أثر الصوم في تهذيب الشهوات
مفهوم الصوم
الصّيام في اللّغة معناه: الإمساك عن الشّيء سواء كان قولًا أم فعلًا، ولفظ الصّيام مأخوذ من الفعل "صام" أيْ امتنع عن الشيء، ومثاله: الامتناع عن الطّعام أو الشّراب أو الكلام أو غيره، ويختلف معنى الصّوم بحسب تصريفه وموضعه في الجملة، ومثال ذلك قوله تعالى: {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}،[١] تدلّ أداة النفي هُنا على الإمساك عن الكلام، ومفهوم الصّوم بالاصطلاح: هو الامتناع عن أشياء مخصوصة، ويكون ذلك بوقت مخصوص وهو من طلوع الفجر الثّاني إلى وقت الغروب مع وجوب النّيّة، أو هو نوع من أنواع العبادات التي يُتقرّب بها العبد إلى الله تعالى بإمساكه عن الطّعام والشّراب والجماع في النّهار على وجه مشروع، ومن الجدير بالذّكر أنّ الصّوم من الطّاعات التي ينال فاعلها الأجر العظيم والمنزلة الرّفيعة في الدّنيا والآخرة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}،[٢] وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على أثر الصوم في تهذيب الشهوات.[٣]
أثر الصوم في تهذيب الشهوات
إنّ الصّوم في أيّام رمضان المُبارك أو غيره من الأيام يعود على صاحبه بالفضائل والآثار الإيجابيّة، وأوّلها الغرائز والشّهوات فإنّ أثر الصوم في تهذيب الشّهوات له آثار وثمرات عظيمة والسّبب في ذلك أنّ الصّوم يزيد من تقوى الصّائم ممّا يعني البعد عن اتّباع الشّهوات وتفريغها بطريقة غير شرعيّة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}،[٤] والصّوم وسيلة يتمّ من خلالها تعويد النّفس على التّحمّل والجلَد والصّبر، والصّوم أيضًا يعين الإنسان على التّخلُّص من النّفس الأمّارة بالسّوء ممّا يعني بعده عن التّفكير بطرح شهوته بالطّريق المُحرّم، والصّيام أيضًا يُضعف سلطة الشّيطان على النّفس البشريّة وحينها لا يستطيع الشيطان أن يأخذ الإنسان إلى طريق الضلال أو إقناعه للمسير وراء شهواته وملذّاته، وأثر الصوم في تهذيب الشهوات يُعرّف الإنسان على نعمة الله عليه عندما يشعر بالجوع أو العطش، فكلّما زادت رغبته بالطّعام أو الشّراب ازداد إقباله على الله وشكره له، ويُضاف إلى ذلك، الإحسان إلى الفقراء والمُحتاجين والشّعور باحتياجاتهم ممّا يُصبح منشغلًا عن اتّباع الشّهوات المؤدّية إلى طريق الظّلام.[٥]
شروط وجوب الصوم
وبعد أن تمّ التّعرُّف على مفهوم الصّوم وأثر الصوم في تهذيب الشهوات، يُجدر بالذّكر أنّ الصّوم الصّحيح لا يتحقق وجوبه إلا بوجود عدّة شروط ومنها: الإسلام والعقل والبلوغ، حيث لا يجب الصّوم على المجنون أو الصّغير أو الجاهل الذي لا يعلم بالوجوب والتكليف، والصّيام يجب أن يؤمر به الصّبي إذا بلغ السّابعة من عمره قياسًا على الصّلاة، ويُضرب إذا أتمّ العاشرة من عمره، ومن شروط الأداء المفضية إلى وجوب الصّيام: سلامة الجسد من الأمراض لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}،[٦] والإقامة وعدم السّفر، والطّهارة من الحيض والنّفاس.[٧]
المراجع[+]
- ↑ سورة مريم، آية: 26.
- ↑ سورة البقرة، آية: 184.
- ↑ "مفهوم الصيام"، al-maktaba.org. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 183.
- ↑ "أثر الصيام على النفوس"، www.alukah.net. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 184.
- ↑ "شروط وجوب الصوم"، al-maktaba.org. بتصرّف.