خصائص-أنماط-النصوص
الكتابة
الكتابة واحدةٌ من مهارات اللغة العربية والكتابة مأخوذةٌ من الفعل كَتَبَ، أيْ ضمّ الشيء إلى بعضه البعض، وفي المعنى الاصطلاحيّ فإن الكتابة في اللغة العربية هي عمليةٌ فكريةٌ معقدةٌ تقوم على تحويل الأفكار والخيال والواقع والحقائق والاستنتاج إلى لغةٍ مكتوبةٍ بالحروف والكلمات والجمل النحوية والبلاغية يسهُل على القراء فهمها والاستفادة منها مع اعتماد أساليب أدبية مختلفة بحسب الغاية من المادة المراد كتابتها، إذ يعتمد الكاتب الحَصيف على اختيار النمط النصي الأنسب لكتاباته وفي العادة يحدث تداخل بين تلك الأنماط في النص الواحد، وهذا المقال يسلط الضوء على أنماط النصوص.
النصوص
يُعرِّف علماء اللغة النص على أنّه المنظومة الكتابية القائمة على المعرفة العلمية والأدبية والنفسية والعاطفية والفكرية المُصاغة بحروف اللغة وجملها وتراكيبها اللغوية حاملةً في ثناياها فِكر الكاتب وفلسفته ونمطه النصي المتسق مع طبيعة المادة المكتوبة في مجالات الكتابة كافة وهي: الرواية والقصة والمقال والخواطر والشعر بكافة أنواعه والخطب بأنواعها والمسرحيات، وتعريف النص اصطلاحًا في اللغة العربية أتى بعدة معانٍّ منها الكلام المكتوب الذي لا يقبل التأويل والاحتمالات وأيضًا النص هو مجموعة التراكيب اللغوية المكونة من جملتيْن أو أكثر بأسلوب سليمٍ نحويًّا يؤدي معنىً متكاملًا من خلال الترابط والاتساق والانسجام ما بين الفكرة والبُنية النصية الذي يتباين من نصٍّ إلى آخر بحسب النمط وأسلوب الكاتب في توظيف هذا النمط لخدمة النص، وهناك تعريفٌ آخر للنص بعيدًا عن اللغة لدى فقهاء المسلمين مرتبطٌ بالنص الديني إذ يعني النص الإسناد والدليل القاطع الذي ينفي أو يثبت مسألةٍ ما في الدين الإسلامي وقد قال الفقهاء بهذا الخصوص: لا اجتهاد مع نص والنص المقصود به الدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية. [١]
تعريف أنماط النصوص
الأنماط جمع نمطٍ، وتعني في اللغة: الطريقة والأسلوب والطّراز الفريد من نوعه والذي يميّز شيئًا عن شيءٍ آخر، أما النمط في المعنى الاصطلاحي فهو الطريقة والأسلوب الفنيّ الذي يعتمده الكاتب في كتابة النص الأدبي من أجل إيصال الفكرة إلى القراء، واختيار النمط النصي يعتمد على طبيعة المادة المكتوبة فلكل فنٍّ أدبيٍّ نمطٌ؛ فكلما كان الكاتب متمكنًا من توظيف أنماط النصوص في مواضعها الصحيحة أثناء الكتابة مع إتقان الربط بين نمطيْن أو أكثر في النص كان العمل الأدبي أكثر إبداعًا وإتقانًا وتحقيقًا للغاية المنشودة من الكتابة الأدبية. [٢]
خصائص أنماط النصوص
الأنماط النصية المستخدمة في الكتابة الفنية متعددة ومتنوعة ويجدر الإشارة إلى أنّه من الصعب بمكان الاكتفاء بنمطٍ نصيٍّ واحدٍ في الكتابة إنّما يحدث تداخل وتمازجٌ بين عدة أنماطٍ ولكن يُطلق على النص اسم نمطٍ معين إذ إنّ المقصود به النمط المهيمن على النص ولا يعني بالضرورة النمط الوحيد فعلى سبيل المثال النمط السردي يشتمل في ثناياه على النمط الوصفي أو الحجاجي وغيرها، ومن أبرز أنماط النصوص وخصائصها في الكتابة ما يأتي: [٣]
- النمط الحجاجي: هو النمط الذي يتخذ المحاججة وإبداء الرأي ودحض الرأي الآخر معتمدًا على العقل والمنطق والبرهنة، ومن خصائصه: الاستنباط والاستقصاء والبرهنة والتعليل والاستنتاج في إثبات المسألة العلمية أو الفقهية أو الأدبية وما شابه ويتخذ الحجة والبرهان أساسًا له، ويقوم هذا النوع من أنماط النصوص بتدعيم الرأي من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأبيات الشعر والحكم والأمثال والأقوال المأثورة والنظريات والمسلمات والثوابت ويعتمد على الأسلوب المُباشر التقريري، فتقِل فيه الصور البيانية وما يُعرف بالمحسنات البديعية والخالي من الغموض والإبهام.
- النمط السردي: هو نمطٌ نصيٌّ تُسرد من خلاله الأحداث وقصصها متتالية، وهو مُرتبط بالزمن فتراه يعتمد على الجمل الفعلية الماضية، ويرتبط كثيرًا بأدوات العطف، ومن خصائصه: اعتماد الأسلوب الخبري في سرد الوقائع والأحداث سواءً كانت حقيقة أم من نسج خيال الكاتب من خلال شخصيات تلعب دور البطولة أو أدوار ثانوية مساندة للبطولة في تجسيد تلك الأحداث التي تحدث في زمانٍ ومكانٍ معلوميْن أو مجهوليْن بحسب رؤية الكاتب ورغبته في إظهارها أو إخفائها للقارئ، ويكثُر استخدام هذا النمط في أدب القصة والحكاية والرواية والبعض من أنواع المسرحيات الأدبية كما من الممكن أن نجد هذا النوع من النصوص في بعض المنظومات الشعرية كالشعر القصصي، ويبدأ النمط السردي ببدايةٍ بسيطةٍ ثم تتصاعد وتيرة الأحداث لتصل إلى العقدة ثم يبدأ النزول العكسي وصولًا إلى النهاية.
- النمط التفسيري: وهو عبارة عن نمطٍ نصيٍّ يقوم على شرح المعارف العلمية، بغض النظر عن هيتها سواءً كانت نحو وصرف وعروض وبلاغة أو كانت نقد ونثر علمي أي يقوم على تفسير الفكرة التي يدور حولها النص الأدبي بأسلوبٍ يتناسب مع المتلقي، ومن خصائصه الاعتماد الكلي على تحديد الوقائع والأسباب والنتائج ويحدد هذا النمط مصادر المعلومة، ويقدم أمثلة لتوضيحها إذ يكثر في هذا النمط ضرب المِثال للشرح والتوضيح وتقريب الفكرة للعقول مع اختيار الأمثلة المناسبة للمخاطبين، كما يوظف هذا النمط أدوات الربط وفق ترتيب منطقي معين، ويُمكن لهذا النمط أن يعتمد على الصورة التي لها القدرة على تقديم تفسيرات مهمّة.
- النمط الإرشادي: هو أحد أشكال أنماط النصوص ويقوم على فكرة الوعظ والإرشاد لأمورٍ دينيةٍ أو تربويةٍ أو وطنيةٍ وما شابه، ومن أبرز خصائصه: الإكثار من استخدام نصوص الإرشاد والوعظ التي تتناسب وفكرة الكاتب، ويكثر استخدام أسلوب الأمر والنهي في التوجيه والإرشاد الديني والتربوي والتثقيفي ومن أبرز المواطن التي يستخدم فيها هذا النمط الوصايا كوصايا لقمان لابنه في القرآن الكريم.
- النمط الوصفي: وهو نمطٌ يقوم على ترجمة ما تراه الحواس والنفس البشرية ووصفه من خلال تحويل المشهد إلى لغةٍ مكتوبةٍ حاملةً كامل التفاصيل والأحاسيس، ومن خصائص هذا النمط أنّه يمنح القارئ إمكانية تمثيل الموضوع في صورٍ فنيةٍ داخل المكان بشكلٍ منفصلٍ عن الزمن، كما يتميز بكثرة النعوت والتشبيهات والمعطوفات والأحوال والجمل الاسميّة والمرادفات فهو يعتمد على الدقة في تصوير الكثير من المشاهد، وهذا النمط ممزوج بأنواع أخرى من النصوص كالنمط السردي، ومن أنواعه الوصف الذاتي المعتمد على وصف الذات والمشاعر والأحاسيس والمتناقضات والوصف الموضوعي المعتمد على وصف الواقع كما هو بحيادٍ ومهنيةٍ وموضوعيةٍ.
- النمط الإخباري: شكلٌ من أنماط النصوص الذي يقوم على نقل المعلومة من شخصٍ إلى آخر أو آخرين سواءً كانت صادقةً أم كاذبةً حول حادثةٍ ما ومن أبرز خصائصه: نقل الخبر بحياديةٍ وموضوعيةٍ دون إبداء الكاتب لرأيه في الخبر إيجابيًّا أم سلبيًّا مع الاعتماد على السرد في نقل الخبر والشرح والتفسير من أجل إقناع المتلقي بالخبر دون إبداء الرأي فعلى الكاتب أن يضع بين يدي القارئ المعلومات الصحيحة والشروحات وللقارئ الحكم النهائي.
أهمية أنماط النصوص
معرفة الكاتب بالأنماط النصية الواجب الالتزام بها بما يتوافق مع الغاية التي يريد إيصالها للمرسل إليه سامعًا أو قارئًا أمرًا في غاية الأهمية فكلما كان الكاتب حاذقًا في توظيف الأنماط النصية والاستفادة من تناغمها السلس مع بعضها البعض وصهرها في بوتقةٍ واحدةٍ كلما كان العمل إبداعيًّا ومحققًا للغاية المنشودة، وتتمايز الأنماط النصية فيما بينها في الأهمية من خلال الغاية التي تحققها فعلى سبيل المثال النمط السردي تبرز أهميته في الإثارة وتفاعل القارئ مع النص من خلال السرد الشيق للأحداث فالإثارة والتشويق الدافع لإكمال القراءة حتى منتهاها، أما النمط الوصفي فتكمن الإثارة في التواصل الحسي الحاصل ما بين القارئ والنص من خلال الشعور بالتواجد في المكان والزمان الموصوف في النص مع كامل المشاعر والأحاسيس، والنمط التفسيري يشبع فضول القارئ وحبه للبحث والاطلاع والتفسير المنطقي والموضوعي للأحداث لذا يكثر استخدامه في الأعمال والتحقيقات الصحفية. [٤] [٢]المراجع[+]
- ↑ النص وتعريفاته،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرف
- ^ أ ب أنماط النصوص،, "www.m.ahewar.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-03-2019، بتصرف
- ↑ أنماط النصوص،, "www.m.ahewar.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-03-2019، بتصرف
- ↑ تدخل صحفي،, www.wikiwand.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 12-03 -2019، بتصرف