سؤال وجواب

مكونات-الدم-ووظائفها


الدم

الدم هذا المكوِّن الضروري لحياة الإنسان، يُعرف بأنَّه سائلُ نقلٍ يضخه القلب، تكمن وظيفته بنقل الأكسجين والمواد الغذائية إلى خلايا الجسم، بالإضافة إلى نقلهِ للنفايات الأيضية وثاني أكسيد الكربون بعيدًا عن تلك الخلايا، لا يمكن الإستعاضة عن الدم بأيِّ بديلٍ آخر، كما لا يمكن تصنيعهُ بأيِّ شكلٍ من الأشكال، [١] يندرج الدم تحت تصنيف السوائل والأنسجة؛ فهو نسيج لأنه عبارة عن مجموعة من الخلايا المتماثلة المتخصصة والتي تخدم عدة وظائف معينة، ويتم تعليق هذهِ الخلايا بمصفوفة سائلة تُدعى البلازما، وهذا من شأنه أن يجعل الدم سائلًا، من المهم الإشارة إلى أنَّ ضرورية الدم تكمن بتدفقهِ في الجسم حيثُ إنَّ توقف تدفقه من شأنهِ أن يتسبب بالموت في غضونِ دقائق وذلك للآثار البيئية غير المناسبة والمواتية للخلايا الحساسة للغاية،[٢] في حال فقدان الدم من الجسم تحتَ أيِّ ظرفٍ من الظروف يتم تعويضه من خلال عملية نقل الدم التي تؤمنها الجهات المانحة للدم،[مرجع] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن مكونات الدم ووظائفها.[١]

مكونات الدم ووظائفها

أما عن مكونات الدم ووظائفها فيندرج تحت مصطلح الدم أربعة مكوناتٍ أساسية تتباين في وظائفها ونسبتها وهي؛ خلايا الدم الحمراء، خلايا الدم البيضاء، البلازما والصفائح الدموية،[١] تشكّل خلايا الدم الحمراء ما يقارب الـ 45% من حجم الدم، أما ما تبقى من الخلايا من خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية فتقل عن 1%، أما عن خصائص الجزء السائل من الدم والمسمَّى بالبلازما، فهو شفاف، مُصْفر، لزج بعض الشيء، يمتزج مع خلايا الدم بشكلٍ متجانس إلى حدٍ ما، يكون الدم بجميع أحواله سائلًا، وهذا من شأنهِ أن يضمن تدفقه من وإلى خلايا الجسم، من المهم الإِشارة إلى أنَّ كمية الدم تختلف لدى الأشخاص تبعًا لاختلاف عدة عوامل أهمها؛ الجنس، العمر، الوزن، نوع الجسم وغيرها، ولكن المتوسط التقريبي لحجم الدم للبالغين يبلغ ما يقارب الـ 60 ملليلتر لكل كيلوغرام من وزن الجسم الكلي، وكما إنَّ دم الشخص السليم قد يختلف ما بين فترةٍ وأخرى ولكن يبقى هذا الإختلاف بسيطًا على الرغم من حالة التدفق الطبيعي على نحوٍ غير منقطع. [٢]

البلازما

عند الحديث عن مكونات الدم ووظائفها فلا بدَّ من الحديث عن البلازما، هذا المكوِّن السائل الذي يعطي خاصية السوائل للدم، يتكون من مزيج متجانس من الماء، السُّكر، الدهون، البروتين، والأملاح، تكمن وظيفة البلازما الرئيسة بنقل خلايا الدم إلى جميع أنحاء الجسم بالإضافة إلى المغذيات والمخلفات الأيضية، بروتينات التخثُّر، الرسائل الكيميائية كالهرمونات والبروتينات والتي تعمل على المساهمة بالحفاظ على توازن السوائل في الجسم.[٣]

خلايا الدم الحمراء

في حديثنا عن مكونات الدم ووظائفها يجدر تفصيل أهم مكون من مكونات الدم وهو خلايا الدم الحمراء التي يطلق عليها أيضًا اسم كريات الدم الحمراء، تتميز بلونها الذي يميل إلى الأحمر الفاتح، وهي أكثر الخلايا وفرة في الدم، حيثُ تشكل نسبتها بين 40% - 50%، يتمثل شكل خلايا الدم الحمراء بقرص كهف ثنائي التقعير مع مركز مسطح، وبتعبيرٍ آخر يكون شكلها كشكل الكعك، تتم عملية التحكم بإنتاج هذهِ الخلايا عن طريق الإريثروبويتين وهو هرمون تقوم بإنتاجه الكلى بالدرجة الأولى، حيثُ تكون خلايا الدم الحمراء في بداية تكونها غير ناضجة وتتواجد في نخاع العظم، وبعد ما يقارب من سبع أيام من نضجها، تُطلَق في مجرى الدم.

على عكس الخلايا الأخرى لا تحتوي خلايا الدم الحمراء على نواة، كما يمكنها التغيير من شكلها بكل يسرٍ وسهولة، وهذا من شأنه أن يساعدها في ملائمة الأوعية الدموية في الجسم، والتي تختلف في طبيعتها، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ عدم وجود النواه يجعل الخلية آنذاك أكثر مرونة، إلَّا أنَّها أيضًا تحدُّ من عمرها أثناء عملية انتقالها عبر أصغر الأوعية الدموية، والذي يؤدي إلى إتلاف أغشية الخلية، بالإضافة إلى استنفاذ إمدادات الطاقة الخاصة بها، ومن المهم الإِشارة إلى أنَّ هناك متوسط لعمر خلية الدم الحمراء التي تبقى لمدة تُقدَّر بـ 120 يومًا فقط. تحتوي خلايا الدم الحمراء على بروتين تتميَّز بهِ عن غيرها من الخلايا؛ يدعى الهيموجلوبين، والذي تتمثل وظيفتهُ بحمل الأكسجين إلى بقية الجسم لتتم عملية الشهيق ، وإعادة ثاني أكسيد الكربون من الجسم إلى الرئتين ليتمكن الجسم من إتمام عملية الزفير، ومن الجدير بالذكر أنَّ ظهور الدم باللون الأحمر يعود للعدد الكبير من خلايا الدم الحمراء والتي يتشكل لونها بفعل احتوائها على بروتين الهيموجلوبين، من جهةٍ أُخرى تمثل النسبة المئوية لحجم الدم الكامل المتكون من خلايا الدم الحمراء بالهيماتوكريت وهذا المقياس يعد شائعًا للتعبير عن مستويات خلايا الدم الحمراء.[٣]

خلايا الدم البيضاء

أما المكون الثالث الذي سيتطرق له مقال مكونات الدم ووظائفها، هو خلايا الدم البيضاء والتي تمثِّل أحد دفاعات الجسم ضد الأجسام الغريبة التي تسبب له العدوى، وتشكل خلايا الدم البيضاء ما نسبته 1% من مكونات الدم، وهي أقل بكثير من خلايا الدم الحمراء في الدم، وهناك عدة أنواع لخلايا الدم البيضاء ولعلَّ أهمها وأكثرها شيوعًا النوع العددي منها وهو العدلات والتي تسمى بخلية الإستجابة الفورية في الدم، تمثل ما يتراوح بين 55%- 70% من نسبة خلايا الدم البيضاء الكلية في الجسم، ومن المهم الإشارة إلى أنَّ متوسط عمر حياة العدلات هو أقل من يوم واحد فقط، وعليه فإنََّ من المهم إنتاج وصنع عدلات جديدة ، قبل نخاع العظم وذلك لضمان توفر حماية الجسم ضد العدوى.[٣] من الجدير بالذكر أنَّ عملية نقل العدلات لا تكون مجدية عادةً بسبب عدم بقائها في الجسم لفترة طويلة، أما النوع الثاني والرئيس لخلايا الدم البيضاء فهو الليمفاويات، ومن المهم الإشارة إلى وجود نوعين رئيسين من هذهِ الخلايا، الخلايا التائية والخلايا من النوع B، تكمن وظيفة الخلايا الليمفاوية التائية بتنظيم وظائف الخلايا المناعية الأخرى كما تعمل على مهاجمة كل من الأورام والخلايا المصابة بشكلٍ مباشر أما الخلايا من النوع B فتقوم بصنع الأجسام المضادة التي تتمثل بهيئة بروتينات تستهدف الفيروسات، البكتيريا والأجسام الغريبة عن الجسم.[٣]

الصفائح الدموية

الصفائح الدموية، هذا الجزء المذهل من مكونات الدم، التي تصنَّف على أنَّها أصغر خلايا الدم، والتي تظهر على شكل لوحات صغيرة الحجم،[١] تساهم الصفائح الدموية بعملية تخثر الدم عن طريق تجمعها في موقع الإصابة، والتصاقها ببطانة الأوعية الدموية المصابة، ومن ثم تشكيل منبر يمكن من خلاله أن تتم عملية تخثر الدم، وجرَّاء ذلك تتكون جلطة فبرينية تعمل على تغطية الجرح ومنع تسرب الدم للخارج، من جهةٍ أخرى يساهم الفيبرين بتعزيز شفاء الجرح من خلال تشكيلهِ للسقالات الأولية التي تتشكل عليهنّ الأنسجة، من المهم التنبيه إلى أنَّ العدد الكبير من الصفائح الدموية بمستوى أكبر من الطبيعيّ -والذي يكون ما بين 150،000 - 400،000 صفيحة لكل ميكرولتر من الدم [٤] يساهم في حدوث تخثُّر غير ضروري، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وبالرغم من خطورة فإنَّ التقدم الطبي في مجالات الأدوية المضادة للصفائح الدموية يبين وجود علاجات متاحة للمساعدة على منع حدوث مثل هذهِ الحالات الخطيرة. [٣]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث "What is Blood?", www.oneblood.org, Retrieved 2020-04-22. Edited.
  2. ^ أ ب "Blood", www.britannica.com, Retrieved 2020-04-22. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Blood Basics", www.hematology.org, Retrieved 2020-04-22. Edited.
  4. "How does blood work, and what problems occur?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-04-22. Edited.