ماهو الشعر السياسي في العصر الأموي
ماهو الشعر السياسي في العصر الأموي
ربما ظلت خصائص الشعر السياسي في الجاهلية على حالها في العصر الأموي أيضًا، مع مزيد من التطور والتغيير الذي لامس قصائد هذا العصر مع تلك النقلة السياسية الكبيرة بين النظامين القبلي والمدني، إذ استقر الناس في المدن والأمصار، وانتظموا تحت حكم خلفي واحد في نظام دولي، إلا أن تتابع الخلفاء على عرش الحكم وتعددهم، أدى إلى نشوء خلاف شعبي بين الناس، وبزوغ نظم التحزبات السياسية التي قامت على أساس طائفي، مما أوهن وحدة الدولة الأموية السياسية، وأدى إلى نشوء الفتن والحروب في ذلك الوقت، ولعل من أبرز هذه الأحزاب السياسية والطائفية في ذلك العصر: الخوارج والشيعة والزبيريين، وقد قام على رأس كل حزب منها شعراؤها يتغنون بمبادئه وأمجاده، ويذودون عنه، فها هو الكميت شاعر الهاشميين يقول بعد أن ضاعت الخلافة من بني هاشم:
تبدّلت الأشرار بعد خيارها
- وجدّبها من أمّة وهي تلعب
وكذلك فإن عبد الله بن قيس الرقيات من شعراء الزبيريين ينطلق للتغني بحزبه ومدح عبد الله بن الزبير فيقول:
وابن أسماء خير من مسح الركـ
- نَ فعالًا وخيرهم بنيانا
وإذا قيل من هجان قريش
- كنت أنت الفتى وأنت الهجانا
أما الخوارج فقد كان من أبرز شعرائهم الطرماح، حيث يقول:
أبلغْ أبا سفيانَ، والنَّفسُ تنطوي
- عَلَى عُقَدٍ بَيْنَ الحَشَا والجَوَانِحِ
بأَدْنَى مِنَ القَوْلِ الَّذي بُحْتَ مُعْلِنًا
-
- بهِ لامرئٍ بعيبكُمْ غيرِ بائحِ
-