ماهي حياة لبيد بن ربيعة قبل الإسلام
بدأت حياة لبيدَ بن ربيعة يتيمَ الأب؛ فكفله أعمامه مدّة من الزّمن حتّى كبر قليلًا واشتدّ عوده؛ فانكبّ على الحياة ولذائذها ينادم الحكّام ويتمتّع في السّرف،وكان -منذ الصّغر- منساب القلم سيّاله، ويُروى في قصّة بدئه لقول الشّعر أنّ أميرَ عبس الرّبيعََ بن زيادٍ أتى الملك النّعمانَ بن المنذر وقال في بني عامر ما لا ترضاه بنو عامر، فلمّا أتوا إلى الملك رأو منهُ إعراضًا عنهم وازورارًا، فساءهم ما رأوا من الملك في بلاطه، خصوصًا أنّ ملاعب الأسنّة الفارس المعروف كان فيهم.
وكان بينهم لبيد بن ربيعة، وكان غلامًا حدث السّنّ، فلمّا رأى حالهم تلك طلبَ منهم أن يهجو الرّبيع بن زيادٍ فيُسيء سمعته بين النّاس، فيكون ذلك سببًا يحجزه عن الملك النّعمان، فاستصغروا أن يقول لبيد في العامر شيئًا ذا بال، ولكنّه ألحّ عليهم؛ فقبلوا شريطة أن ينجح في اختبار وضعوه له، فسألوه أن يشتُم نبتةً في طريقهم اسمها الثَربة: وهي نبتةٌ دقيقة رقيقة قصيرة قليلة الأوراق، فقال: "هذه التربة التي لا تذكى نارًا، ولا تؤهل دارًا، ولا تسر جارًا، عودها ضئيل، وخيرها قليل، وفرعها كليل. أقبح البقول مرعى، وأقصرها فرعًا، وأشدها قلعًا" فلمّا رأو منه هذه البراعة أذنوا له ليهجو الرّبيع، وكذلك فعل في قصيدته: "مهلًا أبيتّ اللعن".
فلمّا علم الملك بالقصيدة، أنف أن يُجالسه الرّبيع بن زياد فطرده من حضرته ومنعه من الدخول عليه، وكان هذا سببًا في أن يدنو بنو عامرٍ من الملك.