تعريف-القصة-القصيرة-وعناصرها
محتويات
نشأة فن القصة
عمد تاريخ النهضة الأدبية إلى رَصْد الإشارات الأولى لفن القصة، فقيل إنّه يرد إلى اليونان، حيث تبدت ملامحه في حكايات أساطير الآلهة اليونانية، والخرافات المتداولة لتفسير الظواهر الكونية، وظهرت الملامح القصصية الأولى لدى العرب في السرديات الشعرية التي كانت تروي قصص البطولات لأصحابها في العصر الجاهلي، وفي العصر الإسلامي بدت القصة بعناصرها الوافية في القرآن الكريم من خلال القصص النبوي، والسرد الحكائي في المقامات العربية وما نسج على منوالها مثل أعمال إبراهيم المويلحي[١]، حتى بلغت أوجها الفنيّ واكتملت عناصرها في العصر الراهن، وستتم الإشارة لاحقًا إلى تعريف القصة القصيرة وعناصرها.
تعريف القصة القصيرة وعناصرها
تعرف القصة في معاجم اللغة بالحديث أو الخبر المسرود أو الجملة من الكلام، وهي أيضًا حكاية نثرية طويلة تستمد من الخيال أو الواقع أو كليهما[٢]، ومن هذا المعنى المعجمي استقي تعريف القصة القصيرة وعناصرها لتكون فنًا أدبيًا نثريًا يقوم على سرد مجموعة من الأحداث التي تدور بين شخصيات واقعية أو خيالية في بيئة زمكانية، وتتأزم في نقطة معينة لتبلغ ذروتها فتبدأ بالتحلحل والتفكك حتى نهاية القصة، وتتكون القصة من مجموعة من العناصر الأساسية هي:
- الشخصيات: ويقصد بها العناصر التي تحرك الأحداث وتسيرها، وقد تكون شخصيات واقعية أو خيالية، وتقسم إلى قسمين:
- الشخصيات الرئيسة: وهي الشخصيات التي تلعب دورًا بارزًا في تسيير مجرى الأحداث، ويدور موضوع القصة حولها.
- الشخصيات الثانوية: وهي الشخصيات التي ترتكز عليها الشخصيات الرئيسية في تسيير الأحداث، دون أن يكون لها دور مباشر في تغيير مجرى الحدث وتبديله.
- الحدث: وهو السبب الرئيس والدافع الأساسي لقيام القصة وحدوثها.
- الزمان: وهو الوقت الذي تجري فيه أحداث القصة.
- المكان: وهو الموقع الذي تدور فيه أحداث القصة.
- الحبكة: وهي نقطة الذروة التي تتأزم فيها الأحداث وتتعقد وهي العنصر الأساسي الذي يستند إليه عنصر التشويق، فكلما تأزمت الأحداث وتعقدت زادت نسبة التشويق لدى القارئ.
- الحل: وهي النهاية التي يعلن فيها الكاتب عن تحلحل عقد القصة وتفكك حبكها مؤذنًا بمشارفة القصة على نهايتها، وقد يحذف هذا العنصر فيترك الكاتب نهاية القصة مفتوحة ليسمح للقارئ بالمشاركة في توقع نهاية للقصة وإيجاد حل لحبكتها.
أنواع الحبكة القصصية
يبرز تعريف القصة القصيرة وعناصرها أهمية الحبكة القصصية، إذ تعدّ من أبرز العناصر التي تقيّم القصة من خلالها، وعليها يرتكز عنصر التشويق، فكلّما تأزمت أحداث القصة وتعقدت حبكتها كلما كان لها وقع في نفس القارئ وتبعًا لذلك فإن الحبكة تتوزع في أقسام هي:[٣]
- الحبكة المتوازنة: وهي الحبكة الاعتيادية التي يبدا الكاتب فيها بعرض الأحداث حتى تبلغ ذروتها فتتأزم ثم تأخذ بالتفكك تدريجيًا حتى تبلغ نهاية القصة.
- الحبكة النازلة: وهي الحبكة التي يعمد الكاتب من خلالها للإطاحة بالبطل في سلسلة من الإخفاقات حتى نهاية القصة.
- الحبكة الصاعدة: وهي الحبكة التي يصل فيها البطل من نجاح إلى آخر حتى نهاية القصة.
- الحبكة الناجحة في النهاية: وهي الحبكة التي يواجه البطل من خلالها إخفاقات ومصاعب عديدة ولكنه ينتصر عليها في النهاية.
- الحبكة المقلوبة: وهي الحبكة التي يواصل فيها البطل تحقيق انتصارات مزيفة حتى إذا بلغ ذروتها هوى إلى الحضيض.
==فنية الحبكة==
تختلف الحبكة من حيث نوعها وزمنيتها وطريقة سردها بين قصة وأخرى، وهي تقنيات سردية حديثة تعتمد على طبيعة القصة وأحداثها المدرجة والطريقة التي تعرض فيها وهي من حيث زمنية سردها على النحو الآتي:[٣]
- الزمن التاريخي: وفيه تنتظم الحبكة تبعًا للعرض التسلسلي الاعتيادي لها.
- الزمن النفسي: وهنا ينتظم زمن عرض الحبكة تبعًا للإحساس به وهو مرتبط بما يسمى المونولوج الداخلي.
- الارتجاع الفني: وفيه تبتدئ القصة من نهاية الحبكة والأزمة ثم تعود تنازليًا حتى البداية.
- التنبؤ القصصي: وفيها ترتب الأحداث بطريقة تهيّئ القارئ للأحداث التالية.
أنواع الفن القصصي
اقتصرت الدراسة خلال تعريف القصة القصيرة وعناصرها على بيان نوع واحد من بين ستة أنواع للفن القصصي، إذ إنّ فن القصة يتنوع تبعًا لتنوع البيئة الإنسانية واحتياجاتها، وتوزع هذه الأنواع على النحو الآتي:
- الحكاية:وتقوم على سرد أحداث قصيرة متتابعة من فرض الخيال، وتتميز عن القصة بعدم اكتمال عناصرها الفنية.
- القصة القصيرة جدًا" الاسكتش": وهي فن سردي قصصي مكتمل العناصر، إلا أنها تتميز بالإيجاز الشديد والرمزية.
- القصة القصيرة: وهي فن سردي تكتمل فيه العناصر القصصية الأساسية، وتدور أحداثها في بيئة زمكانية واحدة، ويتراوح طولها بين ثلاث صفحات وعشرين صفحة[٤]، وهو النوع القصصي الذي بينته الدراسة في تعريف القصة القصيرة وعناصرها.
- القصة الطويلة: وهي فن سردي تكتمل فيه العناصر القصصية الأساسية ووتدور أحداثها في بيئة زمكانية واحدة، ويتجاوز طولها عشرين صفحة.
- الرواية: وهي فن سردي تكتمل فيه العناصر القصصية وتتعدد، فتدور أحداثها بين مجموعات من الشخصيات المنفصلة والمتلاقية في بيئات زمكانية متعددة وتتجاوز في طولها مئة صفحة[٤].
- بالسرديات والمرويات، وتحدد فيه البيئة الزمكانية.
خصائص القصة القصيرة
تتميز القصة القصية عن غيرها من الأنواع الأدبية النثرية عامة، وعن غيرها من الأنواع القصصية الأخرى أيضًا بعدد من الميزات والخصائص التي بينتها الدراسة خلال تعريف القصة القصيرة وعناصرها، ومنها:
- القابلية للاعتماد على الرواية السردية، أو الحوارية تبعًا لما تقتضيه القصة من مضمون وشخوص.
- سهولة الألفاظ ووضوحها وبعدها عن الزخرفة اللفظية الإيجاز الذي تتخلله بعض التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أن تضفي على الشخصيات طابع الواقعية.
- المراوحة بين ضمائر الخطاب والتكلم والغياب.
- تجنب استخدام التشبيه الأدبي والفني الذي قد يخرج القصة عن واقعيتها.
- إطلاق العنان للخيال.
- الوصف الدقيق للبيئة وللشخصيات مما يمكن القارئ من تخيل مجريات القصة والتفاعل معها.
المراجع[+]
- ↑ مصطفى محمد الفار (2000)، باقات من النثر العربي الحديث (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر، صفحة 54.
- ↑ مجمع اللغة العربية (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة )، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 740.
- ^ أ ب عبد القادر أبو شريفة، حسين لافي قزق (2000)، مدخل إلى تحليل النص الأدبي (الطبعة الطبعة الثالثة)، الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر، صفحة 129. بتصرّف.
- ^ أ ب فؤاد قنديل (2002)، فن كتابة القصة (الطبعة د.ط)، مصر: الهيئة العامة لقصور الثقافة، صفحة 38.
- ↑ إبراهيم الطائي (2012)، بين القصة الأدبية والقصة الصحفية (الطبعة د.ط)، العراق: الجامعة العراقية، صفحة 60.