سؤال وجواب

دعاء-الخوف-والقلق


الخوف

الخوف شعورٌ طبيعيّ يتولّد داخل الإنسان، وهو بمثابة إشارة حذر يتّقي الإنسانُ منها شرَّ شيءٍ معين، ويتفاوت في قوته وأسبابه، وقد يكون الخوف فطريًّا أو محمودًا أو مذمومًا، والخوف الفطري هو الذي يتولّد لدى الإنسان بشكلٍ طبيعي مثل: الخوف من النار والعطش والجوع، أما الخوف المحمود: فهو خوف العبد من الله تعالى ومن عذابه، والخوف المذموم: هو الخوف من غير الله تعالى، مثل: الخوف من الناس أو الخوف من الموت، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة للتخلص منه، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن الخوف والقلق، كما سيتم ذكر دعاء الخوف والقلق. [١]

أعراض الخوف والقلق

يُمكنُ أن يتولّد الخوف لدى الإنسان من عدّة أسباب، ومن أهم أنواعه: الخوف الاجتماعيّ والخوف على الرزق والخوف الناتج عن التعليقات السلبية للآخرين، والخوف الناتج عن رؤساء العمل، والخوف من الفشل أو من المجهول أو من الإصابة بالأمراض أو من الأماكن، [٢]، وقد يكون الخوف ضمن المستويات الطبيعية، كما قد يكون آنيًا وينتهي بسرعة، لكنه أحيانًا يُصبح شديدًا ومصحوبًا بعددٍ من الأعراض المزعجة، والتي قد تؤثر على حياة الفرد، خصوصًا إن كان مترافقًا مع القلق أيضًا، مما يزيد من تأثير المشاعر السلبية على الفرد، وهذا يؤثر على وظائف الإنسان الحياتية ويُقلل من كفاءته، أما أهم أعراض الخوف والقلق بشكلٍ عام فهي كما يأتي: [١]

  • الإصابة بأعراضٍ جسمية مثل: تسارع دقّات القلب والرعشة.
  • انعدام التركيز.
  • فقدان التوازن.
  • كثرة التعرّق.
  • سرعة الغضب.
  • اصطكاك الركبتين واصفرار الوجه. [٢]،
  • انعقاد اللسان وجفاف الفم. [٢]،
  • ضيق النفس. [٢]،
  • الإصابة بالانهيار في بعض الحالات التي تجتمع فيها كلّ الأعراض. [٢]،

أعراض الخوف الاجتماعي

يبدأ الخوف الاجتماعي عند الفرد عادةً في سنّ المراهقة، وإن لم تتم السيطرة عليه في وقته، فإّنه يُصبح احتمال بقائه ملتصقّا بصاحبه إلى آخر عمره، مما يُنتج عنه فردًا بشخصية متردّدة ومهزوزة ومنعدمة الثقة، والمصاب بالخوف الاجتماعي تظهر عليه مجموعة من الأعراض وأهمّها ما يأتي: [٢]

  • قضم أظافر اليدين بالأسنان.
  • شدّة التعرّق والشعور بالغضب.
  • احمرار لون الوجه.
  • ميل الرقبة إلى أحد الاتجاهين.
  • الإصابة بالارتباك وارتعاش اليدين.
  • المبالغة بالاهتمام بأناقة الثياب والنظر إلى النفس بشكل متكرّر.
  • الإصابة بأزمة قلق شديدة.
  • الحاجة المتكرّرة للذهاب لدورة المياه.
  • تركيز البصر باتجاه محدّد لتجنب النظر في عينَيْ المتحدِّث.

دعاء الخوف والقلق

يمكنُ للشخص أن يحصلَ على الطمأنينة والعافية والأمن من كل شر، بالتزامه بالأدعية التي تُريح قلبه، ومن أفضل ما يُقال من أدعية عند الشعور بالخوف والقلق، ما جاء في الأحاديث الواردة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وفيما يأتي أفضل ما يُقال من دعاء الخوف والقلق: [٣]

  • الاستعاذةُ بكلمات الله التامّة بقول: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، وقول هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء، إذ إنّ دعاء الخوف والقلق هذا يُعدّ من أسباب العافية من كلّ شر وسوء.
  • قول دعاء الخوف والقلق: "باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، ويُقال هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء، إذ أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه يحمي من أيّ ضرر أو مصيبة.

دعاء الخوف من العدو

الخوف من العدو أمرٌ طبيعي، وفي العادة يشعر من سيُلاقي عدوّه بالقلق والخوف والتوتر، ويمكن دفع الخوف منه بقول دعاء الخوف، وذلك لبث الطمأنينة في النفس، ولدفع الضرر والسوء والشعور بالسكينة، أما دعاء الخوف والقلق من العدو فهو كما يأتي:[٤]

  • "اللهم إنّا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك مِنْ شرورهم".
  • "اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحُول وبِكَ أَصولُ، وبك أقاتِل".
  • "حَسْبُنا اللَّه ونعْم الْوَكِيلُ".
  • "اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضلّ لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرّب لما باعدت ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العَيلَة والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذٌ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت، اللهم حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة والذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك وأجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق". [٥]
  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه أن يقولهنّ عند السلطان وعند كل شيء: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين"، ويقول بعدهن: "اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك". [٥]
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة؛ فلقي العدو، فسمعته يقول: "يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين"، قال: ولقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.[٦]
  • عن علي -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئًا من قتال، ثم جئت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنظر ما صنع، فجئت فإذا هو ساجد يقول: "يا حي يا قيوم، يا حي يا قيوم" ثم رجعت إلى القتال، ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك، ففتح الله عليه. [٥]
  • وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تتمنوا لقاء العدو، ولكن قولوا: "اللهم اكفناهم، واكفف عنا بأسهم"، فإذا غشوكم فقولوا: "إنما نحن عبادك وهم عبادك، وإنما نواصينا بيدك ونواصيهم بيدك، وإنما تغلبهم أنت". [٧]

علاج الخوف

يمكن علاج الخوف علاجًا طبيًا، ويكون هذا على عدة مراحل، المرحلة الأولى: عمل تقييم للشخص ودراسة الظروف البيئية المحيطة فيه، ومعرفة نوع الصراع الذي يُعاني منه ومدى تأثّره به، وملاحظة الأعراض التي تظهر عليه بسبب الخوف، أما المرحلة الثانية: يكون فيها العلاج دوائي ونفسي في الوقت نفسه، والعلاج الدوائي يكون بالأدوية المضادة للاكتئاب والتوتر، وتكون هذه الأدوية على شكل مهدئات تتفاوت في فعاليتها بحسب قوة الخوف، وهي لا تسبب الإدمان بحسب ما هو شائع، ولكن يجب أن تُعطى بوصفة طبيّة، أما العلاج النفسيّ فمن المفترض أن يكون من خلال التعامل بطريقة صحيحة لحل المشكلة، وإعطاء المصاب دعمًا نفسيًا من أسرته وتجنب الاستهزاء بمخاوفه. [١]

علاج الخوف بالقرآن

لم يُنزل الله داءً إلّا جعل له شفاءً، وفي آيات القرآن الكريم الشفاء والخير الكثير لمن أراد أن يتخلّص من خوفه قلقه واضطرابه، ولهذا يمكن علاج الخوف بالقرآن الكريم، إذ إنّ قراءة بعض الآيات تُساعدُ في التخلص من الخوف والقلق، وتمنح الإنسان السكينة والطمأنينة، ويكون علاج الخوف بالقرآن كما يأتي: [٣]

  • قراءة آية الكرسي بعد التسليم من الصلاة، وهي: "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"[٨]، إذ إنّ آية الكرسي أعظم آيات القرآن الكريم لما فيها من توحيد وإخلاص لله تعالى، وقراءة هذه السورة بعد كل صلاة فيها أمن وعافية من جميع الشرور، بالإضافة إلى قراءتها وقت النوم، وقد جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من يقرأ آية الكرسي لا يقربه شيطان ويكون الله حافظًا له.
  • قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين بعد كل صلاة، لأنها أيضًا من أسباب الشفاء والعافية والأمن، حيث تُقرأ هذه السور مرة بعد الظهر ومرة بعد العصر ومرة بعد العشاء، وثلاث مرات بعد الفجر وثلاث مرات بعد المغرب.
  • قراءة آخر آيتين من سورة البقرة في كل ليلة: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" [٩][١٠]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت البنات والخوف: قصص واعترافات ومواقف لا تنسي, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح الخوف عدو الشخصية الحاضر الغائب, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
  3. ^ أ ب علاج الخوف, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
  4. دُعَاءُ لِقَاءِ الْعَدُوِّ, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت تخريج أدعية لقاء العدو, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
  6. "تخريج أدعية لقاء العدو"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-07-2018. بتصرّف.
  7. تخريج أدعية لقاء العدو, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.
  8. [البقرة: الآية 255]
  9. [البقرة: الآيتان 285، 286]
  10. الدعاء عند الخوف والخجل, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 24-7-2018، بتصرّف.