قصة هجرة الرسول إلى المدينة للأطفا
قصة هجرة الرسول إلى المدينة للأطفال
بعَثَ الله نبيّه محمّدًا -صلى الله عليه وسلم- وكان لِزامًا على كلِّ نبيٍّ أن يتعرَّضَ في مسيرتِه الدَّعوية إلى عددٍ من الابتلاءات والامتحانات، ومن بين الامتحانات التي مرّ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي تغرّبه عن وطنِه وهجرته إلى المدينة، اشتدَّ إيذاء قريش لرسول الله -عليه الصلاة والسلام- وصحابته وفي يومٍ من الأيّام التقى -عليه الصلاة والسلام- بجماعةٍ من الخزرج في مكة، فدَعاهم إلى الإيمان فآمنوا فبعث معهم برجلٍ من أصحابه يعلِّمهم أصول الدين والإسلام.
وبدأ عدد المسلمين في المدينة يزداد، وقريشٌ تُضيِّق الخناق على المسلمين أكثر، فأنزل الله أمرًا بالهجرة إلى الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- فبدأ المسملون بالهجرة سرًّا إلى المدينة، يتوافدون في الليل، خائفين وقد خلَّف كلٌّ منهم أمواله وأهله وبيته الذي شبَّ فيه، ولكنَّ قريش بدأت تحسُّ بالأمر الذي يحاك سرًّا، فاجتمعوا في دار الندوة، وبدأ الحديث يدورُ بينهم عن محمّد وأصحابه، وما يجبُ أن يفعلوا تجاه هذا الأمر، وبدأت اقتراحاتهم الإجراميّة، ما بين حبسٍ بالحديد، أو نفيٍ من البلاد، وبعد تشاورٍ طويلٍ، أجمَعوا أمرهم أن يأتوا بشابٍّ قويٍّ من كلِّ قبيلة من القبائل، فيعطوه سيفًا حادًّا، فيضربونه معًا ضربة رجل واحد، فيضيع دمه بين القبائل، ولا يستطيع أهله أخذ ثأرهم من أحد.
وأعدُّوا عدَّتهم لتنفيذ هذا الرَّأي، فأنزل الله جبريل إلى محمّد -صلى الله عليه وسلم- يخبره بالأمر، ويأذن له بالهجرة، وكان -عليه الصلاة والسلام- ذكيًّا، صاحب رأيٍ ودراية، فأشارَ إلى عليّ بن أبي طالب ليبيت في فراشه، حتّى إذا نظروا من خرم الباب وجدوه نائمًا، وقد تمَّ هذا، وخرجَ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وفي يده نفحةٌ من التراب، وبدأ بإلقائها على رؤوسهم وهو يقرأ سورة يس إلى قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}[١]وقد سلبهم الله أبصارهم فلم يروه أبدًا.
وكانت هذه هجرة الرسول إلى المدينة، مصاحبًا أبا بكر -رضي الله عنه-، وما إن ارتد للمشركين المرابطين حول بيته بصرهم، حتَّى اقتحموا البيت فوجدوا عليّ بن أبي طالب بدلًا منه فهمُّوا راكضين يبحثون عنه، فاختار الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- غار ثور مأوى لهم حتَّى تهدأ الأمور، فيقول أبو بكر لو نظر أحدهم موضع قدميه لرآنا، فيردّ -عليه الصلاة والسلام- "ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما" [٢]، وهكذا نجا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من كيد الكفار ومكرهم وتمت هجرة الرسول إلى المدينة، وقام الإسلام رغمًا عن كلِّ من عاداهم، ونصب الكمائن لهذا الدين. [٣]المراجع[+]
- ↑ سورة يس، آية: 9.
- ↑ رواه البزار، في البحر الزخار، عن أبو بكر الصديق، الصفحة أو الرقم: 1/96، إسناده صحيح.
- ↑ "الهجرة النبوية"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.