نبذة-عن-أبي-القاسم-الزمخشري
علماء اللغة والنحو
عَرف تاريخ الأدب واللغة الكثير من العلماء والدارسين الذين أسهموا في الحفاظ على الشعر والنثر ومصادر اللغة من القرآن والحديث النبوي، ولعلّ من أبرز هؤلاء العلماء الخليل بن أحمد الفراهيدي، الذي أرسى قواعد عروض الشعر العربي، وواضع معجم العين على الترتيب الصوتي لحروف العربية[١]، وكذلك عبد القاهر الجرجاني صاحب نظرية النظم المعروفة والتي وضعت حدًا للخلاف الدامي في النقد بين أنصار المعنى وأنصار اللفظ[٢]، ومنهم أبو القاسم الزمخشري الذي اشتهر بكتابيه الكشاف وأساس البلاغة وكان له فضل لا ينكر في كثير من الدراسات الأدبية والبلاغية.
أبو القاسم الزمخشري
هو جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، وهو من أئمة العلم بالدين والتفسير والأدب واللغة، ولد في زمخشر في تركمانستان سنة 476هـ، نشأ محبًا للعلم منذ صغرهفما إن وصل إلى سن الطلب رحل إلى بخارى لطلب العلم وهناك قطعت رجله، فجعل له رجلًا من خشب يستعين بها في المشي، وقد قال في سبب قطع رجله متندرًا أن ذلك بسبب دعاء والدته عليه وذلك أنه كان يلهو بعصفور في صغره فانفلت منه ودخل في خرق فأخذ يجذبه حتى قطعت رجله فتأثرت أمه بذلك أثرًا شديدًا وماكان منها غير أن تناولته بالدعاء بأن تقطع رجله كما فعل بالعصفور، فلمّا كبُرَ وسار على دابّته طلبًا للعلم سقط عنها فأصيبت واعتورت بما يوجب قطعها، ومن ذلك الوقت كانت بدايته، إذ فتح الله عليه من العلم ما لم يَفتح على غيره من أبناء عصره وبلده، فكان أعلم الفضلاء العجم بالعربية وأكثرهم أنسًا واطّلاعًا، وقد أصبح مضرب مثل في علمه وأدبه وشغفه به وإقباله عليه.[٣]
وقد سافر الزمخشري إلى مكة فجاور بها زمنًا فلقب بجار الله، وتوفي ليلة عرفة سنة 538هـ في جرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة، وقد قيل فيه أنه برع في الآداب وصنف التصانيف وورد العراق وخراسان وما دخل بلدًا إلا واجتمعوا عليه وتتلمذوا له وقد كان علامة نسابة، إلا أنه كان ينتمي إلى المعتزلة في الاعتقاد يسعى جاهدًا لتفسير القرآن وآياته وفق مذهبه، وكان يجاهر في اعتزاله ويجعل المعتزلي لقبًا له، وعلى الرغم من فارسيته إلا أنه كان يفضل اللغة العربية ويعلي من شأنها ويفاخر بها، وبها كان علمه ومؤلفاته، كما كان معارضًا للشعوبية معترفًا بفضل اللغة العربية على الفارسية.[٤]
جهود أبي القاسم الزمخشري
عُرف أبو القاسم الزمخشري بسَعة علمه وأدبه وشغفه به وإقباله عليه، فتفضل على أبناء عصره من العرب والعجم بما اكتسبه من علم ومعرفة في مجال اللغة العربية، وقد خلف آثارًا تشهد بجهوده وتتنوع بين الشعر والتصنيف والتأليف وهي على النحو الآتي:
- المؤلفات:[٥]
- كتب الفقه والتفسير: الكشاف عن حقائق التنـزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، وكتاب الفائق في غريب الحديث، وكتاب الرائض في الفرائض، وكتاب المنهاج في الأصول، وكتاب شقائق النعمان في حقائق النعمان.
- كتب اللغة: كتاب أساس البلاغة، كتاب صميم العربيّة، وكتاب جواهر اللغة، وكتاب أعجب العجب في شرح لامية العرب، وكتاب المستقصى في أمثال العرب، كتاب الأجناس في اللغة، وكتاب الأسماء في اللغة.
- كتب النحو: كتاب المفصل، وكتاب الأنموذج، وكتاب شرح أبيات كتاب سيبويه، وكتاب مقدمة الأدب، وكتاب نكت الأعراب في غريب الإعراب.
- كتب الأدب: أساس البلاغة، وكتاب صميم العربية، وكتاب جواهر اللغة، وكتاب أعجب العجب في شرح لامية العرب، وكتاب المستقصى في أمثال العرب.
- مصنفات أخرى: كتاب الجبال والأمكنة في علم الجغرافيا، وفي أدب الترجمة ألف متشابه أسماء الرواة.
- الشعر: ومنه قوله في العلم والفقهاء:[٣]
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي
- من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربًا لحل عويصة
- أشهى وأحلى من مدامة ساق
وصرير أقلامي على أوراقها
- أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها
- نقري لالقي الرمل عن اوراقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته
- نومًا وتبغي بعذ ذاك لحاقي
ومن أشهر شعره قوله: ألا قل لسعدى أما لنا فيك من وطن
- وما تطلبين النجل من أعين البقر
فإنا اقتصرنا بالذين تضايقت
- عيونهم والله يجزي من اقتصر
مليح ولكن عنده كل جفوه
- ولم أر في الدنيا صفاء بلا كدر
ولم أر إذ غازلته قرب روضة
- إلى جنب حوض فيه للماء منحدر
المراجع[+]
- ↑ "الخليل بن أحمد الفراهيدي"، ar.wikiquote.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "عبد القاهر الجرجاني"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب الزمخشري (2009)، تفسير الكشاف (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار المعرفة، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ "الزمخشري"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-01-2020. بتصرّف.
- ↑ حبيب الله خان، عبد الوهاب جان (2016)، "ابتكارات العلامة الزمخشري في علم البيان خلال أسلوب السؤال والجواب في تفسيره الكشاف "، ايکتا اسلاميکا، العدد 2، المجلد 4، صفحة 221. بتصرّف.