سؤال وجواب

معلومات-عن-النمر-العربي


النمور

النمور قطط كبيرة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأسود، وهي حيوانات آكلة للّحوم من الثديّات تتبع لفصيلة السنوريّات[١]، وهي القطط الكبيرة الأكثر انتشارا في العالم، مع أراضيها التاريخية التي تمتد عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، فهي قوية وقابلة للتكيّف، وقادرة على العيش في كل مكان من الصحاري الجافّة في شبه الجزيرة العربية إلى غابات جاوة المزدحمة، وتصطاد النمور مجموعة كبيرة من الفرائس بالمقارنة مع الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة الأخرى، وفي عام 1996، تم اعتبار ثماني سلالات من النمور فقط على أساس تحليل الميتوكوندريا، وكشف التحليل اللاحق عن سلالة سارية صالحة هي النمر العربي، ومنذ عام 2017، تم اعتبار ثماني سلالات، وهي سلالة النمر العربي والأفريقي والهندي والفارسي والجاوي والسريلانكي والياباني والآموري[٢].

خصائص النمر العربي ومميزاته

الاسم العلمي للنمر العربي هو Panthera pardus nimr، وهي من سلالات النمر الأصليّة لشبه الجزيرة العربية، وقد أُدرجت ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة منذ عام 1996، وهي قائمة للحيوانات المهددة بالانقراض بشكل خطير، حيث قُدّر أنّ أقل من 200 نمر عربي برّي كان على قيد الحياة في عام 2006، والنمور العربية هي أصغر سلالات النمور، وتم التأكيد من خلال التحليل الوراثي على أنّها نوع فرعي متميز من النمور البرّية في جنوب شبه الجزيرة العربية، والذي بدا أكثر ارتباطًا بالنمر الأفريقي[٣].

يتنوّع لون الفراء المرقّط بشكل يشبه الزهرة للنمر العربي من الأصفر الباهت إلى الذهبي الباهت أو الداكن أو الرمادي، ويبلغ طول الذكور مع الرأس 182-203 سم، ويزن حوالي 30 كجم، وطول الأنثى 160-192 سم، وتزن حوالي 20 كجم، والنمر العربي أصغر من النمر الإفريقي والنمر الفارسي، وبالرغم من أنّ المعلومات عن بيئة وسلوك النمور العربية شحيحة، فقد لوحظ أنّها تتكاثر في شهر آذار، وبعد فترة حمل تبلغ 13 أسبوعًا، تلد الإناث من 4-2 أشبال في كهف وسط الصخور أو في العرين، ويولد شبل النمر العربي بعيون مغلقة تفتح بعد 9-4 أيام، ويسمح لها بالخروج خارج العرين بعد أن تبلغ الشهر، وتبلغ الفطام بعمر ثلاثة أشهر، وتبقى مع والدتها لمدة تصل إلى عامين[٣].

النمور العربية في الغالب حيوانات ليليّة، ولكن يمكن أحيانًا ملاحظتها في وضح النهار، وهي تجيد السباحة وتفضل أنواع الفرائس الصغيرة إلى المتوسطة، وعادةً ما تخزّن جثث الفرائس الكبيرة في الكهوف أو العرائن ولكن ليس الأشجار، وتشمل أنواع الفرائس الرئيسة الغزال العربي والوعل النّوبي والأرانب والماعز البرّي والنيص، والقنفذ الإثيوبي، والقوارض الصغيرة، والطيور، ونظرًا لأنّ عدد هذه الفرائس قلّ بشكل ملحوظ بسبب السكان المحلييّن، تضطر النمور العربية إلى تغيير نظامها الغذائي إلى فرائس ومواشي أخرى مثل الماعز والأغنام والحمير والجمال الصغيرة[٣].

الاختلافات بين النمر العربي و النمور الأخرى

لا توجد فروقات كثيرة بين سلالات النمور المختلفة، الاختلاف الأساسي يكمن في موطن كل سلالة، وتنسب كل سلالة إلى الموطن الذي تعيش فيه، وتتمايز أنواع النمور من حيث صفات الفراء، فالنمور الأفريقية والصينيّة ونمور الجاوة تمتاز بوجود لون الفراء الأسود، بينما لا يوجد فراء بلون أسود لسلالات النمر العربي وكذلك حجم النمر العربي أصغر، وتختلف سلالة نمر الآمور عن سلالات النمور الأخرى من خلال فراءها السميك المغطى بالبقع والتي تناسب المناخ البارد حيث تعيش هذه النمور، أمّا النمور السريلانكية فهي تمتاز بلون فراء أصفر فاتح أو صدئ مع بقع على شكل زهور وبقع داكنة، ويمكن أيضًا التمييز بين أنواع النمور المختلفة عن طريق حجم الرأس والأنف بالاضافة إلى السرعة وشدّة الصوت[٤].

النطاق الجغرافي للنمور العربية

يقتصر تواجد النمور العربية على شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء في مصر، وتعيش النمور العربية في المرتفعات والسهول الجبلية، ونادرًا ما تعيش في السهول أو الصحراء أو الأراضي المنخفضة الساحلية، وحتى أواخر ستينيات القرن العشرين، كانت النمور العربية تتواجد على نطاق واسع في الجبال على طول سواحل البحر الأحمر وبحر العرب، ومنذ أواخر التسعينيات، لم يتم تسجيل تواجد للنمور العربية في مصر، أما في المملكة العربية السعودية، فتشير التقديرات إلى أنّ موائل النمور العربية قد انخفضت بنحو 90٪ منذ بداية القرن التاسع عشر، وتم التأكد من أربع مشاهدات في موقع واحد في جبال الحجاز وثلاثة مواقع في جبال عسير، ولم يُسجّل أي نمر خلال مسح الفترة من 2002 إلى 2003، على الرغم من أنّ النمور العربية محميّة رسميًّا في البلاد[٣].

في دولة الإمارات العربية المتحدة، شوهد النمر العربي لأول مرة في عام 1949 في جبل حفيت، والوضع الدقيق للنمور العربية في البلاد غير واضح، إما منقرضة أو نادرة جدًا في المنطقة الشرقية، حيث يتم الإبلاغ عن مشاهد متقطعة في أماكن مثل وادي الوريعة ومناطق جبل حفيت وجبال الحجر، وفي اليمن، كان النمر العربي يتواجد سابقًا في جميع المناطق الجبلية في البلاد، بما في ذلك المرتفعات الغربية والجنوبية شرقًا إلى الحدود مع عُمان، لكن ومنذ أوائل التسعينات، تعتبر النمور نادرة وقريبة من الانقراض بسبب الاضطهاد المباشر من قبل السكان المحليين ونضوب الفريسة البرية، وفي الأردن تعود آخر رؤية مؤكدة للنمور إلى عام 1987، وفي فلسطين يعتبر النمر العربي منقرضًا منذ عام 2017[٣].

أمّا سلطنة عُمان فيتواجد فيها أكبر عدد للنمور العربيّة في الوقت الحالي، إذ تعتبر سلسلة جبال ظفار جنوب شرق البلاد ومحمية جبل سمحان الطبيعية من أفضل موائل النمور العربية، بسبب التضاريس الوعرة التي توفر ملاجئ وظلًّا وتجمعات مياه، وهي تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من أنواع الفرائس البريّة، لا سيّما في الجرُف والأودية الضيقة[٣].

خطر انقراض النمور العربية

أظهرت أكثر دراسة شمولًا حول العالم حتى الآن للنمور، أنّ فصيلة القطط الكبيرة تشغل الآن ما بين 25 و 37 بالمائة فقط من مجموعتها التاريخية وفقًا لتقرير صادر عن فريق من العلماء في مجلة PeerJ Wednesday، وعلى الرغم من أنّ النمور تتواجد بشكل جيد نسبيًّا في أجزاء من أفريقيا والهند، فإنّ بعض الأنواع الفرعية التسعة في مناطق أخرى وبالأخص النمور العربيّة، شهدت انخفاضًا حادًّا بأكثر من 90%، وممّا يزيد الأمر سوءًا، أنّ حوالي 17% فقط من النمور محميّة بالقانون، مع نسب مئوية أقل للأنواع الفرعيّة الأكثر تعرضًا للخطر مثل النمور العربيّة، ولقد انخفضت أعداد القطط الكبيرة في غرب وشمال أفريقيا، وتمّ القضاء عليها تقريبًا من معظم شبه الجزيرة العربية والصين، إذ إنَّ ستة من الأنواع الفرعية التسعة من النمور هي الآن مهددة بالانقراض، ويقول أندرو جاكوبسون صاحب الدراسة: "وجدنا أنَّ العديد من مجموعات النمور أصبحت مهددة أكثر بكثير مما كان يعتقد الناس"[٥].

المراجع[+]

  1. "Leopard", www.wikiwand.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  2. "Leopard", www.nationalgeographic.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Arabian leopard", www.wikiwand.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  4. "What are the differences between the Arabian leopard, the African leopard, and the Asian leopard?", www.quora.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.
  5. "Leopards Have Lost Three-Fourths of Their Territory", www.nationalgeographic.com, Retrieved 19-12-2019. Edited.