سؤال وجواب

الفرق-بين-الكاهن-والعراف


علم الغيب

عَمِلت البشريّة جاهدةً لكشف الغيب واستجلاء أسرارِه، فمنهم من اعتمَدَ حركة الطّير مؤشرًا لقدوم الخير أو اندفاعه، ومنهم من استخدم قراءة الفنجان لاستكشاف المستقبل، وقد وقَف الإسلام من قضية العلم بالغيب موقفًا حاسمًا واضحًا، فبيّن أنّه لا أحد في السموات ولا في الأرض يعلم الغيب إلا الله، ونفى سبحانه علم الغيب عن أقرب الخلق إليه، وأطوِعهم له، وهم الملائكة والأنبياء، حتى الجن، إذ بيَّن سبحانه أنهم لا يملكون هذه القدرة، ومن خلال هذا المقال سيتمّ بيان الفرق بين الكاهن والعراف.[١]

الفرق بين الكاهن والعراف

معرفة الفرق بين الكاهن والعراف من المَهمّات الشرعية، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أتَى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقولُ فقد كفر بما أُنزِلَ على محمدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-"[٢]والكاهن هو مفرد: كهان، والكهنة: هم قوم يدعون معرفة المستقبل، ويتقربون من الشياطين ويتصلون بهم، فتسترق الشياطين السمع من السماء، وتخبر الكاهن به، ثم الكاهن يضيف إلى هذا الخبر ما يضيف من الأخبار الكاذبة، ويخبر الناس، فإذا وقع مما أخبر به شيء اعتقده الناس عالمًا بالغيب، فصاروا يتحاكمون إليهم، فهم مرجع للناس في الحكم، ولهذا يسمون الكهنة، إذ هم يُخبِرون عن الأمور في المستقبل.[٣]

أمّا العرّاف فقد سمّي بهذا الاسم نسبةً إلى العرافة، وقال شيخ الإسلام -ابن تيمية-: العراف: "اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممّن يتكلم في معرفة الغيب بمقدّمات يستعملها"، فيشمل كل متعاطي لهذه الأمور وادّعى بها المعرفة، والعراف ربما يتحدث عن الشيء الذي جَرى، فمثلًا: يخبرك أين موضع الضالّة، إذا ضاع شيء يقول: موجود في المكان الفلاني، لكنه لا يخبر عن الشيطان، ويخبر بها من طلب منه التكهن له من الذين لم تستقر عقيدة التوحيد والتوكل على الله في قلوبهم، فيتعلقون بخيوط العنكبوت، ولا يزيدهم هذا إلا وهنًا وخسرانًا، قال تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}[١٠][١١]

ويُستفاد من معرفة الفرق بين الكاهن والعراف أنّ الواجب عدمُ إتيانهم وعدم تصديقهم، واتباع الأساليب الشرعية للعلاج من أجل الشفاء، من ذهابٍ للأطباء، وعمل الرقية الشرعية، وحُسن التوكل على الله والظنّ به -سبحانه وتعالى-.[١١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "علم الغيب في الإسلام .. واختصاص الله به"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
  2. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، الصفحة أو الرقم: 421/9، إسناده صحيح.
  3. ^ أ ب ت "الفرع الثاني: الكهانة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  4. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 10/228، إسناده لين.
  5. سورة النمل، آية: 65.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6172، صحيح .
  7. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1731، صحيح.
  8. "شروح الأحاديث"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-11-2019. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في إصلاح المساجد، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 117، حسن.
  10. سورة الجن، آية: 6.
  11. ^ أ ب "حقيقة الكهنة والمشعوذين وحكم إتيانهم"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 24-11-2019. بتصرّف.