سؤال وجواب

أسباب-الخوف-من-الغرباء-وعلاجه


الخوف المرضي

قبل الحديث عن أسباب الخوف من الغرباء وعلاجه، لا بدّ من تعريف الخوف المرضي الذي يعد الخوف من الغرباء دون وجود سبب حقيقي له، وهو أحد أنواعه، وهو خوف غير طبيعي ملازم للفرد بصورة دائمة ويرتبط بشيء غير مخيف بالأصل، ولا يستند هذا الخوف إلى دليل واقعي، ولا يستطيع الشخص السيطرة عليه، ويكون الفرد على قناعة تامة بأنّه غير منطقي، ومع ذلك فهو يسيطر عليه ويتحكم في سلوكه، ويشعر الفرد بالخوف الشديد من موقف لا يستجر الخوف نفسه عند الغالبية العظمى من الناس، وهذا يؤدي بالفرد إلى الشعور بالعزلة، والخجل من نفسه، وينعزل عن الناس ويخاف منهم، ويوجه انتقادات لنفسه ويتهمها بالجبن وضعف الشخصية، وهذا يرتبط بالجانب النفسي.[١]

أسباب الخوف من الغرباء وعلاجه

يؤدي الخوف من الغرباء إلى انعزال الفرد عن الآخرين نتيجة شعوره بالقلق والخوف والتوتر عند التفاعل مع الآخرين وخوفه من ردود أفعالهم، وكل ذلك يؤثر على أنشطة الفرد اليومية مثل العمل والمدرسة وحتى أنشطة الحياة الأخرى، وفي سياق الحديث عن أسباب الخوف من الغرباء وعلاجه لا بد من ذكر أسباب الخوف من الغرباء أولًا ثم العلاج:[٢]

أسباب الخوف من الغرباء

يرجع الكثير من العلماء والباحثين السبب في الخوف من الغرباء إلى طريقة التربية أو التنشئة الاجتماعية خاصة في المجتمعات المحافظة، أو التي يمارس فيها التسلط، وعدم السماح للفرد في التعبير عن رأيه أو عن ذاته، فيشعر المرء بأنّ كل تصرفاته وتحركاته مراقبة، فكل ذلك يؤثر عليه ويجعله أكثر خوفًا من الغرباء ومن المجتمع، لعدم قدرته على التصرف بحرية مطلقة، ولديه شعور دائم بالخوف وليس لديه إرادة أيضًا، ويبقى دائم المراقبة والخوف من المجتمع، وهكذا يتكون مرض الخوف من الغرباء عند الفرد، وقد يتعرض الفرد إلى العنف اللفظي أو الجسمي بشكل مبالغ فيه من أفراد الأسرة أو المجتمع كالمدرسة وهو ما يجعل الأمر أكثر صعووبة ويترك أثر كبير على شخصية الطفل، وقد يساعد النقد السلبي الموجه من الوالدين تجاه الطفل خلال سنوات الطفولة الأولى وفترة المراهقة إلى شعور الطفل بالدونية ويظهر لديه خجل مرضي، ويميل إلى العزلة وتجنب الآخرين.[٣]

علاج الخوف من الغرباء

لا يزال البحث مستمرًا في علاج الكثير من الاضطرابات والأمراض التي تهدد النفس الإنسانية، ورغم تقدم علم النفس الحديث، إلا أنه لا يوجد حل نهائي للكثير من هذه الاضطرابات ومنها الخوف من الغرباء، وهناك عدد من التدخلات والأساليب العلاجية التي قد تنجح في حل مشكلة الخوف من الغرباء منها:[٣]

  • العلاج السلوكي الذي يعتمد على تصحيح نظرة الفرد المغلوطة وأحكامه حول الناس والمجتمع.
  • مساعدة المريض على التغلب على الخوف، وتشجيعه على مخالطة الغرباء والتفاعل معهم وبالتدريج.
  • تقديم الدعم النفسي اللازم للفرد حتى يستطيع استرجاع ثقته بنفسه ويحقق ذاته، ويكون ذلك من خلال وجود أفراد إلى جانب المريض يشجعونه على الحديث والمناقشة.
  • مساعدة الفرد لنفسه والعزم على تغيير حاله ونظرته إلى الناس، وأنّ ينظر إلى ذاته نظرة تقدير واحترام.
  • أنّ يصل المريض إلى حقيقة أنّ الأشياء التي يخاف منها ليس لها مبرر للخوف منها، وعندما يقدم على الحديث مع الغرباء لن يحدث شيء مما يتوهمه.
  • مساعدة المريض على كسر حاجز الخوف الذي يمنعه من التخلص من مرضه، والوصول إلى تحقيق الذات.

المشاكل المترتبة عند الخوف من الغرباء

إنّ ترك علاج مشكلة الخوف من الغرباء يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ومن الممكن أنّ تسيطر على حياة الفرد بشكل كاملل، وهذا ينعكس بشكل سلبي على العمل أو المدرسة وعلى علاقات الفرد بالآخرين، ولا يستطيع الفرد الاستمتاع بالحياة ومن هذه المضاعفات ما يأتي:[٢]

  • ضعف الثقة بالنفس.
  • توجيه النقد السلبي والحاد للذات.
  • يخاف من النقد الموجه إليه من قبل الآخرين.
  • ضعف مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
  • العزلة والانطواء وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية.
  • إنجاز علمي وأكاديمي ضعيف.
  • التفكير غير العقلاني، وممارسة سلوكيات سيئة مثل شرب الخمر، أو تعاطي المخدرات، أو محاولة الانتحار.

المراجع[+]

  1. "الخوف المرضي والوسواس القهري"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-18. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "اضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي)"، www.mayoclinic.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-18. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "اضطراب القلق الاجتماعي"، ar.m.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-18. بتصرّف.