ما-هي-الخلايا-الجذعية

الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية هي خلايا غير متمايزة، ولكنها قادرةٌ على التطور والتمايز إلى خلايا ذات وظائفٍ متعددة في أجزاءٍ مختلفةٍ من الجسم، حيث إن معظم خلايا الجسم متمايزة ومتباينة، وهذا ما يجعل لها وظائف محدّدةً فقط داخل عضوٍ معيّن، فعلى سبيل المثال، خلايا الدّم الحمراء المتواجدة في جسم الإنسان لها وظيفةٌ معينة، وهي نقل الأكسجين عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ولا يُمكنها القيام بوظيفةٍ أخرى، ومن الجدير بالمعرفة أن الإنسان يبدأ كخليةٍ واحدةٍ فقط، وهي البيضة المُلّقَّحة، أو كما تُسمى بالزيجوت، وتنقسم البيضة المُلَّقَّحة إلى خليتين، وثم إلى أربع خلايا، وهكذا، ومن ثمّ تبدأ عملية التمايز؛ فتبدأ كل خليةٍ بالتمايز لتأخذ وظيفةً محددةً، أما الخلايا الجذعية فهي لم تتمايز بعد، ولكن لها القدرة على الإنقسام لتعطي نسخًا عنها بعددٍ غير محدود، وعندما تنقسم هذه الخلايا يكون لها القدرة على أن تبقى خلايا جذعية، كما يُمكن لها أن تصبح خليةً متمايزة ذات وظيفةٍ معيّنة.^[١]

أنواع الخلايا الجذعية

بعد العديد من الدراسات التي أجريت على هذه الخلايا لمعرفة وظيفتها وللاستفادة من خصائصها، وُجد أن هذه الخلايا لها عدة أنواعٍ، صُنّفت بناءً على المصدر الذي تم أخذها منه، وهذه الأنواع هي:^[١]

• خلايا جذعية جنينيّة: وهي الخلايا التي تأتي من الأجنّة البشرية التي يكون عمرها ثلاثة إلى خمسة أيام، حيث تتم عملية التّخصيب داخل المختبر ليتم الحصول على هذه الخلايا، وتُعرف الخلايا الجنينيّة بالخلايا الجذعية مُتعدّدة القدرات، حيث يمكن لهذه الخلايا أن تتمايز إلى أي نوع آخر من خلايا الجسم.
• خلايا جذعية بالغة غير جنينيّة: وعلى الرغم من هذه التّسمية، إلّا أن هذه الخلايا موجودة أيضًا في الرّضع والأطفال، وتتواجد هذه الخلايا في أعضاءٍ وأنسجةٍ متطوّرة في الجسم، مثل نخاع العظم، ويستخدمها الجسم لاستبدال الأنسجة التّالفة في نفس المنطقة المتواجدة فيها، فعلى سبيل المثال، الخلايا الجذعية البالغة التي تكوّن الدم موجودة في نخاع العظم، وتُعطي خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء وأنواعًا أخرى من خلايا الدم، ولكن هذه الخلايا البالغة ليست كالخلايا الجنينية فهي لا يمكن لها أن تتمايز إلى العديد من الأنواع الأخرى من الخلايا.
• الخلايا الجذعية المُستحثّة عالية القدرة: حيث اكتشف العلماء كيفية تحويل الخلايا البالغة إلى خلايا جذعيةٍ مستحثةٍ عالية القدرة، تمتاز بقدرتها على التمايز لإنتاج خلايا جديدةٍ في أي نسيجٍ أو عضوٍ في الجسم، حيث يقوم العلماء بإعادة برمجة الخلايا البالغة لتصبح تتصرف مثل الخلايا الجنينية.
• الخلايا الجذعية قبل الولادة: وهي خلايا جذعية مأخوذة من دم الحبل السُّرّي ومن السائل السلوي، فيتم أخذ الخلايا الجذعية من دم الحبل السُّري، ومن المُمكن تجميد هذه الخلايا ليتمّ استخدامها في المستقبل، وقد تم استخدام هذه الخلايا لعلاج بعض الأطفال المصابين بسرطان الدم، وبالإضافة إلى ذلك، فإن السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين داخل الرّحم، يحتوي أيضًا على خلايا جذعية، ولكن لا يزال هناك حاجةً للمزيد من الأبحاث حول الاستخدامات المحتملة لهذه الخلايا الموجودة في السائل الأمينوسي.

فوائد الخلايا الجذعية

بعد الحديث عن أنواع هذه الخلايا ومصادرها، لا بدّ من معرفة فوائدها، حيث إنها تقدّم وعودًا بعلاجاتٍ جديدةٍ وفعّالة، ويأمل الأطباء والباحثون أن تساعدهم الدراسات عليها لعلاج العديد من الأمراض، وذلك لما لها من الفوائد، ومن هذه الفوائد:^[٢]

• فهم كيفيّة حدوث الأمراض: وذلك بمراقبة عملية نموّها، وكيف أنها تصبح خلايا في العظام، والقلب، والأعصاب، وبقية الأعضاء.
• إنتاج خلايا سليمة لتحل محل الخلايا التالفة: وهذا ما يُسمى بالطّب التّجديدي.
• اختبار الأدوية الجديدة: فقبل أن يتم استخدام الأدوية من قبل المرضى، يتم استخدامها على بعض هذه الخلايا لمعرفة مدى فعاليتها وسلامتها.

أضرار الخلايا الجذعية

على الرغم من التقدّم الطبي الذي تم تعزيزه باستخدام خلايا جذعيةٍ مختلفة المصدر، إلّا أن هناك أضرارًا محتملة الحدوث عند العلاج بهذه الخلايا، إذ لا بدّ للباحثين من التأكد من أن الخلايا المزروعة ستتمايز للنّوع المطلوب من الخلايا، إذ إن هذه الخلايا قد تنمو بشكل غير منتظم، أو تتمايز لنوعٍ آخرٍ غير المطلوب، أو قد تفشل بالعمل بالطريقة الطبيعيّة، لذا يستمر الباحثون بدراسة كيفية التحكم بنموّ هذه الخلايا وتمايزها، كما قد تحفّز هذه الخلايا الجهاز المناعي للمتلقّي، فيقوم جسمه بمهاجمة الخلايا الجذعية على أنها أجسامٌ غريبة.^[٢]

استخدامات الخلايا الجذعية

عادةً يتم استخدام الخلايا الجذعية المكوّنة للدم، المُشتقّة من نخاع العّظم، أو دم الحبل السُّرّي، فعملية زراعة نخاع العظم هي الشكل الشائع للعلاج باستخدام الخلايا الجذعية، حيث يتم استخدامها لعلاج سرطان الدم، واضطرابات أخرى في الدم، وفي عملية زراعة النخاع العظمي يتم تدمير خلايا الدم البيضاء ونخاع العظم للمريض باستخدام العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، وبعد ذلك يتم وضع عيّنةٍ تحتوي على خلايا جذعيةٍ من نخاعٍ عظميٍّ من مُتبرّعٍ سليمٍ للمريض، وعندها تنتج خلايا دم جديدةٍ وصحيّةٍ في جسم المريض المُتَلقّي للعلاج، كما يُمكن استخدام دم الحبل السّرّي للحصول على خلايا جذعية، واستخدامها بدلًا من عيّنات نخاع العظم.^[٣]

ولنجاح العلاج باستخدام الخلايا الجذعية، لا بدّ من مراعاة عددٍ من العوامل، حيث يجب اختيار النوع المناسب من الخلايا الجذعية، كما يجب أن تتطابق هذه الخلايا مع المريض المُتلقّي للعلاج، حتى لا يتم تدميرها بواسطة جهازه المناعي، كما يجب توصيل الخلايا إلى الموقع المطلوب للعلاج، وأيضًا يجب التحكّم بتمايز الخلايا الجذعية والتأكد من أنها تتطور إلى النوع المطلوب من الأنسجة، ويدرس الباحثون إمكانية استخدام خلايا جذعيةٍ لعلاج عددٍ من الحالات والأمراض، ومنها:^[٣]

• السُّكري.
• أمراض القلب.
• التهاب المفاصل.
• الحروق.
• الشّلل الرُّعاشي.
• التّصلُّب الجانبي الضُّموري.

فيديو عن ما هي الخلايا الجذعية

في هذا الفيديو يتحدث أخصائي جراحة العظام والمفاصل والمنظار والإصابات الرياضية الدكتور أحمد العموري عن ما هي الخلايا الجذعية.^[٤]

المراجع[+]

1. ^ ^{أ ب} "Stem Cell Research", www.healthline.com, Retrieved 26-04-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Stem cells: What they are and what they do", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-04-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Stem Cells", www.medicinenet.com, Retrieved 26-04-2020. Edited.
4. ↑ "ما هي الخلايا الجذعية", www.youtube.com, Retrieved 26-04-2020. Edited.