سؤال وجواب

موقع-الكعبة-والنسبة-الذهبية


الكعبة المشرفة

تُعدّ الكعبة بيتَ الله الحرام، وقِبلة المسلمين، ورمزٌ للعبادة، حيث قال الله تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ}،[١] وهي أول بيتٍ وُضِع للناس لعبادة الله تعالى، وقد مرت الكعبة بمراحل عديدة خلال تاريخها الطويل، مبتدئة بتاريخ بنائها في زمن نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، حيث قال الله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}،[٢] ثم استقرت قبيلتي جرهم والعماليق في مكة، وقد تصدع بناء الكعبة أكثر من مرة بفعل السيول، والعوامل المؤثرة في البناء، وكانت كلتا القبيلتين تتوليان إصلاحه، حتى مرت السنين وقامت قريش ببناء الكعبة، وقد مرت الكعبة بأبنية كثيرة عبر التاريخ،[٣] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن موقع الكعبة والنسبة الذهبية، ومكانة الكعبة عند المسلمين.

موقع الكعبة والنسبة الذهبية

إنّ في موقع الكعبة المشرفة إعجازٌ إلهي يدل على وجود الخالق سبحانه وتعالى، فالكعبة المشرفة لا تقع في مركز الكرة الأرضية؛ إلاّ أنّ موقعها معجزةٌ بحد ذاته، وذلك لتحقيقها ما يُعرف بالنسبة الذهبية، فالنسبة الذهبية رقمٌ معين يتم الحصول عليه عندما يتم تقسيم خطٍ معينٍ إلى قسمين، بحيث يكون ناتج قسمة الجزء الكبير منه على الجزء الصغير منه مساويًا لناتج قسمة طول الخط كاملًا على الجزء الكبير منه، وقد ذهب بعض المسلمين إلى القول بأنّ موقع الكعبة المشرفة يُحقق ما يُعرف بالنسبة الذهبية، ويتبين ذلك من خلال تقسيم خريطة دقيقة مسطحة للأرض إلى قسمين بشكلٍ أُفقي، فإنّ الخط الذي يقسم الخريطة يمر من مكة المكرمة، وعند تقسيم الخريطة بشكل عمودي، فإنّ الخط العمودي الذي يقسم الخريطة يقاطع الخط الأفقي السابق في موقع مكة المكرمة، فيكون بذلك موقع الكعبة الموقع الوحيد على الكرة الأرضية الذي يُحقق النسبة الذهبية عرضًا وطولًا.[٤]

مكانة الكعبة

للكعبة المشرفة مكانة عظيمة عند المسلمين، فهي لا تُعظَّم لأحجارها، ولكن لمناقبها العظيمةُ التي اختُصت بها، وقد بيّنت آيات القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية ما للكعبة من عظمةٍ في نفوس المؤمنين، فهي أول بيتٍ وُضِع للناس لعبادة الله، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[٥] وتعظيم الكعبة المشرفة من شعائر الله تعالى، حيث قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}،[٦] وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحجر الأسود، الذي هو جزءٌ من الكعبة: "نزلَ الحجرُ الأسوَدُ من الجنةِ، وهُوَ أشَدُّ بياضًا من اللبَنِ، فسَوَّدَتْهُ خَطايا بنِي آدَمَ"،[٧] وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ما من رجل يهم بسيئة فتكتب عليه إلا أن رجلا لو هم بعدن أبين أن يقتل رجلا بالبيت الحرام إلا أذاقه الله من عذاب أليم".[٨]

المراجع[+]

  1. سورة المائدة، آية: 97.
  2. سورة البقرة، آية: 127.
  3. "تاريخ الكعبة وأطوار بنائها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
  4. "الكعبة ليست مركز للأرض لكن موقعها معجزة بالفعل"، www.ahl-alquran.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية: 96-97.
  6. سورة الحج، آية: 32.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6756، حديث صحيح.
  8. "حرمة الكعبة وتعظيمها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-2-2020. بتصرّف.