سبب-تسمية-منكر-ونكير-بهذا-الاسم
الإيمان بفتنة القبر
إنّ الحديث في سبب تسمية منكر ونكير بهذا الاسم يستوجب الكلام حول الإيمان بفتنة القبر، وأنّ هذا الأمر من الأمور المسلّمة عند أهل السنة والجماعة، فقد أجمعت الأمّة على ثبوت هذا الأمر العظيم لكل إنسان، وإنّ الإيمان بفتنة القبر يتضمن الإيمان بسؤال الملكين"منكر ونكير" للإنسان ثلاثة أسئلة؛ وهي من ربك، وما دينك، وما النبي الذي بُعث فيك، كما جاء ذلك في حديث البراء بن عازب المشهور وغيره، الإيمان بعذاب القبر ونعيمه؛ فيُندبُ حينئذ بيان هذه المسألة العظيمة التي اتفق المسلمون على ثبوتها وأنّها من الأمور الغيبية التي يجب تلقيّها بالقبول والاستسلام والإنقياد؛ فقد دلّ القرآن والسنة والإجماع على أنّ عذاب القبر ونعيمه واقع على كل من مات سواء دُفن أم لا أو أُغرق أو حُرّق أومُزق أو أكلته السباع، فعذاب القبر ونعيمه واقع على روحه وجسده معاً، وسيطرح هذا المقال سبب تسمية منكر ونكير بهذا الإسم.[١]
سبب تسمية منكر ونكير
إنّ التعليلات في ديننا الحنيف تنقسم إلى أمور من الدين معروفة أو أحكام وأمور مسلّمة الواجب فيها التسليم والإذعان، وإنّ سبب تسمية منكر ونكير بهذا الإسم قال بعض العلماء السبب فيها؛ أنّ الميت لا يعرفهما فينكِرْهما، وقد جاء في حديث رواه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ - أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ: لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ"[٢][٣]
أسباب الثبات عند سؤال الملكين
إنّ أقوى ما يمّلكه الإنسان من أسباب الثبات في القبرعند سؤال الملكين هو: تحقيق شهادة التوحيد الخالص لله رب العالمين بالإتيان بشروطها والعمل بمقتضاها وذلك لحديث رواه البخاري عن البراء-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذَا أُقْعِدَ المُؤْمِنُ في قَبْرِهِ أُتِيَ، ثُمَّ شَهِدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فَذلكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ} حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بهذا - وزَادَ - {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} نَزَلَتْ في عَذَابِ القَبْر"[٤]، فعلى المسلم أن يحرص دائماً أن يصحح إيمانه بتحقيق التوحيد الخالص لله، واجتناب الشرك كله صغيره وكبيره، دقيقه وجليّه، وأن يبتعد كل البعد عن المعاصي عمومًا، وأن يدعو بالدعاء المأثورعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عن شهر بن حوشب أنه قال: قُلتُ لأمِّ سلمةَ : يا أمَّ المؤمنينَ ما كانَ أَكْثرُ دعاءِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا كانَ عندَكِ ؟ قالَت : كانَ أَكْثرُ دعائِهِ : يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ قالَت : فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ؟ قالَ : يا أمَّ سلمةَ إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ ، فمَن شاءَ أقامَ ، ومن شاءَ أزاغَ . فتلا معاذٌ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا"[٥][٦]المراجع[+]
- ↑ "الإيمان بفتنة القبر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1071، حسن غريب.
- ↑ "ما اسم الملكين اللذين يسألان الميت؟"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 1369، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن شهر بن حوشب، الصفحة أو الرقم: 3522 ، صحيح.
- ↑ "العامل بمقتضى الشهادتين يرجى له الثبات عند سؤال الملكين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.