حكم إفشاء الأسرار الزوجية
أهمية الأمانة الزوجية
قبل الحديث عن حكم إفشاء الأسرار الزوجية، من الجدير الحديث عن الأمانة الزوجية، فكل من الزوجين لهما حقوق وواجبات تجاه بعضهما، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول لله صلّى الله عليه وسلّم: "أَلا كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالأمِيرُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ، وهو مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ، وهو مَسْؤُولٌ عنْهمْ، والْمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ بَعْلِها ووَلَدِهِ، وهي مَسْؤُولَةٌ عنْهمْ، والْعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْؤُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ"،[١] وقد وصّى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بحُسن التعامل مع الأهل، فعن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي"،[٢] ومن الحقوق الزوجية عدم كشف الأسرار؛ لما بكشف الأسرار من إيذاء واعتداء على الحقوق.[٣]
حكم إفشاء الأسرار الزوجية
في الحديث عن حكم إفشاء الأسرار الزوجية لا شك أنّ الإسلام حرم ذلك، فكل بيت من البيوت فيه من الأسرار الخاصة بالرجل والمرأة، والواجب أنّ تطوى هذه الأسرار ولا يتطلع عليها أحدٌ من الناس، وقد عدّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الأسرار الزوجية من أعظم الأمانات، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا"،[٤] فكشف الأسرار الزوجية من أشد أنواع الخيانة، ولقد نهى الله -تعالى عن خيانة الأمانة، فقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[٥][٦]
حقوق الزوج على زوجته
وازن الإسلام في العلاقة الزوجية، فجعل للزوج حقوق وجعل عليه واجبات، وكذلك المرأة فلها حقوق وعليها واجبات، ومن حق الزوج على زوجته طاعته، لكن هذه الطاعة تكون مقيدة بالمعروف وعدم معصية الله تعالى، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا طاعَةَ لمخلوقٍ في مَعصيةِ الخالقِ"،[٧] ومن حقوق الزوج على زوجته كذلك عدم الصيام إلا بإذنه، وهذا يتعلق بصيام التطوع فقط، ومن الحقوق أيضًا أنّ لا تدخل أحد إلى بيته إلّا بإذنه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ"،[٨] ومن أعظم الحقوق أنّ تُحافظ المرأة على نفسها وعلى مال زوجها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره".[٩][١٠]
المراجع[+]
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1829، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3895، حديث صحيح.
- ↑ "حقوق النساء في الإسلام"، al-maktaba.org، 05-05-2020، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1437، حديث صحيح.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 27.
- ↑ "أثر الإيمان في توجيه الأخلاق"، al-maktaba.org، 05-05-2020، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري، الصفحة أو الرقم: 9884، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5195، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3231، حديث حسن صحيح.
- ↑ "حقوق الزوج على الزوجة"، al-maktaba.org، 05-05-2020، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2020. بتصرّف.