نبذة-عن-شهر-رمضان-الذي-أنزل-فيه-الق
الأشهر الهجرية
ابتدأَ التأريخُ الإسلاميُّ مِنَ السَنَّةِ التي هاجَرَ بِها رَسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكانَ ابتدائُها شَهرُ مُحرم؛ وذَلِكَ لأنَّ شَهرَ مُحرم كانَ بداية الأشهُر عِندهم قبلَ أن يبدأوا بالتأريخِ الهجريِ، ولأنَّ ابتداءَ التخطيطِ للهجرةِ كانت فيهِ، والأشهرُ الهجريَّةُ اثنا عشرَ شهرًٍا، منها أربعةٌ حُرُم، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، ومُحرم، ورَجَب، وارتبَطت هذِهِ الأَشهرُ عندَ المُسلمين بمناسباتٍ دينيَّةٍ، وأحداثٍ تاريخيةٍ، حيثُ قال اللهُ تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا}،[١] واعتُمِدَت الأشهرُ الهجريَّةُ في توقيتِ العباداتِ، كالصيامِ، والزَكاةِ، وَمِنَ الأشهُرِ التي لها مكانةٌ لدى المُسلمين شهرُ رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وَسُميَّ برمضان، من شِدَّةِ الرَّمْضَاء، وتعني الحُرَّ الشديدَّ، وهو شهر فريضةِ الصّوم،[٢] وجاءَ ذكرُهُ في القرآن الكريم، فكما قالَ تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.[٣]
نبذة عن شهر رمضان
شهرُ رَمضان هو الشَهرُ التاسِعُ في تَرتيبِ الأشهُرِ الهِجريَّةِ، والبدايةُ فيهِ عندما تثبتُ رُؤيَةَُ الهِلالِ للمُسلمين، في التاسعِ والعشرينَ مِنْ شهرِ شعبان، إلا إذا كان شهرُ شعبان ثلاثون يومًا، فيكونُ رَمضان في اليوم الذي يَليهِ، وَبعدَ انتهاءِ هذا الشهرِ الفَضيلِ، يأتي عيدُ الفِطرِ،[٤]، واقتَضتْ حكمةُ اللهِ -تعالى- أنْ فَضَّل شهرَ رَمضان الذي أنزل فيه القرآن على سائِرِ الشُهورِ والأزمانِ، فَفيهِ أَنزَلَ الله -تَعالى- القُرآن الكريم، حيثُ قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}،[٣] ليكونَ كلامُ اللهِ هدايةً للنّاس، ورحمةً لهم، ففي القرآن يجد المؤمنُ الراحةَ والهدايةَ، وحلاوةً يَستشعرُها قَلبُ المؤمنِ، وأُنسٌ يدخلُ قلبهَ، ومن يغفل عن تلاوتهِ، يدخُلُ قلبَهُ الجفاءُ والوحشةِ، ويشعرُ بضنكٍ في عيشِهِ، فجاءَ الفضلُ في تلاوةِ القرآن في سائِرِ الأوقاتِ، وجاءَ ذِكرٌ لفضلِهِ في رَمضان بِشكلٍ خاصٍ.
فَقَدْ تعايشَ الصَحابةُ -رضي الله عنهم- في شهرِ رَمضان مع القُرآنِ الكَريم، وَكانوا إذا بُشِروا بِقدومِ رَمضان، أقبلوا على القرآن، لِعلمِهم بالأجرِ والثوابِ الذي كتبَهُ الله في ذلِك، وهذا حالُ رَسولُ الله، أنَّهُ كانَ يَجتَهدُ في تلاوَتِهِ،[٥] حيثُ روى ابنُ عباس عن رسول الله فقال: "كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ".[٦]
فضل شهر رمضان
فَضَّلَ اللهُ -تَعالى- شهرَ رمضان الذي أنزل فيه القرآن على سائرِ الشهورِ، وميَّزَهُ بخصائِصَ دونَ غيرِهِ من الشهورِ، فلشهرِ رَمضان العديد من الفضائلِ التي منَّ الله -تعالى- على الأُمةِ بها، ومن فضائلِ شهرِ رمضان ما يأتي:[٧]
- يفتحُ الله بهِ أبواب الجنَّةِ، ودليلُ ذلك قولُ رسول الله: "هذا شهْرُ رمضانَ قدْ جاءَكُمْ، تُفتَّحُ بهِ أبوابُ الجنةِ، وتُغلَّقُ فيه أبوابُ النارِ، وتُسلْسَلُ فيه الشياطينُ".[٨]
- لأولِ ليلةٍ في صيامِ رمضان فضلٌ عظيمٌ، ففيهِ تُصفدُ الشياطين، وتغلقُ أبواب النّار، وصيامُ شهر رمضان يمحو الذنوب، ويكفرُ السيئاتِ.
- للعُمرةِ في رمضان أجرٌ مضاعفٌ، فهي تعدلُ حجةً مع رسول الله.
- خَصَّ الله شهر رمضان بوجودِ ليلةِ القدر فيهِ، وهي خيرٌ من الفِ شهر، كما وصفها اللهُ تعالى، وذلك لفضلِها وعظَمتِها، ولأنَّ العمل فيها خيرٌ مِنَ العَملِ في ألفِ شهرٍ سِواها.
- وجودُ صَّلاةِ التراويح، التي رتَّبَ اللهَ أجرًا عَظيمًا على أدائِها، وكذلِكَ الاعتكاف.
المراجع[+]
- ↑ سورة التوبة، آية: 36.
- ↑ "التأريخ الهجري: بدايته وأهميته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ "رمضان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3220، حديث صحيح.
- ↑ "من فضـائل شهر رمـضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6995، حديث صحيح.