علاقة-تناول-فيتامين-D-أثناء-الحمل-ب
محتويات
فيتامين D
من المعروف أنّ فيتامين D يلعب دورًا هامًّا في استقلاب العظام عن طريق تنظيم التوازن بين الكالسيوم والفوسفات في الجسم، حيث يتمّ إنتاج فيتامين D في الجسم أثناء تعرّضه لأشعة الشمس، ولكنّه من الممكن أن يوجد أيضًا في الأسماك الزيتية والبيض والأغذية المدعّمة، ومن الممكن أن يحدث العوز في فيتامين D أثناء الحمل بشكل شائع في بعض المناطق السكّانية، كما أنّ هذه المشكلة يمكن ربطها مع زيادة نسبة حدوث متلازمة ما قبل الإرجاج الحملي والسكري الحملي والولادات الباكرة وبعض الحالات المرضية الأخرى، كما أنّ تناول فيتامين D أثناء الحمل يمكنه أن يخفض من نسبة حدوث هذه المشاكل بشكل عام، ولكن يمكن تحقيق هذا الأمر بالنسبة للحوامل عن طريق اعتماد نظام غذائي متوازن وغنيّ، وذلك للحصول على كميات كافية من مختلف الموارد الغذائية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن علاقة تناول فيتامين D أثناء الحمل بصحة الطفل، كما سيتمّ الإشارة إلى أهمية هذا الفيتامين أثناء الحمل بشكل عام.[١]
علاقة تناول فيتامين D أثناء الحمل بصحة الطفل
أجريت دراسة في أستراليا على 901 من الحوامل لتوضيح علاقة تناول فيتامين D أثناء الحمل بصحة الطفل لاحقًا بعد ولادته بفترة طويلة، حيث كانت نسبة الحوامل اللائي عانين من نقص في فيتامين D أثناء فترة الحمل وفي السنوات الممتدّة بين 1989 و1991 تقارب 36% من جميع الحوامل في الدراسة، أي في 323 امرأة من 901، وبعد تعديل معطيات الدراسة بما يتناسب مع التغيرات المشتركة، تبيّن أنّ نقص فيتامين D عند الأم أثناء الحمل كان له علاقة مع قصور في نمو الرئتين عند الطفل بعمر 6 سنوات، ومع وجود صعوبات من الناحية الإدراكية العصبية بعمر 10 سنوات، بالإضافة إلى وجود زيادة في نسبة حدوث الاضطرابات المتعلّقة بتناول الطعام بمرحلة البلوغ، وبذروة منخفضة للكتلة العظمية بعمر 20 عامًا، أي أنّه وبالمحصّلة، يمكن القول أنّ فيتامين D يمكنه أن يملك دورًا هامًّا في نمو وتطوّر كلّ من رئتي ودماغ وعظام الجنين، وتدعم دراسات أخرى أجريت على الحيوانات هذه الدراسة والعلاقة بين تناول فيتامين D ونمو الأعضاء بشكل عام.[٢]
أهمية فيتامين D للحامل
يمكن أن يكون تناول فيتامين D هامًا بشكل عام لصحّة المرأة العامّة، حيث يملك فيتامين D حاليًا العديد من الدراسات المكثّفة التي تدعم دوره في تحسين عمل الجهاز المناعي في جسم الإنسان والانقسام الطبيعي والسليم للخلايا في الجسم وصحّة العظام العامّة، ففيتامين D يُعدّ هامًّا من أجل امتصاص واستقلاب الكالسيوم والفوسفور، كما أنّ هناك عدّة دراسات تقترح العلاقة بين انخفاض قيمة فيتامين D في الدم وزيادة نسبة حدوث بعض أنواع السرطانات، وكذلك زيادة احتمالية حدوث الأمراض المناعية الذاتية والأمراض العصبية ومقاومة الإنسولين، بالإضافة إلى الأمراض القلبية الوعائية، وبالإضافة إلى ذلك، يرتبط تناول فيتامين D مع سلامة نمو الجنين عن طريق دعم النمو العظمي لديه، كما أنّ عوز فيتامين D يرتبط مع حدوث متلازمة ما قبل الإرجاج الحملي Preeclampsia أو ما يعرف بتسمم الحمل.[٣]
أطعمة غنية بفيتامين D
لا بدّ وبعد توضيح العلاقة الهامّة بين تناول فيتامين D وصحة الحمل والجنين بشكل عام من الحديث عن بعض الأطعمة الغنيّة بهذا الفيتامين، حيث لا يحصل معظم الأشخاص من حاجتهم الكافية من فيتامين D عن طريق أشعة الشمس، ويعاني ما يقارب 41% من سكّان الولايات المتّحدة من نقص فيتامين D تبعًا لإحدى الدراسات، وفيما يأتي ذكر لبعض الأطعمة التي تملك كمية جيدة من فيتامين D :[٤]
- السلمون الأحمر: بالإضافة إلى كون السلمون خيارًا ممتازًا للغذاء البروتيني، فإنّه يملك مخزونًا غنيًّا من فيتامين D.
- سمك أبو سيف: حيث يمكن لحوالي 85 جرامًا من هذا السمك المطهي أن تكون كافيةً للحصول على الحاجة اليومية من فيتامين D، وبغض النظر عن ذلك، توصي الجمعية الأمريكية لأمراض القلب بتناول طبقين من السمك أسبوعيًا.
- التونا والسردين المعلّب: حيث تملك وجبة واحدة من سمك التونا ما يقارب 25% من حاجة الشخص اليومية من فيتامين D، كما أنّ السردين يُعدّ غنيًا بحموض أوميغا-3 المفيدة لصحّة القلب وبالكالسيوم وفيتامين D أيضًا.
- الفطر: على الرغم من عدم امتلاك الفطر لكميات عالية من فيتامين D، إلّا أنّ هناك بعض الأنواع المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية، ممّا يزيد من فيتامين D الموجود فيها.
- الحليب أو العصير المدعوم: بالإضافة إلى كون الحليب مصدرًا غنيًا بالكالسيوم، فإنّ الحليب المدعوم -أو المُحصّن- يزيد على ذلك بامتلاكه كمّية مناسبة من فيتامين D، كما أنّ هناك العصائر والمنتجات المدعومة بفيتامين D كعصير البرتقال المُحصّن والزبادي المدعومة بفيتامين D.
- البيض: حيث يملك صفار البيضة الواحدة ما يقارب 10% من حاجة الشخص اليومية من فيتامين D.
نقص فيتامين D وتسمم الحمل
يُعدّ تسمّم الحمل حالة خطيرة مهدّدة للحياة تحدث في أي وقت بعد الأسبوع الحملي العشرين إلى الفترة الممتدّة بعد الحمل بوقت قصير، ويعاني حوالي 5-8% من الحمول من حدوث ما يُعرف بما قبل الإرجاج أو تسمّم الحمل، ولقد تمّ ربط نقص فيتامين D مع حدوث هذه المشكلة، حيث يرفع نقص فيتامين D أثناء الحمل من نسبة حدوث ما قبل الإرجاج -أو مقدّمات الارتعاج Preeclampsia- بما يقارب 40%، وذلك تبعًا لإحدى الدراسات، حيث تبيّن أنّ النساء اللواتي عانين من نقص في نسب فيتامين D أثناء فترة الأسابيع الستة والعشرين الأولى من الحمل، يملكن فرصة أعلى من غيرهنّ بـ40% لحدوث ما قبل الإرجاج الحملي الشديد، وذلك مقارنة بغيرهنّ من النساء اللواتي يملكن نسبة طبيعية من فيتامين D في فترة الأسابيع 26 الأولى من الحمل، ومن الجدير بالذّكر أنّ الدراسة لم تجد رابطًا بين حدوث ما قبل الإرجاج الحملي الخفيف ونقص فيتامين D، كما يجب التنويه إلى أنّ الدراسة أخذت بعين الاعتبار جميع العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مستويات فيتامين D أثناء الحمل، كمشعر كتلة الجسم BMI قبل الحمل والعِرق والتدخين والحمية الغذائية وعدد الحمول السابقة والنشاط الجسدي.[٥]المراجع[+]
- ↑ "Vitamin D supplementation during pregnancy", www.who.int, Retrieved 05-04-2020. Edited.
- ↑ "American Academy of Pediatrics", pediatrics.aappublications.org, Retrieved 05-04-2020. Edited.
- ↑ "Vitamin D and Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 05-04-2020. Edited.
- ↑ "10 Vitamin D–Rich Foods to Add to Your Diet", www.everydayhealth.com, Retrieved 05-04-2020. Edited.
- ↑ "Vitamin D deficiency in pregnancy 'increases preeclampsia risk'", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 05-04-2020. Edited.
