سؤال وجواب

معلومات عن المذهب المالكي


مفهوم المذهب

المذهب في المذاهب الإسلامية التي اندثر بعضها وبقي منها أربعة مذاهب معتمدة وهم: المذهب الحنفي والمذهب الشافعي والمذهب المالكي والمذهب الحنبلي،[٢] وحول ذلك كله سيتم تناول الحديث في هذا المقال عن المذهب المالكي وذكر بعض المعلومات المتعلقة به.

نشأة المذهب المالكي

ظهر المذهب المالكي ونشأ في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث إنَّ بالسنة النبوية،[٣] وقد نشأ المذهب المالكي على يدِّ الإمام عمر بن الخطاب، وقد انتشر المذهب المالكي والذي ساعد على انتشار المذهب هي حركة التدوين التي ظهرت في المذهب المالكي وكان ذلك عند ظهور كتاب الموطأ ثمَّ بعد وفاة الإمام مالك تصدَّر أصحابه في الأقاليم وانهال عليهم طلاب العلم الذين بدورهم قاموا بتدوين علم شيوخهم الذين أخذوه عن الإمام مالك، ويُمكن القول بأنَّ ذلك كان سببًا في انتشار المذهب المالكي وعدم اندثاره،[٥] فتنقلَّ في بلاد كثيرة تشمل ثلاث قارات: قارة آسيا وقارة إفريقيا وقارة أوروبا،[٦] وفيما يأتي بعض الدول التي انتشر فيها المذهب المالكي:

  • مصر: وهي أول البلاد التي انتشر فيها المذهب المالكي بعد الحجاز، والذي قام بإدخاله إليها هم تلاميذ الإمام مالك في حياته،[٧] وعندما جاء الإمام الشافعي إلى مصر تعادل المذهبان في النسبة، حيث قبل ذلك كان المذهب المالكي هو الأكثر انتشارًا.[٨]
  • العراق وخراسان: ويرجع الفضل في دخوله إلى العراق إلى عبدالله بن مسملة الذي لازم مالك عشرون عامًا، وأمَّا فضل انتشاره فيها يرجع إلى القاضي إسماعيل والأبهري.[٩]
  • الشام: ويرجع الفضل في انتشاره في الشام إلى أبي العباس والوليد بن السائب وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني.[١٠]
  • اليمن: وكان فضل ذلك يرجع إلى أبي القرة القاضي.[١١]
  • تونس والمغرب: وشرف تأسيس المذهب المالكي في تونس والمغرب يرجع إلى ابن زياد وغيره.[١١]
  • الأندلس: انتشر المذهب المالكي في الأندلس بسبب قوة رجالاته بالإضافة إلى تأييد الحكام لهم عن اقتناع حتى أُثبت مذهبًا رسميًا في البلاد.[١٢]

الإمام مالك بن أنس

هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث المكنَّى بأبي عبدالله، وأمه هي عالية بنت شريك الأزدية، وُلد الإمام مالك في المدينة المنورة عام 93 هجري، وقد ذُكر عن صفاته الخُلقية أنَّه كان: "من أحسن الناس وجهًا، وأحلاهم عينًا، وأنقاهم بياضًا، وأتمهم طولاً في جودة بدن"، وقد بدأ بطلب العلم في طفولته وقد حصل على العلم الكثير، وما أن وصل عمره الواحد وعشرون عامًا حتى كان متأهلًا للفتوى يقصده طلاب العلم من كل حدب وصوب، كما أنَّه كان كثير العبادة شديد الهيبة، وقد توفي في المدينة عام 179 هجري، ودفن في البقيع وكان عمره آنذاك خمسة وثمانون عامًا،[١٣] وفيما يأتي تفصيل سيرته:

نشأته العلمية

نشأ مالك بن أنس في بيئة خصبة بالعلم والفضل، حيث إنَّ جده الأكبر أبا عامر كان صحابيًا شهد المغازي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أنَّ ابنه مالك كان من كبار التابعين الذين رووا عن عددًا من كبار العبادات ثمَّ أتبعه بأحكام الأطعمة ثمَّ الأيمان والنذور، ثم الأحكام المتعلقة بالأسرة ومسائل العتق والمواريث، ثمَّ انتقل بعد ذلك إلى أحكام المعاملات فالأقضية والشهادات، وقد اختُتمت المدونة بالحدود والجنايات، ويرجع أصل المدونة إلى أسئلة سألها أسد بن الفرات لابن القاسم، ارتحل بها سحنون وعرضها على ابن القاسم فعدَّل بها كثيرًا، وأسقط منها ثمَّ قام بترتيبها وتبويبها، وقد أثنى ابن رشد عليها حيث قال عنها: "حصَّلت أصل علم المالكيين، وهي مقدمة على غيرها من الدواوين بعد مــوطأ مالك رحمه الله".[٢٠]

الرسالة

إنَّ صاحب كتاب الرسالة هو الفقيه محمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني، وقد جمع في كتابه بين الأصول والفروع، حيث أنَّه استهل مقدمة الكتاب بعرض عقيدة السلف ثمَّ أتبع ذلك بذكر مجموعة من الأحكام الفقهية ثمَّ اختتم كتابه بالحديث عن الآداب والأخلاق، وقد تبوأت رسالة القيرواني مكانة رفيعة عند المالكية، وقد أثنى عليها أحمد النفرواي حيث قال: "قد كثر اشتغال الناس برسالة الإمام أبي محمد الْـملقبة بباكورة السعد و بـزبدة المذهب؛ لما ظهر في الخافقين من أثرها وبركتها".[٢٠]

النوادر والزيادات على ما في المدونة من غيرها من الأمهات

وهذا الكتاب لمحمد عبدالله القيرواني الذي يعدُّ من أهم كتب المالكية، لكنَّ هذا الكتاب مرتب على خلاف كتاب الرسالة؛ حيث أنَّ القيرواني استهلَّه بمقدمة عن الاجتهاد ثمَّ أتبعها بدواعي تأليفه وأسانيده، ثمَّ بعد ذلك إلى موضوعات العبادات مثل الصيام والزكاة، وقد قدَّم الصيام على الزكاة ثمَّ تحدَّث عن أحكام العتق والأسرة، فالبيوع والدعاوى والبينات والشهادات والرهون والإكراه والاستحقاق ثمَّ تحدَّث عن أحكام المعاملات، وقد مدح ابن خلدون هذا الكتاب حيث قال: "جمع ابن أبي زيد جميع ما في الأمهات من المسائل والخلاف والأقوال في كتاب النوادر، فاشتمل على جميع أقوال المذاهب، وفروع الأمهات كلها في هذا الكتاب".[٢٠]

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

قام بتأليف هذا الكتاب الحافظ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري، وقد جاء هذا الكتاب مبوبًا بطريقة الإسناد على أسماء شيوخ الإمام مالك فجمع أحاديث كل راوٍ على حدة، كما أنَّه اعتمد في ترتيبه على أحرف المعجم كما أنَّه ترجم للرواة وخرّج الأحاديث وشرحها لغويًا وفقهيًا بالإضافة إلى ذكر آراء أهل العلم والفقه، وربط بين فروع المالكية وأصولها من الموطأ وقارنها بما ذهب إليه غيرهم من الأصول والفروع والآراء ثمَّ قام بترجيح ما هو أقوى من حيث الدليل، وقد مدح ابن حزم هذا الكتاب حيث قال: "لا أعرف في فقه الحديث مثله فضلاً عن أحسن منه".[٢٠]

بداية المجتهد ونهاية المقتصد

قام بتأليف هذا الكتاب الفقيه محمد بن أحمد بن محمد بن رشد المكنَّى بأبي الوليد، وقد قام بترتيبه وفق ما درج عليه الفقهاء من تقديم العبادات فالأنكحة فالمعاملات، ويختلف عن غيره أنَّه ختمه بالأقضية، وقد تبوأ هذا الكتاب منزلة عظيمة عند المذاهب الفقهية الأربعة ولم تقتصر أهميته عند المالكية فقط وقد مدح ابن فرحون صاحب هذا الكتاب حيث قال: "له تآليف جليلة الفائدة، منها: كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه، ذكر فيه أسباب الخلاف وعِلَل ووجه الخلاف، فأفاد وأمتع به، ولا يعلم في وقته أنفع منه ولا أحسن سياقًا".[٢٠]

المراجع[+]

  1. عبد العزيز بن صالح الخليفي، الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي مصطلحاته وأسبابه، صفحة 43. بتصرّف.
  2. "نشأة المذاهب الفقهية، وأسباب اختلاف الفقهاء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.
  3. عبد العزيز بن صالح الخليفي، الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي مصطلحاته وأسبابه، صفحة 58. بتصرّف.
  4. "مالكية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.
  5. عبد العزيز بن صالح الخليفي، الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي مصطلحاته وأسبابه، صفحة 73. بتصرّف.
  6. محمد عز الدين الغرياني، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار الإجتماعي، صفحة 24.
  7. محمد عبد العز الغرياني، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار العاطفي، صفحة 19. بتصرّف.
  8. محمد عز الدين الغرياني، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار الاجتماعي، صفحة 20. بتصرّف.
  9. محمد عز الدين الغرياني ، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار الإجتماعي، صفحة 21. بتصرّف.
  10. محمد عز الدين الغرياني، المذهب المالكي والموطن وأثره في الاستقرار الإجتماعي، صفحة 22. بتصرّف.
  11. ^ أ ب محمد عز الدين الغرياني، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار الإجتماعي، صفحة 22. بتصرّف.
  12. محمد عز الدين الغرياني، المذهب المالكي النشأة والموطن وأثره في الاستقرار الإجتماعي، صفحة 23. بتصرّف.
  13. "الإمام مالك"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.
  14. عبد العزيز بن صالح الخليفي، الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي مصطلحاته وأسبابه، صفحة 62. بتصرّف.
  15. عبد العزيز بن صالح الخليفي، الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي مصطلحاته وأسبابه، صفحة 63. بتصرّف.
  16. عبد العزيز بن صالح الخليفي، الاختلاف الفقهي في المذهب المالكي مصطلحاته وأسبابه، صفحة 67. بتصرّف.
  17. "أقوال و مواقف الإمام مالك ـ رحمه الله-"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.
  18. "خصائص المذهب المالكي"، www.habous.gov.ma، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.
  19. " الملقبون من علماء المالكية"، www.feqhweb.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.
  20. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "مؤلفات الفقه المالكي"، www.feqhweb.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-05-2020. بتصرّف.