سؤال وجواب

معلومات-عن-تمثال-أبو-الهول


مصر والسياحة

تقع جمهورية مصر العربية في الجزء الشمالي من القارة الأفريقية، وفي جنوب غرب قارة آسيا، كما أنها من الدول التي تمتلك مناطق ساحلية مع البحر الأبيض المتوسط الذي يحدها من الجهة الشمالية، كما يحدها البحر الأحمر من جهة الشرق، ومما يزيد من أهمية جهورية مصر العربية وجود عدد كبير من السكان فيها، وتعد القاهرة العاصمة الرسمية لجمهورية مصر العربية، وعلى الصعيد السياحي فإن مصر تعد من الدول السياحية المحورية في العالم، حيث احتضنت أراضيها عبر التاريخ العديد من الحضارات القديمة ومن أبرزها الحضارة المصرية القديمة، وهناك العديد من المعالم التاريخية في مصر ومن أبرزها تمثال أبو الهول وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن تمثال أبو الهول.[١]

تمثال أبو الهول

يعد تمثال أبو الهول من أشهر المعالم التاريخية في جمهورية مصر العربية وفي مدينة الجيزة المصرية على وجه التحديد، ويعود ذلك إلى مظهره الفريد وموقعه المميز بالقرب من أهرامات الجيزة التي تعد من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة جنبًا إلى جنب مع هذا التمثال التاريخي، ويشير العديد من علماء التاريخ والآثار إلى أن هذا التمثال العظيم يعود إلى الحضارة المصرية القديمة وتحديدًا إلى فترة حكم الأسرة الرابعة التي حكمت مصر في ذلك الوقت، وبعضهم يؤرخ ملكية هذا التمثال إلى الملك خفرع أحد الملوك المصريين القدماء.[٢]

وقد عاش الملك خفرع في الفترة الممتدة منذ عام 2575 قبل الميلاد إلى عام 2465 قبل الميلاد، مما يدل على أن هذا التمثال المصري يعد من أقدم التماثيل التي تم نحتها، ويُعتقد أن بناء هذا التمثال جاء من قبل الشقيق الأكبر جدفري لإحياء ذكرى والده خوفو الذي بُني له أكبر الأهرمات المصرية وهو هرم خوفو الأعظم، وقد حظي تمثال أبو الهول بأهمية خاصة عبر العصور المصرية القديمة التي تلت نحته، وبرز ذلك في عصر الأسرة الثامنة عشرة المصرية، بالإضافة إلى فترة نهايات القرن الخامس عشر قبل الميلاد وبدايات القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حيث تم وضع شاهدة بين أقدام التمثال من أجل أداء بعض الطقوس الدينية المصرية الخاصة.[٢]

كما أن هناك بعض الآراء التاريخية المختلفة المتعلقة ببناء تمثال أبو الهول ومن يشبه هذا التمثال في بنائه، فهناك بعض الفرضيات التي تزعم أن هذه التمثال يشبه الملك خوفو، وهناك من يقول بأنه يشبه الملك خفرع، وهناك من يزعم أنه تم بناء التمثال في أساسه من قبل الملك خوفو نفسه[٢]، ويتشابه تمثال أبو الهول اسمه مع أحد التماثيل اليونانية القديمة وهو تمثال أوديب، حيث يعد كلا التمثالين رمزًا لوحوش قديمة تحمل صفاتٍ ودلالاتٍ محددة لكل من بناها، أما موقع تمثال أبو الهول فهو فوق هضبة مدينة الجيزة المصرية.[٣]

طريقة بناء تمثال أبو الهول

إن الطريقة التي تم فيها تشكيل تمثال أبو الهول تدل على عظمة الفن المعماري للمصريين القدماء، حيث تم نحت هذا التمثال بالكامل من صخرة ضخمة من الحجر الجيري التي كانت موجودة في المنطقة، وكانت ضخامة هذا التمثال سببًا في استغراق مدة 3 سنوات حتى اكتمال نحته، حيث يبلغ طول تمثال أبو الهول 73 مترًا، أما ارتفاعه فيبلغ 20 مترًا، لذلك تطلب الأمر أن يُنحت هذا التمثال من خلال 100 عاملٍ على طيلة فترة تشكيله، أما طريقة النحت فكانت باستخدام المطارق الحجرية القديمة والأزاميل المصنوعة من مادة النحاس، وقبل البدء بعملية النحت تم رسم التمثال من خلال مجموعة من الأصباغ القديمة، حيث مثلت هذه الرسومات الهيكل الهندسي البدائي لعملية النحت.[٢]

هدف بناء تمثال أبو الهول

تم بناء تمثال أبو الهول بمواجهة شروق الشمس، حيث تم نحته بشكل كامل من الحجر الجيري لمخلوق غامض يحتوي على صفات مشتركة بين الأسد والإنسان، وذلك بوجود التمثال بجسد أسد جالس أمام قرص الشمس ونحت رأسه على شكل إنسان ملكيّ، حيث يُجسِّدُ الأسد رمز القوة والصلابة، أما رأس الإنسان فيرمز للحكمة،[٤] وكان كل من يزور موقع هذا التمثال يُدهش من الرمزية التي يشير إليها تمثال أبو الهول، وكأن التمثال يقف بالقرب من الأهرامات الثلاثة خوفو وخفرع ومنقرع لحمايتها، حيث رافق هذا التمثال العظيم الأهرامات لآلاف السنين، وقد هدف المصريون القدماء من بناء هذا التمثال أن يكون بمثابة حارس للمقابر والأهرامات والمعابد المصرية القديمة لتبقى في مأمن من اللصوص.[٣]

أسباب تشوُّه تمثال أبو الهول

تؤثر العوامل الجيولوجية والعوامل المناخية بشكل كبير على المعالم التاريخية، ويكون هذا التأثير أكبر كلما امتد العمر الزمني للمعلم التاريخي، حيث تزداد تأثير العوامل الجيولوجية والمناخية مع مرور الزمن، خاصة أن عمر بناء تمثال أبو الهول يقدر بحوالي 4500 عامٍ،[٥] وقد أسهمت عوامل الحت والتعرية في تعرض تمثال أبو الهول لقدر من التآكل في بعض جوانب جسد التمثال من المنطقة السفلية تحديدًا، ولم يقتصر تشويه هذا التمثال المصري العظيم على الخضوع لبعض الظروف الجوية والمناخية والطبيعية، بل طاله التدخل البشري الذي أدى إلى إحداث تشويه في منطقة الرأس من هذا التمثال وتحديدا في منطقة الأنف، حيث تم قطع أنف التمثال ليصبح مشوهًا.[٢]

وهناك عدة روايات تشير إلى أسباب قطع الأنف من هذا التمثال، منها أن جيش نابليون اتخذ من تمثال أبو الهول هدفًا للتدريب وأطلق أحد المدافع باتجاه الأنف، وهناك روايات تاريخية تشير إلى مسؤولية رجل يُدعى محمد صائم وهو من مسلمي القرن الرابع عشر عن ذلك، حيث قام بتشويه منطقة الأنف باعتبار أن التمثال صنمٌ لا ينبغي له البقاء بملامح واضحة حتى لا يُعبد، وتبذل السلطات المختصة جهودًا حثيثة للإبقاء على التراث التاريخي للحضارة المصرية القديمة بما فيها هذا التمثال التاريخي الذي يدل على عظمة الهندسة المعمارية المصرية.[٢]

المراجع[+]

  1. "Egypt Travel Information", www.mapsofworld.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Great Sphinx of Giza", www.britannica.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is the Great Sphinx?", www.thoughtco.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  4. "The Pyramids of Giza and the Great Sphinx", www.adventure.howstuffworks.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
  5. "Egypt's Top 10 Ancient Sights", www.tripsavvy.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.