سؤال وجواب

كيف خدمت الثورة المعلوماتية اللغة


كيف خدمت الثورة المعلوماتية اللغة العربية؟

كانت اللغة العربية ومازالت واحدة من أقوى اللغات الموجودة في العالم، حيثُ أنّها لغة القرآن الكريم كتاب الله تعالى، ونبي الله محمد صلّ الله عليه وسلّم عربي ناظق بالعربية، وهي حتّى الآن باقية ولن تندثر إن شاء الله، ولأنّها لُغة تعبُّدية يتعبد بها المسلمون في صلاتهم، ستبقى حاضرة وباقية إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها، فإنّ انتشارها لا يقتصر فقط في البلاد العربية، ولكنّه يخرج إلى البلاد الأوروبية أيضًا، فهي اللغة الثانية بعد اللغة الإنجليزية في العالم.

اكتسبت اللغة العربية العديد من المميزات، وذلك بعد أن دخل الآلاف في الإسلام واضطرّوا لتعلّمها لكي يتقنوا تلاوة كتاب الله القرآن الكريم، حيثُ انتشرت في كافة بلدان العالم بعد أن نجحت الفتوحات الاسلامية في قديم الزمن، وحمى الله اللغة من خلال إيجاد عُلماء كبار أجلاء حافظوا عليها ودوّنوها ووضعوا قواعدها في كتب ومخطوطات وصلت إلينا من العصور السابقة، كالعصر العباسي والعصر الأموي.

ظلّت اللغة العربية منحصرة في الكتب الورقية، تعتمد اعتماد كلي عليها، وذلك حتّى بدأت الثورة التكنولوجية بالانتشار في العالم، حيثُ سعى العلماء والأدباء لإيجاد العديد من الوسائل التي من شأنها أن تخدم اللغة العربية، وكان من أهمّها وأولها هي البرامج الإذاعية التي كانت تُذاع على المذياع على محطّات الراديو العالمية، وبقي الأمر في تطور مستمر بدءًا بالراديو والتلفزيون الذي تمّ عرض العديد من البرامج التعليمية الخاصة باللغة العربية عليه لفترة طويلة من الزمن، فأفاد بها العلماء الجيل الجديد وأثروا مخزونه اللغوي، وهذا كله ساعد اللغة العربية في الانتشار وظلّت محافظة على قوّتها ووجودها.

أما بعد أن بدأ الانترنت بالظهور فقد أخذت الأمور منحى آخر، ومختلف بعض الشيء عما كانت عليه الأمور في السابق، فقد تمّ التوصل إلى طرق وأساليب في تدريس اللغة وحفظ قواعدها، وكانت أساليب ابتكارية لعلّ من أهمّها المنتديات والمواقع الإلكترونية التي تحتضنها الشبكة العنكبوتية الانترنت، وهذا أدّى إلى حماية اللغة من الاندثار والضياع، وقد تمّ حفظ العديد من المراجع اللغوية والنحوية في كتب إلكترونية خوفًا عليها من الضياع، وهذا كله أدّى إلى خلق فرص سهلة جدًا للحصول على أي من المعلومات اللغوية التي تخصّ أي إنسان أو طالب علم في أي مجال من مجالات اللغة العربية.

أثر وسائل التواصل الاجتماعي على اللغة العربية

هناك الكثير من الناس والعلماء رأوا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي التي يتهافت عليها الناس الآن وكل منهم يتعامل بها ويعتبرها عالمًا آخر مختلف عن العالم الحقيقي الذي يعيش فيه قد أثّرت تأثيرًا سلبيًا على اللغة العربية، حيثُ أنّ الناس عند التواصل والتعامل على هذه المواقع أثبتوا أنّهم يتناسون العديد من القواعد اللغوية البسيطة التي من البديهي أن يتمسّكوا بها، فتجدهم يُسقطوا بعض حروف الجر، وبعض الكلمات أو الأحرف ويستبدلوها بغيرها، ناهيك عن إهمال علامات الترقيم التي من شأنها أن تُغيّر معنى الجملة كله، وما هذه إلا مجرذد نماذج وأمثلة لما أدخلته مواقع التواصل الاجتماعي من سلبيات على اللغة العربية، ومن المتوقع أن يتمّ إهمال العديد من الأمور والقواعد اللغوية التي إن استمرّت فإنّها ستُدمّر اللغة العربية كلها، وتجعل الجيل الصاعد غير قادر على التعامل بها، فوجب علينا أن نكون أكثر وعيًا عند التعامل بهذه الامور.