نبذة-عن-الطيب-صالح
محتويات
الرواية العربية
لم يشهَدِ الأدب العربي كتابة الرواية إلا في بداية القرن العشرين، حيثُ شهدت تلك الفترة محاولات خجولة في الرواية العربية، وتناولت تلك المحاولات المواضيع الاجتماعية والتاريخية والعاطفية بأسلوب بسيط ومباشر، منها: رواية زينب لمحمد حسين هيكل، رواية دعاء الكروان لطه حسين، رواية حسن العواقب لزينب فواز، وتعدُّ رواية جلال خالد للكاتب محمود أحمد السيد هي أول محاولة ناجحة لكتابة رواية عربية، وتابعت الرواية العربية تطورها بعد ذلك إلى أن وقفت إلى جانب الأعمال الروائية العالمية، ومن أهم الروائيين العرب الذين ترجمت أعمالهم للغات كثيرة: نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، يوسف إدريس وغيرهم، وهذا المقال سيتحدث عن الروائي الشهير الطيب صالح.[١]
حياة الطيب صالح
هو أديب وروائيّ سوداني شهير، ولدَ الطيب صالح في عام 1929م في قرية من قرى إقليم مروي شمال السودان، درسَ في صغره القرآن الكريم وتعلم الكتابة والقراءة، وفي الثامنة من عمره دخل إلى المدرسة الأولية، تابع دراسته الابتدائية في مدينة بور سودان، ودرس الثانوية في مدرسة وادي سيدنا في مدينة أم درمان، دخل كلية الخرطوم وكانت ميوله أدبية على الرغم من تفوقه في العلوم، ولم يفلح بالانتقال إلى كلية الآداب فتركَ الجامعة وتوجَّه إلى التدريس، في عام 1953م سافر إلى لندن وحول اختصاصه إلى دراسة الشؤون الدولية، ثمَّ عمل في الإذاعة البريطانية القسم العربي وأصبح فيما بعد رئيسَ قسم الدراما.[٢]
في العام نفسه كتبَ أول قصة له بعنوان نخلة على الجدول ونشرها عبر الإذاعة ذاتها، ثم أصدر دومة ود حامد، عاد الصالح إلى السودان وعملَ في الإذاعة السودانية لفترة طويلة، ثمَّ عيِّن مديرًا إقليميًّا لمنظمة اليونسكو في باريس، ومثَّل تلك المنظمة في الخليج العربي من عام 1984م إلى عام 1989م، ولكنه لم يعد إلى قريته التي هجرها قبل ثمانين عامًا رغم أنَّها كانت حاضرةً في معظم أعماله بشكل فاقَ أي أديب آخر، توفي في 2009م في لندن، ودفن في مدينة أم درمان في السودان.[٢]
التجربة الأدبية للطيب صالح
نظرًا لتنقُّل الطيب صالح بين الكثير من المواقع المهنية خلال حياته الطويلة، بدايةً من عمله في الإذاعة البريطانية لسنوات طويلة، ثمَّ ترقيه بعد ذلك وصولًا إلى منصب مدير قسم الدراما، وعمله في الإذاعة السودانية، فضلًا عن عمله في إدارة مدرسة قبل كل ذلك، ونظرًا لتنقله بين العديد من البلدان، كلُّ ذلك أكسبه خبرةً كبيرةً في متاهات الحياة وأحوالها وتفاصيل أكثر عن العالم، وخصوصًا ما يتعلق بقضايا أمَّته وأحوالها، واستطاع أن يوظِّف ذلك في كتاباته جميعها التي توَّجها بروايته الشهيرة موسم الهجرة إلى الشمال، دارت معظم كتابات الأديب السوداني العظيم حول المواضيع السياسية بشكل عام، وحول قضايا الاستعمار والمجتمعات العربية، والعلاقة بين الشرق والغرب وتحديدًا بين العالم العربي والعالم الغربي، وتناول الاختلاف بين الحضارتين، وقد بلغت مؤلفاته درجة عالية من الإبداع والعبقرية حتى صنِّفت أعماله القصصية مع أعمال مشاهير الكتاب العرب مثل: نجيب محفوظ وجبران وطه حسين، لذلك لقِّبَ عبقري الرواية العربية.[٣]
مؤلفات الطيب صالح
تركَ الطيب صالح العديد من الكتب خلفه من بينها ثلاث روايات ومجموعات قصصية وغير ذلك، كما عمل في مجال الصحافة، فكتب لمدة عشر سنين عمودًا في صحيفة بريطانية كانت تصدر باللغة العربية، وقد تُرجمت بعض أعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة حول العالم، وفيما يأتي أهم مؤلفات الأديب الراحل:[٣]
- موسم الهجرة إلى الشمال: هي إحدى أشهر روايات الكاتب التي انتقل من خلالها إلى الشهرة العالمية، نشرت لأول مرة في عام 1966م في مجلة الحوار، ثمَّ لاحقًا نُشرت في كتاب مستقل، يتحدث فيها عن علاقة الشرق بالغرب، والفرق بين المجتمعين الشرقي والغربي من خلال قصة طالب سوداني يسافر إلى بريطانيا، يشغل وظيفة محاضر في إحدى الجامعات هناك ويتحلى بالقيم الغربية، ثمَّ يتعرف على امرأة بريطانية يتزوجها ولكنها ترفض ما يمليه عليها، فيعود إلى بلاده ليلتقي بشكل مفاجئ براوي القصة الذي عاش في بريطانيا أيضًا، تُرجمت الرواية لأكثر من 30 لغة وهي من أفضل 100 رواية في القرن العشرين.[٤]
- عرس الزين: إحدى الروايات الشهيرة للطيب صالح التي تمَّ تحويلها إلى فيلم سينمائي فاز في مهرجان كان في نهاية السبعينات، كتبها الصالح في عام 1969م، وتعدُّ كتابًا كلاسيكيًّا في الأدب، يتناول فيها الكاتب الحياة القروية في السودان والتي تأثرت بالتراث الإسلامي والتراث السوداني على حد سواء، وتحكي قصة شاب مغفَّل منظره مُخيف لكنَّه محبوب من قبل جميع الناس.[٥]
- دومة ود حامد: عبارة عن مجموعة قصصية مؤلفة من سبع قصص كان قد أهداها الكاتب إلى أخيه فتح الرحمن البشير، تتناول القصص أحوال السودان وخاصةً حياة الفلاحين ومعاناتهم مع الشر المتمثل بالنظام الإقطاعي، والقصص السبع هي: نخلة تحت الجدول، حفنة تمر، رسالة إلى إيلين، دومة ود حامد، إذا جاءت، هكذا يا ساداتي، مقدمات.[٦]
أقوال الطيب صالح
بعد أن تمَّ التعرُّف على حياة الطيب صالح ومؤلفاته مرورًا بتجربته الأدبية، لا بدَّ ان يتمَّ إدراج بعض من أقواله التي ما تزال الألسن رطبة بها، فقد كانت أعماله تمسُّ قضايا الواقع العربي، وخصوصًا الحديث عن معاناة الفلاحين ومشاكلهم وقضايا الاستعمار وما يتعلق به، وفيما يأتي بعض من أقواله:[٧]
- نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، ولكنَّني حين أعانق جدي أحسُّ بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه.
- الرجل الأبيض لمجرَّد أنه حكمنا في حقبة من تاريخنا، سيظلُّ أمدًا طويلًا يحسُّ نحونا بإحساس الاحتقار الذي يحسه القوي تجاه الضعيف.
- جيئون مثلَ حبَّات القمح في كوم القمح، كلُّ حبة قائمة بذاتها وكل حبة تنطوي على سر عظيم.
- الإنسان مهما بلغ به الطموح فهو ابن أنثى.
- ثمَّة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمَّة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملًا واضحة بخط جريء.
- الإنسان ينسى، يتناسى يتحايل أو ينضج، أما الشاعر فيتعذَّب ولا يغفر أبدًا.
- كان الشعب مثل جمهور صامت، ينظر ويتعجّب.
المراجع[+]
- ↑ "رواية (أدب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الطيب صالح"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الطيب صالح"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "موسم الهجرة إلى الشمال"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "عرس الزين (رواية)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "دومة ود حامد"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الطيب صالح"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.