أصل-وتاريخ-العقال
العقال
هو شكل مستدير يُوضع على الرأس، يُصنع من الصوف، ويُعدّ بالنسبة للمجتمع الذي ينتشر فيه من أساسيات الرجولة، وله عدة أسماء كالخزام، وهو عقال أسود اللون يضعه المسنون من البدو على الأغلب، وأيضًا هناك العقال الأبيض وهو أسمك وأقدم من العقال الأسود، وهناك عقال الشطفة المميز بالعقد على جوانبه، ولونها أسود وفي بعض الأحيان يكون لونها أبيض، وتصنع العقد من خيط الذهب، ومن خلال هذا المقال سيتم الحديث عن أصل وتاريخ العقال.[١]
أصل وتاريخ العقال
يُعدّ الحديث عن أصل وتاريخ العقال من الأمور الصعبة من حيث تحديد المنشأ، وقد دلت معظم المنحوتات الأثرية والتاريخية والرسومات على ارتداء العرب لأنواع مختلفة من العمائم، وأيضًا فإنّ غياب ارتداء العقال في بعض الرسومات لا يُثبت بأنّه لم يكن موجودًا، وارتداء العقال كنوع من ملابس التراث لم يزل موجودًا، وذلك في بعض مناطق الجزيرة العربية؛ كالسعودية وعُمان والإمارات، وبينت أقدم الإشارات لارتداء العقال؛ بأنّه من شمال الجزيرة العربية في أوائل القرن الثامن عشر، ويقول الباحثان بروس إنغم ونانسي لندسفارن ترابر: "أنّ العقال كان يتميز به العرب ذوي الثقافة البدوية في داخل الجزيرة العربية، بينما امتاز العرب الحضر في أفريقيا والحجاز واليمن والشام والخليج بضفتيه الشرقية والغربية بالعمامة".[٢]
والجدير بالذكر عند الكلام عن أصل وتاريخ العقال، أنّ الأصل باستخدام نسيج لعصب رداء الرأس، هي فكرة قديمة من غابر التاريخ، إذ عثر الباحثون من خلال بعثة أثرية -من جامعة مؤتة- في منطقة قلبان بني مرة في جنوب الأردن سنة 2012، على منحوتة قديمة تُظهر رجلًا يرتدي لباسًا شبيهًا بالثوب واضعًا عقالًا على رأسه، ويرجع تاريخ ارتداء الثوب والعقال إلى ما بين 3000-4000 سنة ق.م، مما يجعل من الجزيرة العربية الموطن الأصلي لهذا النوع من اللباس، وقد أظهرت التماثيل المكتشفة في عدة حضارات ارتداء ما يشبه العقال، كحضارة بابل و حضارة عيلام في منطقة الأحواز، ويربط البعض بين عقال الرأس وعقال الناقة إلّا أنّه لم ترد أدلة تجعل هذا الربط صحيحًا.[٢]
معاني لبس العقال
بعد ذكر أصل وتاريخ العقال، فإنّ ارتداء العقال في الوطن العربي يرمز لشموخ الرجل وعزته وكرامته، فإذا أهينت كرامة الرجل؛ فإنّه لا يرتدي العقال أبدًا بعدها، ولكنّه يضعه حول رقبته، أو يتركه في المنزل، ولا يضعه على رأسه حتى يعود له حقه السليب وكرامته السليبة، وعندما يسترجع كرامته المهدورة؛ فإنّه يضعه على رأسه، ويشارك الرجال مجالسهم، ويشاطرهم الرأي بعد أن تخلص من الضغط النفسي والعار الذي كان يلاحقه، وللطريقة التي يضع فيها الرجل عقاله تعبير عن حالته المزاجية، فإذا مات للشخص قريب عزيز عليه؛ فإنّه ينزع العقال أيام العزاء، وإذا سافر شخص عزيز عليه، وتبين أنّ غيابه سوف يطول؛ فإنّه يحسر عقاله إلى الخلف.[٣]