النظريات-التعبيرية-للكذب
الكذب
يُعرف الكذب على أنّه: رسالة تنتقل عن علم وقصد من المرسل تستهدف تعزيز إعتقاد أو إستنتاج خاطئ من المتلقي، وفي جوهر هذا التعريف فإن الكذب يتطلب ميزتين، الاولى، وجود مرسل لديه نية واعية لتشويه الحقيقة؛ والثانية أنّ المرسل لا يتوقع من المتلقي أن يعرف بأنّ المرسل مخادع، وتشمل الأشكال الأكثر شيوعا من الكذب الكذب الأبيض، والإخفاء، والعبارات الملطفة والمجاملات، والحجب والتقنع، والتظاهر، وتتطرق هذه المقالة إلى النظريات التعبيرية للكذب.[١]
إحصائيات الكذب
وفقًا لاحصائيات استعمال الكذب لدى الأفراد، فقد أجرى دي باولو سنة 2004م دراسة حول استعمال الأكاذيب في التفاعلات الاجتماعية، وكان أفراد العينة 147 فردًا، قد سجلوا ما مجموعه 1535 كذبة في مدوناتهم الشخصية لمدة الأسبوع، بمعدل كذبتين يوميًا بالنسبة لطلاب الجامعات، أو كذبة واحدة من كل ثلاث تفاعلات اجتماعية، وكذبة واحدة في اليوم بالنسبة لباقي الناس في المجتمع، أو كذبة واحدة من كل خمسة تفاعلات اجتماعية، وصرح غالبية الأفراد -من مختلف التخصصات ومع أي نوع من التفاعلات الاجتماعية التي قاموا بها- أنّهم يكذبون مرة واحدة على الأقل في أيّ اتصال اجتماعي، وبالنسبة لطلاب الجامعات فإنّ نسبة الكذب لديهم تصل الى 38٪ بحسب هذه الدراسة، وكان كذب أفراد المجتمع وفقا للدراسة نفسها بنسبة تصل إلى 30٪ من التفاعلات الاجتماعية.[٢]
النظريات التعبيرية للكذب
تقوم النظرية التعبيرية للكذب على فكرة أنّ الكذب يرتبط مع سلوكيات غير لفظية محددة، فإذا تمت ملاحظة تلك السلوكيات مثل: سلوك الابتسامة، واحمرار الوجه، وحركات الجسم والأطراف، وحركات الرأس، وتجنب اللقاء البصري، وكثرة التعرق، وارتفاع ضغط الدم ودقات القلب، وأخطاء اللغة مثل التأتأة والتلعثم والصمت والتردد، يتم الحكم على الفرد ببساطة أنّه كاذب، ويؤكد أصحاب هذه النظرية على وجود دلالات ومؤشرات تعبيرية غير لفظية تصاحب الكذب، وأنّ محاولة تحديدها خلال عملية كشف الكذب تساعد الأشخاص المتخصصين بكشف الكذب، مثل: المحققين، ورجال الشرطة، وكذلك عامة الناس في التمييز بين مواقف الصدق من الكذب.[٣]
تفترض النظرية التعبيرية للكذب إلى أنّ هنالك سلوكيات محددة تصاحب الكذب أو تعطي مؤشرات لحدوثه مما يسمح للآخرين بكشف الكذب، ولكن من الواضح أنّ هنالك العديد من المحددات لهذه النتائج إذ إنّ هذه النظرية السلوكية تميل إلى الوصف أكثر من التفسير للعمليات التي تكمن وراء وجود مثل تلك الدلالات المصاحبة للكاذب، كما أنّ تلك الدلالات التي تصاحب الكذب قد تصاحب سلوكيات أخرى غير الكذب، كوجود الفرد في موقف يثير الاضطراب أو أن تكون تلك الدلالات والمؤشرات سمات ثابتة في الشخصية.[٣]
دراسات عن مؤشرات الكذب
وقد أجرى ديترك وميللر سنة 1985 م دراسة باستعمال مفاهيم النظريات التعبيرية للكذب، على مجموعة من الطلبة الذين ثبت استعمالهم للغش، إذ طلب منهم تصوير مواقف يتحدثون بشكل صادق أو كاذب، ثم تم تحليل هذه الأشرطة للبحث عن السلوكيات المرتبطة بالكذب، وقد أشارت النتائج إلى زيادة في مجموعة من السلوكيات التي تدل على سلوك الكذب وهي: لمس أجزاء من الجسم، وإيماءات الجسم، والأخطاء اللغوية، والصمت خلال الحديث، والتأخر في الكلام، والإجابة المختصرة للأسئلة الموجهة للكاذب.[٤]
وقد قام كلّ من بوند وفاي سنة 1987 بمراجعة لعدد من دراسات كشف الكذب عن طريق مفاهيم النظرية التعبيرية للكذب، وقد تبين أنّ معدل الدّقة في تمييز الصدق عن الكذب في العديد من الدراسات تراوح ما بين 51 إلى 70%، علمًا بأنّ نسبة 50% هي إحتمالية الصدفة، وهذا يشير إجمالًا إلى معدلات منخفضة في كشف الكذب عن طريق السلوك ومما يؤكد صعوبة هذه المهمة.[٣]
المراجع[+]
- ↑ P Ekman, M O'Sullivan, M G Frank (1999), "A few can catch a liar", Psychological Science, Issue 10, Folder 3, Page 265. Edited.
- ↑ C F Bond, B M DePaulo (2006), "Accuracy of Deception Judgments", Personality and Social Psychology Review, Issue 10, Folder 3, Page 216-217.
- ^ أ ب ت عدنان العتوم، سيكولوجية الكذب, ظاهرة الكذب والقدرة على كشفه، صفحة 200-220. بتصرّف.
- ↑ A Vrij, K Edward, K P Roberts et al., (2000), "Detecting deceit via analysis of verbal and nonverbal behavior", Journal of Nonverbal Behaviour, Issue 24, Folder 1, Page 242. Edited.