ما-هو-الشرك-الأصغر
محتويات
الحكمة من خلق الناس
الله -سبحانه وتعالى -تفرَّد بالخلق، فجميع مَن في هذا الملكوت من خلقه سبحانه ومن أعظم مخلوقاته وأعلاهم قدرًا ومنزلةً الإنسان الذي كرّمه على سائر مخلوقاته، وجعل لخلقه غايةً وحكمةً اقتضاها منذ خلق آدم -عليه السلام- وذريته من بعده ألا وهي توحيد الله -عزّ وجلّ- وإفراده بالعبادة دون شريكٍ لكن هناك فئةٌ من الناس في مختلف الأزمنة ضلُّوا عن الطريق الذي خُلِّقوا من أجله وانغمسوا في ملذاتهم وضلالاتهم بتزينٍّ من الشيطان حتى وصل بهم الأمر إلى الشرك بالله تعالى بصرف بعض العبادات لغير الله أو بعبادة غير الله كعبادة الأصنام والأجرام السماوية، وهذا المقال يسلط الضوء على نوعٍ من أنواع الشرك وهو الشرك الأصغر.
تعريف الشرك
يُعدُّ الشرك بالله تعالى من أعظم وأكبر الذنوب التي عصى بها الإنسان ربه قال تعالى:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[١] لما فيه من الاعتداء على أعظم حقٍّ من حقوق الله تعالى على الخلق، والشرك في اللغة من الشراكة والتشارك بين اثنين أو أكثر بحيث يتساويا في الحقوق والنِّديّة، أمّا الشرك في الشرع عند علماء أهل السنة والجماعة هو إتخاذ ندٍّ لله تعالى وشريكٍ أو أكثر في العبادات كالذبح والنذر والاستعانة وطلب الشفاعة وإجابة الدعاء وغيرها من غير الله أو الربوبية -عبادة غير الله- أو في أسماء الله تعالى وصفاته بإطلاقها على غير الله قال تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[٢]، وقد قسّم الفقهاء الشرك بالله تعالى إلى قسميْن هما: الشرك الأكبر والشرك الأصغر. [٣][٤]
ما هو الشرك الأصغر
الشرك الأصغر واحدٌ من قسميْ الشرك بالله تعالى وهو كلُّ فعلٍ أو قولٍ أو اعتقادٍ مخالفٍ؛ لِما جاء في القرآن الكريم ومرتبطٍ بعبادة الله، وهو دون الشرك الأكبر لكنه وسيلةٌ إليه ولا يُخرج مرتكبه من ملة الإسلام لكنه يعدّ مرتكِبًا لذنبٍ عظيمٍ يتوجب عليه الرجوع عنه وإعلان توبته قبل مماته، أما إذا مات وهو على فعله المندرج تحت أنواع الشرك الأصغر فهو تحت رحمة الله تعالى ومشيئته إما أن يعفوَ عنه ويتجاوز عنه ذنبه يوم الحساب أو يُعذبه بمقدار ذنبه الذي اقترفه في الدنيا ثم يُدخله الجنة برحمته ثم بصالح عمله الذي اختلط مع شركه الأصغر. [٥][٦]
أنواع الشرك الأصغر
يعدُّ هذا النوع من الشرك الأكثر انتشارًا بين عامة المسلمين وخاصتهم؛ كون غالبية أنواعه وصوره تندرج تحت العادات والممارسات اليومية التي يختلط فيها الجانب الديني مع الموروث الشعبي، والشرك الأصغر يكون تارة ظاهرًا في أفعال وأقوال الإنسان وغالبًا ما يكون خفيًّا لا يُدرك الإنسان أنه واقعٌ فيه؛ لذا أطلق عليه الفقهاء اسم الشرك الخفي، ومن أنواعه: [٧][٨]
- الفعلي: أيْ ممارسة الأفعال والأعمال الشركية المتنافية مع تعاليم الإسلام كالذهاب إلى الدجالين والعرّافين، وتعليق التمائم والخرز والأحراز على الجسم أو في البيت وغيره لدفع الحسد والعين، تمسيح القبور وعتبات وأبواب المساجد والأماكن الدينية لتحقيق الغايات.
- القولي: أي التلفُّظ بالأقوال الشركية المنافية لتعاليم الإسلام كالحلف بغير الله -الحلف بالكعبة والقرآن والحياة والوالديْن- دون اعتقاد التعظيم فإن اعتقد تعظيم المحلوف به تحول إلى شركٍ أكبر، وكذلك قول: لولا الله وفلان أو ما شاء الله وشئت فلا يجوز المساواة بين الله -عزّ وجل- وغيره.
- الاعتقادي: هو القناعة القلبية بأمرٍ يتنافى وتعاليم الإسلام الثابتة ومن أبرز أنماطه الرياء، وهو آداء العبادة ابتغاء مرضاة الناس وثنائهم فيقال هذا شخصٌ صالحٌ دون الاكتراث إلى مرضاة الله، والتطيُّر أي التشاؤم عند رؤية أنواع محددة من الطيور كالغربان أو من أماكن أو ألفاظ معينة اعتقادًا أنها قد تجلب النفع أو الضر، و هذا من سوء الظن بالله تعالى، فقد كان النبي محمد -صلى الله عليه و سلم- يحب الفأل الطيب لأنه من حسن الظن بالله -عز وجل-.
الوقاية من الوقوع في الشرك الأصغر
أعظم ما يسعى ويطمح إليه العبد المسلم في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خُلِق من أجلها وهي عبادة الله وإقامة التوحيد في الأرض وتجنُّب الوقوع في كل ما يُغضب الله تعالى من الشرك والنفاق والرياء ومذموم الأعمال والأقوال، لذا على المسلم توخي الحذر ووقاية نفسه وعقيدته من الانجرار وراء الشرك بالله الأصغر قولًا وعملًا واعتقادًا كي تتنزّه عقيدته عن الشوائب وتعلو درجته عند الله في الدنيا والآخرة من خلال الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه في تجنُّب الشرك بالله الأصغر، والاطلاع على الكتب الدينية والاستماع إلى أهل العلم الثقات ففي كتبهم وخطبهم ما يوضح للمسلم صور هذا النوع من الشرك الخفي غالبًا.
وفي حال كان المسلم أو المسلمة ممّن وقعوا في براثن هذا الشرك سواءً بإرادتهم أو جهلًا منهم بتعاليم الدين فعليهم الإقلاع فورًا عن هذا الذنب الشِّركيّ ومجاهدة النفس لعدم العودة إليه، والإكثار من الأدعية الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- للاستعاذة بالله من الوقوع في الشرك ومنها:" اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن العجزِ والكسلِ والبخلِ والهَرَمِ والقسوةِ والغفلةِ والذِّلَّةِ والمسكنةِ وأعوذُ بك مِن الفقرِ والكفرِ والشِّركِ والنِّفاقِ والسُّمعةِ والرِّياءِ" [٩]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إنا نعوذُ بك من أن نُشرِكَ بك شيئًا نعلَمُه، ونستغفرُك لما لا نعلمُه" [١٠][١١][١٢]
فيديو عن ما هي أوجه الشرك الأصغر
في هذا الفيديو يوضح فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح ما هي أوجه الشرك الأصغر. [١٣]
المراجع[+]
- ↑ {لقمان: الآية 13}
- ↑ {البقرة: الآية 22}
- ↑ ما هي حقيقة الشرك، وما هي أقسامه؟، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ توضيح معنى الشرك بالله،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ ما هي حقيقة الشرك ، وما هي أقسامه؟، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ الشرك ... تعريفه وأنواعه،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ معنى الشرك الأصغر،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ بيان أنواع من الشرك الأصغر،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1023، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 36، خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
- ↑ أدعية ثابتة للوقاية من الشرك والكفر والنفاق،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ الشرك الأصغر.. تعريفه.. طرق الوقاية منه.. ومصير صاحبه،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 29-01-2019، بتصرف
- ↑ أوجه الشرك الأصغر، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-03-2019