ماهي قصيدة: أمي
يقول الشاعر عدنان الصايغ:
- لأمِّي -إذا انسدلَ الليلُ- حزنٌ شفيفٌ
- كحزنِ الحدائقِ وهي تلملمُ في آخرِ الليلِ أوراقَها الذابلةْ
- لأميَ سجادةٌ للصلاةِ
- وخوفٌ قديمٌ من الدركيِّ
- تخبّئنا -كلما مرَّ في الحيِّ- تحت عباءتها
- وتخافُ علينا عيونََ النساءِ
- وغولَ المساءِ
- وغدرَ الزمانْ
- لأميَ، عاداتها لا تفارقها
- فعندَ الغروبِ، ستشعلُ حرملَها عاطرًا بالتمائمِ
- يطردُ عن بيتنا الشرَّ -كانتْ تقولُ- وعينَ الحسودْ
- وكلّ ثلاثاء
- تمضي إلى مسجدِ السهلةِ
- توزّعُ خبزًا وتمرًا
- وتنذرُ للخضرِ صينيةً من شموعٍ
- إذا جاءها بالمرادْ
- ستوقدها -في المساء-
- على شاطيءِ الكوفةِ
- فأبصرُ دمعتها تتلألأ تحت الرموشِ البليلةِ
- منسابةً كارتعاشِ ضياءِ الشموعْ
- ألا أيها النهرُ
- رفقاً بشمْعاتِ أمي
- فنيرانها بعدُ لمْ تنطفِ
- وياسيدي الخضرُ
- رفقًا بدمْعاتِ أمِّي
- ففي قلبها كلُّ حزنِ الفراتْ