سؤال وجواب

نظام غذائي للأم المرضعة


الرضاعة الطبيعية

تُعد الرضاعة الطبيعية وسيلةً فعالة لضمان صحة الطفل ونموه بشكلٍ طبيعي، حيث إن حليب الأم هو بمثابة غذاء مُتكامل للأطفال الرّضع؛ فهو آمن تماماً لأجسامهم ونظيف، كما أنه يوفر أجساماً مضادة تساعد في حماية هؤلاء الرّضع من أمراض الطفولة الشائعة في مثل هذا العمر، يوفر أيضاً كل من الطاقة والعناصر الغذائية الضرورية لنمو الطفل خلال الأشهر الأولى من عمره، ويستمر في ذلك ليوفر ما يقارب النصف أو أكثر خلال النصف الثاني من العام الأول، وما يقارب الثُلث خلال عامه الثاني،[١] يحمي حليب الأم من إصابة الطفل بالحساسية؛ حيث إنه تم تصنيفه على أنه من أقل الأغذية التي يمكن أن تسبب الحساسية لدى الرّضع، بالإضافة إلى سهولة توفره في أي وقت من ساعات النهار أو الليل،[٢] وفي هذا سيتم الحديث عن نظام غذائي للأم المرضع.

أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل

يتناول هذا المقال الحديث عن نظام غذائي للأم المرضع، وكان لابد من تسليط الضوء هنا على أهمية الرضاعة الطبيعية لكل من الأم والرّضيع؛ حيث إن حليب الأم يوفر التغذية المُثلى للأطفال الرّضع، ومع ذلك، فإن معدل الرضاعة الطبيعية لا يزال منخفضاً بنسبة تصل إلى 30% لدى البعض من النساء، في حين أن الرضاعة الطبيعية تقدم العديد من الفوائد الصحية للأم المرضع وطفلها، وفيما يلي أهم النقاط التي تبين تلك الأهمية:[٣]

  • يُعزز حليب الثدي التغذية المثالية للأطفال الرّضع: يحتوي حليب الأم على كل ما يحتاجه الطفل في الأشهر الستة الأولى وبنسبٍ مناسبة، حيث إن خلال الأيام الأولى بعد الولادة يُنتج الثديان سائلاً سميكاً ذو لونٍ أصفر يسمى اللبأ، يحتوي على نسبٍ عالية من البروتين والقليل من السكر، بالإضافة إلى المركبات الأخرى المفيدة، يسعى حليب اللبأ إلى مساعدة الجهاز الهضمي غير الناضج في النمو، ثم يبدأ بعد ذلك الثدي في إنتاج كميات أكبر من الحليب مع نمو معدة الطفل.
  • حليب الأم غني بالأجسام المضادة المهمة: إن حليب الثدي مليء بالأجسام المُضادة التي تساعد الطفل في محاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة، وهذا ما ينطبق بالتحديد على حليب اللبأ، حيث إنه عندما تتعرض الأم للإصابة بالفيروسات أو البكتيريا يتم إنتاج أجساماً مضادة داخل جسمها وإفرازها في حليب الثدي، لتنتقل بعد ذلك إلى الطفل عن طريق الرضاعة.
  • قد تساعد الرضاعة الطبيعية الأم على فقدان الوزن: على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تزيد من احتياجات الأم المرضع بنحوٍ يصل إلى 500 سعره حرارية في اليوم، إلا أنه ابتداءً من الشهر 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة، ثبت أن الأمهات المرضعات اللاتي يُرضعن من الثدي يفقدن وزناً أكثر مقارنةً مع الأمهات اللاتي لا يُرضعن. 

حليب الأم ومكوناته

في هذا المقال تحت عنوان نظام غذائي للأم المُرضع،  سيتم الحديث هنا عن مكونات حليب الثدي، حيث إنه يتكون من العديد من العناصر التي قد تبدوا مألوفة، مثل: الماء والكربوهيدرات والدهون والبروتينات، ولكن تكمن الفكرة هنا في كيفية تأثير هذه العناصر الغذائية على القيمة الغذائية لحليب الأم؛ لمساعدة الطفل في النمو والتطور، من خلال النقاط الآتية سيتم توضيح ذلك:[٤]

  • الماء: يشكل الماء 90% من حليب الأم، حيث إنه مهمّ جداً لجميع وظائف الجسم المختلفة؛ فهو يحمي الرّضيع من الجفاف وينظم درجة حرارة جسمه، كما أنه يوفر الحماية للمفاصل والأعضاء المختلفة.
  • الكربوهيدرات: تعد الكربوهيدرات المصدر الأول لطاقة للرّضيع، حيث إن الكربوهيدرات الرئيسية في حليب الأم هي سكر الحليب والذي يسمى باللاكتوز.
  • الدهون: تُشكل الدهون 4% من حليب الأم، وتكمن أهميتها في نمو الجهاز العصبي والدماغ للطفل الرّضيع، وهي مسئولة عن زيادة وزن الطفل أيضاً.
  • البروتينات: توجد البروتينات في حليب الثدي بصورة يسُهل هضمُها من قِبل الطفل، لها أهمية في دعم نمو وتطور جسم الطفل.
  • الفيتامينات والمعادن: من العناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل وتطوره.
  • الأجسام المضادة: تعطي لحليب الأم خصائص مناعيّة تحمي الطفل من البكتيريا والفيروسات والطفيليات الممرضة.
  • الهرمونات: لها وظائف متعددة كالمشاركة في نمو وتطور الرّضيع والسيطرة على عمليات الأيّض.

نظام غذائي للأم المرضعة

سيتم الحديث هنا عن نظام غذائي للأم المرضع، حيث إنها تحتاج إلى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؛ كي تستطيع تلبية جميع احتياجات طفلها الرضيع من العناصر الغذائية المختلفة، اللازمة لنموه وتطوره خلال مرحلة الرضاعة الطبيعية، وسيتم تسليط الضوء هنا على أهم الخيارات الغذائية التي يمكن الاستفادة منها أثناء الرضاعة الطبيعية؛ من أجل تعزيز إنتاج حليب الثدي والحفاظ على صحة الأم المرضع لضمان أن تكون مرحلة الرضاعة الطبيعية مرحلة صحية لكل من الأم والطفل الرضيع.[٥]

نظام غذائي للأم المرضعة لزيادة إدرار الحليب

يحتاج جسم المرأة المرضع للمزيد من السعرات الحرارية من أجل إنتاج الحليب بكميات مناسبة للطفل الرضيع، وهناك العديد من الخيارات الغذائية التي يمكن أن يحتوي عليها النظام الغذائي الخاص بالأم المرضع، والتي من شأنها أن تُعزز من إدرار حليب الثدي، وفيما يلي أهمها:[٦]

  • الشوفان: أحد أفضل الأطعمة التي يمكن أن تساعد في زيادة إدرار الحليب؛ بسبب محتواه العالي من الحديد.
  • بذور الشُمر: تُعد بذور الشُمر عنصراً شائعاً في الشاي والمكملات الغذائية التي يتم تسويقها لزيادة إنتاج حليب الثدي.
  • الأطعمة الغنية بالبروتين: إن البروتين ضروري لإنتاج الحليب؛ فهو مهم لتغذية الطفل ودعم نموه بشكلٍ طبيعي، ومن أهم الأمثلة على هذه الأطعمة ما يلي: اللحوم، البيض، الفول، العدس، المكسرات والبذور.
  • بذور السمسم: تُعد من البذور الغنية بالكالسيوم الضروري في مرحلة الحمل والرضاعة، للحفاظ على صحة عظام الأم والطفل.

نظام غذائي للأم المرضعة لتعزيز صحة المرضع

إن اتباع نمط حياة صحي أثناء فترة الرضاعة لا يقل أهمية عن مرحلة  الحمل، تحتاج الأم المرضع إلى اتباع نظام غذائي صحي و متوازن يقوم على تعزيز صحتها بشكلٍ عام وحمايتها من أية مضاعفات ناجمة عن نقصٍ في بعض العناصر الغذائية المختلفة، وفيما يلي أهم الإرشادات الغذائية التي يمكن أن تساعد في ذلك: [٧]

  • الحرص على تناول الفواكه والخضراوات.
  • تناول المأكولات البحرية واللحوم الحمراء الخالية من الدهون، بالإضافة إلى الدواجن والبيض والفاصوليا والمكسرات غير المملحة.
  • تناول الحليب ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية منه، مثل: حليب الصويا المدعم بفيتامين A وفيتامين D.
  • الحرص على تناول الحبوب الكاملة مثل: الأرز البُني وخبز القمح الكامل.
  • تناول الحبوب المُدعمة بالحديد وحمض الفوليك.
  • شرب كميات كافية من الماء و السوائل والحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والسكريات المُضافة.

المراجع[+]

  1. "Breastfeeding", www.who.int, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  2. "Medical Definition of Breastfeeding", www.medicinenet.com, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  3. "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby", www.healthline.com, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  4. "The Composition of Breast Milk", www.verywellfamily.com, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  5. "Breastfeeding Diet 101 - What to Eat While Breastfeeding", www.healthline.com, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  6. "Which foods can help with lactation?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-5-2020. Edited.
  7. "Eat Healthy While Breastfeeding: Quick tips", www.health.gov, Retrieved 9-5-2020. Edited.