معلومات-عن-الحضارة-الإسلامية
محتويات
العصر الجاهلي
يدلّ مصطلح العصر الجاهلي على الحياة التي كان العرب يعيشونها قبل الإسلام، ويدلّ هذا المصطلح على حالة الكفر والجهل بالله تعالى والطّيش والسّفه التي كان يمرّ بها المجتمع وقتها، فكان النّاس يعتنقون معتقداتٍ كثيرة كعبادة الأصنام التي تُنبي عن عقيدة تعدّد الآلهة، وقسم صغير منهم كان يعتنق ديانة سماويّة، وكذلك كان يشيع في ذلك العصر مفهوم الاستعباد، والتّعامل بالرّبا والسُّكر والمُجون، وكذلك يلاحظ الدّارس لتاريخهم فكرة الانتقام والقتل لأتفه الأسباب، وفي حرب البسوس وداحس والغبراء مثالٌ واضح، ولكنّهم كانوا قومًا عربًا لهم عادات وتقاليد تنمّ على شرف العنصر، كالكرم والجود والحميّة والشّجاعة وغيرها من المقوّمات التي جعلتهم يطيرون بالإسلام، ويبنون الحضارة الإسلامية كونهم هم -أي العرب- مادّة الإسلام ومعدنه.[١]
الإسلام
يَعني الإسلام من جهة اللغة الاستسلام، ومن جهة الشّرع هو مصطلح يدلّ على الاستسلام والخضوع والانقياد لله تعالى وأوامره برضا وإخلاصٍ كما يجب ينبغي، وينقسم الإسلام إلى دين عام ودين خاص، أمّا الدين العام فوهو ما جاء به كلّ الأنبياء من دعوة لتوحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، يقول تعالى في يوم القيامة، ومنذُ مجيء الإسلام صار العرب -والأقوام التي دخلت معهم في الإسلام- يتقدّمون بسرعة في مجال الحضارة والثقافة والفنون، وأسّسوا لما بات يُعرَفُ فيما بعد باسم الحضارة الإسلامية.[٣]
الحضارة الإسلامية
لقد استطاع الإسلام بسماحة تعاليمه وشريعته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها أن ينقل العرب من طور البداوة والقتال والتّناحر والفرقة إلى طور الحضارة والمدنيّة والعلم والاقتصاد العظيم وإلى غير ذلك من الأمور التي جعلت المسلمين يسودون العالم لقرون طويلة، بل ومنذ بدايتهم كانوا سادة فاستطاعوا -وهم حديثو عهد بالبحر- أن يهزموا أسطول الروم الذي كان عمره آنذاك قرابة ألف عام، وأسّس المسلمون حضارة ما تزال آثارها باقية إلى يوم الناس هذا، واستطاعوا أن يخلّفوا للعالم علماء ما يزال العالم يعيش على آثارهم إلى اليوم، كالخوارزمي وابن الهيثم والبيروني وابن سينا وابن خلدون وابن النفيس وغيرهم ممّن استطاعوا تغيير وجه العالم في وقتهم وإلى اليوم، واستطاع المسلمون بفضل تطوّرهم وتقدّمهم العلمي والاقتصادي والأخلاقي والثّقافي أن يؤسّسوا أوّل جامعة في العالم سابقين بذلك أوروبا بنحو قرنين من الزمن، واختلف الناس في أول جامعة إن كانت بيت الحكمة التي أُنشِئت في بغداد سنة 830م أم جامعة القرويّين التي أُسّست سنة 859م، ثمّ بعدها جاءت جامعة الأزهر سنة 970م، فيما كانت أوّل جامعة في أوروبا هي جامعة سالرنو في صقليّة سنة 1090م، وبعدها جاءت جامعة بادوفا في إيطاليا سنة 1222م.[٤]
أهم منجزات الحضارة الإسلامية
قامت الحضارة الإسلامية منذ نشوئها على ركيزتين أساسيّتين هما: الأخلاق والمادّة، وسارت الحضارة الإسلامية على هاتين الركيزتين من دون أن تُغفِل واحدة منها على عكس الحضارات السابقة التي كان عمادها على واحدة دون الأخرى، والغالب أنّها كانت تقوم على المادة دون الأخلاق وحتى الحضارة الأوروبية اليوم تقوم على المادة دون الأخلاق والقيم المُثُل وهذا بدليل شهادة الكتّاب الغربيّين أنفسهم،[٥] وممّا قدّمته الحضارة الإسلامية:[٦]
- في مجال الفلك والجغرافيا: طوّر العلماء المسلمون الأدوات الخاصة بالملاحة وتحديد المواقع الجغرافيّة، ومن أهمّها: الأسطرلاب والحاسبات التّناظريّة، ومن كبار العلماء المسلمين في الجغرافيا كان العالم الإدريسي.
- في مجال البصريّات: استطاع المسلمون أن يشرحوا كيفيّة عمل العين عندما شرّح ابن الهيثم العين وأثبتَ أنّها أداة لاستقبال الضوء المعكوس من الأجسام.
- في مجال الرياضيات: عرف العالم علم الجبر من خلال كتاب الجبر والمقابلة للعالم المسلم الخوارزمي، ويعود الفضل للخوارزمي في علم الجبر من كونه خرج بفكرة تربيع الأرقام وتكعيبها، وكذلك يعود له الفضل في كونه أوّل من فصل بين علم الحساب وعلم الجبر.
- في مجال الجراحة وأدواتها: ألّف العالم المسلم الزهراوي كتابًا أسماه: التّصريف لمن عجز عن التّأليف، كشف فيه أساليب الجراحة وأدواتها، وبفضل هذا الكتاب تطوّر علم الجراحة في العالم، وظلّ هذا الكتاب مرجعًا لأوروبا لقرون طويلة.
- في مجال الطيران: استطاع عباس بن فرناس أن يصمّم أوّل جهاز للطّيران من أجنحة وذيل يشبه فكرة الطّائرة، واستطاع الطيران، وطوّر هذه الفكرة فيما بعد الإيطالي ليوناردو دافينشي.
أثر الحضارة الإسلامية في الغرب
إنّ مصطلح الحضارة الإسلامية يُطلَقُ على حضارة شملت مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والعلميّة والأخلاقيّة أرسى دعائمها المسلمون ودامت قرونًا قبل أن يتفكّك شمل المسلمين وتخمد نارهم، ولم يقتصر أثر الحضارة الإسلامية على الشعوب المنضوية تحت لوائها، بل امتدّ أثرها إلى غيرها من الأمم والشّعوب، ولعلّ أكثر حضارة استفادت من الحضارة الإسلامية هي الحضارة الغربيّة، وتحديدًا أوروبا، وكان أهمّ سبيلين لنقل مؤثّرات الحضارة الإسلامية إلى أوروبا هو الأندلس والحروب الصليبيّة؛ إذ كان طلاب أوروبا يسافرون إلى الأندلس ليدرسوا في جامعاتها ومساجدها، فينقلون بذلك علوم المسلمين وثقافاتهم إلى بلدانهم التي جاؤوا منها، وأمّا في الحروب الصليبيّة فقد تعلّم الأوروبيين الذين احتلّوا بلاد المسلمين من ثقافة الشّعوب الإسلامية وعاداتهم وطباعهم.[٧]
وبذلك انتقل تأثير الحضارة الإسلامية إلى الحضارة الغربيّة، وتمثّل ذلك باهتمام علمائهم بثقافة المسلمين ومحاولة نقلها إلى أراضيهم، فسافر علماء أوربيّون كُثُر إلى البلاد الإسلامية ونقلوا ما رأوه من علوم وثقافة إلى بلدانهم عن طريق التّرجمة في المقام الأوّل، ومن ذلك جهود أُسقُف طُليطلة رايموند الذي تولّى رئاسة مدرسة طليطلة للمترجمين، وترجم كثيرًا من كتب العربيّة إلى اللاتينيّة، وكذلك تأثّر الغرب بالمسلمين في أبعد من ذلك؛ فقد صار حكّامهم يقلّدون حكّام المسلمين العادلين، فصار بعضهم -مثلًا- يجعل له ديوانًا للمظلومين تُرفع إليه شكاويهم، ويقتصّ لهم ولو من أولاده، وأيضًا تأثّر الأوروبيّون بثقافة المسلمين من حيث النظافة واللباس، وكانت نساؤهم -في بعض المناطق- تضع النقاب على وجهها، وأيضًا صارت بعض المناطق النصرانية في أوروبا يغسلون أمواتهم مثل المسلمين، بل وبعض قادتهم صار يقلّد قادة المسلمين حتى في اللباس كروجر الثاني وفريدريك الثاني حكّام صقلية، وأيضًا ألفونسو السادس ملك قشتالة، ويعزو كثير من المؤرّخين الغرب انتشار الإسلام في آسيا الصغرى إلى الحروب الصليبيّة؛ إذ بعد أن تأثّر الصليبيّون الذين رافقوا الحملات بالمسلمين، فإنّهم قد نقلوها إلى تلك الشعوب التي كانت خاضعة للكنيسة اليونانيّة، ولكنّ الإسلام استطاع أن يكتسحها ويتوغّل فيها من دون تدخّل مباشر من المسلمين.[٨]المراجع[+]
- ↑ "ما هو العصر الجاهلي"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 44.
- ↑ "تعريف الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحضارة الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأخلاق في الحضارة الإسلامية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "مجموعة من أبرز ماقدمته الحضارة العربية من إنجازات واختراعات علمية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحضارة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "التأثير الإسلامي في الحضارة الغربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.