فضل-سورة-الملك
سورة الملك
القرآن الكريم كلام الله -سبحانه وتعالى-، أنْزَله على الصَّادق الأمين؛ لهدايةِ النَّاس إلى الطّريقِ المستقيم، وإخراجهم من ظلمات الجَهْل والرذيلة، إلى نور العلم والفضيلة، وهو المجموع بين دفتي المصحف، ويَضُم مئة وأربع عشرة سورة، منها ما هو مكي، أي نَزل قبل الهجرة النبوية الشريفة، ومنها ما هو مدني، أي نزل بعدها، ومِن سوره المكية سورة الملك، وهي السُّورَة السابعة والستون بحسب ترتيبها في المصحف الشريف، وعدد آياتها ثلاثون، ومن أسمائها: تبارك الذي بيده الملك، وتبارك، والمانعة، والمُنجية، والواقية، المنّاعة، المُجادِلة، [١] وفيما يأتي بيان فضل سورة الملك، وتعريفٌ بموضوعاتها إجمالًا، وببعض ما صح وما لم يصح في فضل سورة الملك.
مضامين سورة الملك
من خصائص السَّور المكية أنها تُرَكِّز على دعوة النّاس إلى الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- وتوحيده، والإيمان بكتبه، ورسله، والبعث، والجزاء؛ إذ إنّ معظم النّاس في المرحلة المكية كانوا غير مسلمين، وسورة الملك كغيرها من السُّور المكية، قد تضمنت ذلك؛ فقد ابتدأت بإثبات ملك الله -سبحانه وتعالى- وتعظيمه، وأنّه -جلّ وعلا- المتفرد بالمُلْك الحق، والمهيمن المتصرف في الكون، والقادر على كلّ شيء، وتحدثت عن دلائل عظمة الله وقدرته وعظيم ملكه، ومنها: خلق الموت والحياة في كل الخلائق، و خلق السماوات والنجوم والكواكب، وخلق الجنة والنّار والأرض، وتذليل الأرض للإنسان، وإحاطة علمه -جلّ وعلا- بكل شيء، وإنعامه على خلقه بالرزق، والسمع والبصر والفؤاد وغيرها، وجمع الخلائق في موقف الحشر، وقد تضمنّت الآيات الحديث عن المجرمين، وحالهم في جهنم، وعن ثواب المؤمنين، وخُتِمَتْ السّورة الكريمة ببيان فضله -سبحانه وتعالى- على خلقه في نعمة الماء. [٢][٣]
فضل سورة الملك
إنَّ تلاوة القرآن الكريم والإقبال عليه، من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهذا يشمل كل سُور وآيات القرآن الكريم، ويُضاف إليه أن بعض الأحاديث النبوية الشريفة قد خَصَّت سُورًا بعينها بمزيدِ فضلٍ، ومن ذلك ما وَرَدَ في فضل سورة الملك؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" [٤].
وورد أيضًا في فضل سورة الملك عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: " من قرأ {تباركَ الذي بيدِه الملكُ} كلَّ ليلةٍ، منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ . وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها: "المانعةَ"، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ ، فقد أكثر وأطاب "، [٥] ويدل ذلك على أن من فضل سورة الملك، أنّها تشفع لصاحبها، وتمنع قارئها من عذاب القبر، وهذا مما يزيد في فضل سورة الملك. [٦]
ما صح وما لم يصح في فضائل سورة الملك
من الأحاديث والآثار التي وردت في فضل سورة الملك ما صححه بعض المحدثين، أو حسنوه كما ذُكِرَ في الفقرة السابقة، ومنها ما هو ضعيف أو موضوع، وفيما يأتي ذِكْر لمجموعة من الأحاديث الواردة في فضل سورة الملك مرفقة بأحكام المحدثين عليها: [٧]
- روي عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: "كَانَ لا يَنامُ حتى يقرأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ ، و تَبارَكَ الذي بيدِهِ الملكُ"، [٨].
- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال في فضل سورة الملك: "سورةُ تبارَك هيَ المانعةُ من عذابِ القبرِ" [٩].
- "ضربَ بعضُ أصحابِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- خِباءَه على قبرٍ وهو لا يحسبُ أنه قبرٌ فإذا فيه إنسانٌ يقرأُ سورةَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتَّى ختمَها فأتَى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- فقال : يا رسولَ اللهِ! إني ضربتُ خِبائي على قبرٍ وأنا لا أحسبُ أنه قبرٌ فإذا فيه إنسانٌ يقرأ سورةَ {تَبَارَكَ} حتَّى ختمَها؟! فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- هي المانعةُ ، هي المُنجيةُ تنجيهِ من عذابِ القبرِ"، الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 2890، خلاصة حكم المحدث: ضعيف وإنما يصح منه قوله "هي المانعة".
- "أمرني جبريلُ أن لَّا أنامَ ، إِلَّا عَلَى قراءةِ "حم" السجدةِ و "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ "" [١٠].
- "ودِدتُ إنَّها في قَلبِ كلِّ مؤمنٍ . يَعني "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ"" [١١].
- "إنِّي لأجِدُ في كتابِ اللَّهِ سورةً هي ثلاثونَ آيةً من قرأها عند نومِهِ كُتِبَ له منها ثلاثونَ حسنَةً ومُحيَ عنه ثلاثونَ سيِّئةً ورُفِعًَ له ثلاثون درجَةً وبعث اللهُ إليهِ ملكًا من الملائكةِ ليبسُطَ عليه جناحَهُ ويحفظَهُ من كلِّ شيءٍ حتَّى يستيقِظَ وهي المجادِلَةُ تجادِلُ عن صاحبِها في القبرِ وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" [١٢].
- "من قرأَ في ليلةٍ بـ الـم تَنْزيلُ الْكِتَابِ . ويس واقتربَتِ السَّاعَةُ. وتبارَكَ الَّذي بيدِهِ الملْكُ. كنَّ لَهُ نوراً وحِرزاً من الشَّيطانِ"، [١٣].
- "ما من أحدٍ من أمَّتي رزقَه اللهُ ولدًا فسمَّاهُ محمدًا وعلَّمَه تباركَ إلا حُشِرَ على ناقةٍ خطامُها من اللؤلؤِ على رأسِه تاجٌ من نورٍ"، [١٤].
- "لو قرأتَ سورة الملك كل يوم قبل النوم تكون ونيسَك في القبر, وتحميك من عذاب القبر إلى يوم القيامة". وفيه: "الفاتحة تمنع غضب الله، وسورة يس تمنع عطش يوم القيامة، وسورة الملك تمنع عذاب القبر، وسورة الكوثر تمنع الخصومة، وسورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت، وسورة الإخلاص تمنع النفاق، وسورة الفلق تمنع الحسد، وسورة الناس تمنع الوسواس". الدرجة: ليس له وجود في كتب الحديث.
- "مَن قرأَ سورةَ {تَنْزِيلُ} السَّجدةِ و {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} فَكأنَّما أحيا ليلةَ القدرِ"، [١٥].
المراجع[+]
- ↑ أسماء سورة الملك, ، "articles.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ سورة الملك, ، "www.e-quran.com"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ تفسير سورة الملك, ، "www.alukah.net"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3068، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 1475، خلاصة حكم المحدث: حسن.
- ↑ سورة تبارك تقي قارئها من عذاب القبر, ، "aliftaa.jo"، اطلع عليه بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ ماصح وما لم يصح في فضائل سورة الملك, ، "saaid.net"، اطلع عليها بتاريخ 13-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 585، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: السيوطي، المصدر: الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 4711، خلاصة حكم المحدث: حسن
- ↑ الراوي: أنس بن مالك و علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، المصدر : ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 1268، خلاصة حكم المحدث: ضعيف
- ↑ الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: ضعيف الترغيب، الصفحة أو الرقم: 888، خلاصة حكم المحدث: ضعيف
- ↑ الراوي: ابن عباس، المحدث: السيوطي، المصدر: الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 14/603، خلاصة حكم المحدث: إسناد واه
- ↑ الراوي: -، المحدث : الشوكاني، المصدر: الفوائد المجموعة، الصفحة أو الرقم: 310، خلاصة حكم المحدث : في إسناده كذاب
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الذهبي، المصدر: ميزان الاعتدال، الصفحة أو الرقم: 4/29، خلاصة حكم المحدث: موضوع
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: السخاوي، المصدر: الأجوبة المرضية، الصفحة أو الرقم: 2/462، خلاصة حكم المحدث: موضوع