أدعية مأثورة لدفع البلاء

مفهوم البلاء
إن الحديث عن أدعية مأثورة لدفع البلاء، يعدُّ من الأهمية بمكان خاصةً عند حلول والحزن، وفي الفقرات الآتية بيان لمجموعة من الأدعية المأثورة لدفع البلاء.[١]
أدعية مأثورة لدفع البلاء
في الحديث عن البلاء يتوجب بيان أدعية مأثورة لدفع البلاء التي وردت في النصوص الشرعية من الترمذي في تحفة الأحوذي: "والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه لا الترغيب في طلبه للنهي عنه، ومما يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "يا أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا"[٦]، فنهانا عليه الصلاة والسلام عن تمني البلاء، وأمرنا أن نسأل الله أن يعافينا منه كذلك، كما أمرنا بالصبر عند وقوعه، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، قال عليه الصلاة والسلام: "تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن جَهْدِ البَلاءِ، ودَرَكِ الشَّقاءِ، وسُوءِ القَضاءِ، وشَماتَةِ الأعْداءِ"[٧]، وفي صحيح مسلم عن أنس: "أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ؟ قالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ لا تُطِيقُهُ، أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ، أَفلا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قالَ: فَدَعَا اللَّهَ له، فَشَفَاهُ"[٨].
فيرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأحاديث وأمثالها على أهمية التعوذ من البلاء، وكراهة تمنيه، فالخطأ ليس في سؤال الله العافية وتمني عدم البلاء، بل الخطأ في سؤال الله البلاء وتمنيه، وفي الآتي مجموعة من الأدعية التي يستدفع فيها البلاء:[٤]
- حديث لعائشة -رضي الله عنها- أن تقول: "اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ . اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك . اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا"[١١]
ومن المهم أن يعلم المؤمن أن مواطن الابتلاء كثيرة، فهي لا تنحصر في الأمراض أو الأوبئة فقط، بل قد يفتن المؤمن في السرّاء وذلك؛ ليختبر أيشكر أم يكفر؛ كما قال الله تعالى على لسان نبيه سليمان -عليه الصلاة والسلام- :{هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}[١٢]، وقال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[١٣] فليس بلازم أن يبتلى العبد بالضراء.
أهمية الدعاء في دفع البلاء
للدعاء أهمية باللغة في دفع البلاء، فهو أقوى سلاح يستدفع فيه البلاء، وفي مقال أدعية مأثورة لدفع البلاء، لابد من بيان أهمية الدعاء في دفع البلاء، فالدعاء من أنفع الأدوية الشافية -بإذن الله- كما سبق، وهو عدو البلاء، يمنع نزوله، ويرفعه إذا نزل أو يُخففه، وله مع البلاء ثلاث حالات:[١٤]
- أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه، وهي النافعة الشافية من كل بلاء بإذن الله.
- أن يكون الدعاء أضعف من البلاء، فحينئذ لا يقوى الدعاء.
- أن يتقاوم الدعاء والبلاء، ويمنع كل واحد منهما صاحبه.
فقه إجابة الدعاء
من أهم الأمور التي يجب مراعتها عند الكتابة في مقال أدعية مأثورة لدفع البلاء، أن يعلم المؤمن فقه الدعاء، وأن للدعاء فقهًا لابد للمؤمن أن يتعلمه فأعظمه الإلحاح على الله -عزّوجل- وعدم العجلة في إجابة الدعاء وعدم اليأس من رحمة الله تعالى، وأن لايقول العبد دعوت فلم يستجب لي، وأيضًا إنَّ من أهمّ ما يُقوي الدعاء؛ اليقين الكامل والثقة التامة بإجابة الله -عزّوجلّ- للعبد، مع حسن الظن بالله، وأن يتحرّى المؤمن الأدعية المأثورة ففيها الغنية والنفع والكفاية التامة لأن؛ النبي - صلى الله عليه وسلم- قد أوتي جوامع الكلم فالحرص في الدعاء على الأدعية المأثورة عن نبيّنا -عليه الصلاة والسلام- من أهم وأقوى ما يستجاب به الدعاء.[١٥]المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى البلاء في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، www.almaany.com، 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 155.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 2.
- ^ أ ب "أدعية مأثورة يستدفع بها البلاء"، www.islamweb.net، 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2292 ، حديث حسن.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن موسى بن عقبة، الصفحة أو الرقم: 1742، حديث صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6616 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2688، حديث صحيح.
- ↑ رواه عثمان بن عفان، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5088، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2739 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1276 ، حديث صحيح.
- ↑ سورة النمل، آية: 40.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 35.
- ↑ "الناس في تحصيل مرادهم بالأسباب والدعاء أربعة أقسام:"، al-maktaba.org، 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "- موانع إجابة الدعاء:"، al-maktaba.org، 26-4-2020. بتصرّف.