلم لأصحاب المال، فيقول الشاعر عن نفسه أنَّه تعلَّم العلم من أجل إكرام نفسه وليس من أجل إذلالها من خلال السعي وراء المطامع المادية.
- أأشقى به غرسًا وأجنيه حنظلا؟
- إذن، فاتباع الجهل قد كان أحزما
ثم يقول عن العلم إنَّه لا يريد أن يشقى في سبيل تحصيل العلم مقابل أن يجني منه الذل والهوان، لأنَّ هذا إن حصل سيكون الجهل أفضل وأعظم.
- ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم
- ولو عظَّموه في النفوس لعظَّما
فلو صان أهل العلمِ العلمَ لصانهم ولو أعطوه حقَّه لأعطاه حقهم، ولو عظَّم أهل العلم العلمَ لعظَّمهم وأعلى مكانتهم وأكبرهم.
- ولكن أهانوه فهان، ودنسوا
- محيَّاه بالأطماع حتَّى تجهما
يقول الشاعر عن أهل العلم: ولكنَّهم هانوا غاية العلم المثلى، فلم يلقوا منه إلَّا التجهم والعبوس والمذلة والهوان.
معاني المفردات في قصيدة عزة النفس
بعد شرح قصيدة عزة النفس لعلي الجرجاني، سيتم المرور على معاني أبرز المفردات في هذه القصيدة، ولا شكَّ أنَّ الناظر بعين الناقد في هذا النص سيدرك انتماء هذا النص للعصر العباسي، فقد تمكَّن الشاعر من انتقاء معجم خاص يتناسب مع الغرض الرئيس من النص، فكان يهدأ في مواضع تتطلب الهدوء ويرفع من قوَّة المفردات في مواضع القوة، ومن معاني المفردات في النص:
- انقباض: المقصود من الكلمة في النص هو الابتعاد عن الناس والانزواء والعزلة.[٣]
- عزة النفس: الإباء والأنفة والشموخ.[٤]
- تجهَّم: أي أصبح عبوسًا.[٥]
- محيَّاه: أي وجهه.[٦]
المراجع[+]
- ↑ "علي بن عبد العزيز القاضي الجرجاني "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "من شعر الجرجاني"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "انقباض"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "عزة النفس"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "تجهم"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "محيا"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-4-2020. بتصرّف.