سؤال وجواب

فضائل القيام في رمضان


الفرق بين قيام الليل والتهجد

يُعرَّف قيام الليل على أنَّه قضاء وقت من الليل في العبادة من صلاة وقراءةٍ للقرآن وذكرٍ ودعاء، وقد قيل في تعريف قيام الليل: "معنى القيام أن يكون مشتغلًا معظم الليل بطاعة.."، أمَّا التهجُّد فهو القيام بعد الرقاد، فيتوضَّأ ويهم بالصلاة في الليل، وقيل في تعريف التهجد: "الهجود النوم، يقال: تهجَّد الرجل إذا سهر وألقى الهجود وهو النوم، ويسمى من قام إلى الصلاة متهجِّدًا لأنَّ المتهجد هو الذي يلقى الهجود الذي هو النوم عن نفسه"، وبناءً على هذا يكون الفرق بين قيام الليل والتهجد هو أنَّ قيام الليل أشمل من التهجد فهو يشمل الصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن، بينما يقتصر التهجد على الصلاة في جوف الليل، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على كيفية قيام الليل في رمضان وعلى فضائل القيام في رمضان.[١]

كيفية قيام الليل في رمضان

قبل الحديث عن فضائل القيام في رمضان، قيام الليل -كما جاء سابقًا- هو قضاء الليل كلِّه أو قضاء بعضه في الصلاة والدعاء والذكر وتلاوة القرآن الكريم، وهو عمل من أعمال الصالحين، وسنَّة من سنن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث قال تعالى في سورة المزمل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا}،[٢] وقال تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}،[٣] وعليه إنَّ قيام الليل سُنَّة مؤكدة وإنْ كان القيام في أي وقت من أوقات الليل، أمَّا كيفية قيام الليل في رمضان أو في غير رمضان، فالأفضل أن يكون القيام في الثلث الأخير من الليل إلَّا إذا كان في الأمر مشقَّة، فلا حرج في أن يقوم المسلم أوَّل الليل أو أوسطه، ويكون قيام الليل بالصلاة ركعتين ركعتين، وهذا ما دلَّ عليه حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي قال فيه: "صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ، فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ"،[٤] ويجب على المسلم أيضًا أن يهدأ في قيام الليل، فلا يعجّل بها، وأن يكون مطمئنًا، فالصلاة بسكينة وطمأنينة فيها اقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام.[٥]

فضائل القيام في رمضان

في الحديث عن فضائل القيام في رمضان، يمكن القول إنَّ للقيام في شهر رمضان فضلًا عظيمًا، فقيام رمضان من صفات المتقين، أعدَّ الله لفاعِله أجرًا عظيمًا، وقد ارتبط القيام في رمضان بالصيام، حتَّى أنَّهما متلازمان عند المؤمن في هذا الشهر الفضيل، روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قال: "من قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، ومن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ"،[٦] ولا شكَّ أنَّ فضل القيام لا يقتصر على القيام في شهر رمضان، فللقيام فضل عظيم ظهر هذا الفضل جليًّا في أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد ذكر رسول الله القيام في رمضان وفي غير رمضان في أكثر من موضع من السنة النبوية، ولا شكَّ أنَّ هذه الأحاديث تدلُّ على فضل القيام بشكل صريح، وفيما يأتي أبرز ما جاء من أحاديث عن فضل القيام:[٧]

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ".[٨]
  • عن عمرو بن عبسة أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبدِ في جوفِ الليلِ الآخرِ، فإنِ استطعتَ أن تكونَ ممَّن يذكرُ اللهَ في تلكَ الساعةِ فكنْ".[٩]
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ".[١٠]
  • عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها مِن باطنِها وباطنُها مِن ظاهرِها أعدَّها اللهُ لِمَن أطعَم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ".[١١]

المراجع[+]

  1. "هل هناك فرق بين التهجد وقيام الليل"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  2. سورة المزمل، آية: 1-2.
  3. سورة الفرقان، آية: 64.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، حديث صحيح.
  5. "كيفية قيام الليل"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2205، حديث صحيح.
  7. "فضل قيام رمضان وفضل ليلة القدر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، حديث صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 1173، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 757، حديث صحيح.
  11. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي مالك الأشعري وعلي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2308، حديث صحيح.