حكم-تشقير-الحواجب-بالليزر
محتويات
تشقير الحواجب
تلجأ النساء أحيانًا إلى تغيير لون الحواجب إلى اللونِ الأشقر بطرقٍ عدّة، وهي طرق تجميليّة يستخدمنَ فيها جهاز الليزر أو الصبغة أو الأكسجين لتشقير شعر الحواجب، وقد يخلط البعض بين إزالة شعر الحواجب أو ما يُعرف بالنّمص، وبين التشقير، ففي النمص تقوم المرأة بإزالة بعض شعر الحاجب أو كامله، أما التشقير فلا تتمّ فيه إزالة للشعر وإنما تغيير في لونه، بحيث يتحوّل لون الحاجبين إلى اللون الأشقر الذي يكون عادة مُقاربًا للون الجسم، وقد تُشقّر المرأة جميع الحاجب أو قد تُشقّر طرفه العلوي وطرفه السفلي ليُصبح دقيقّا من المنتصف، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم تشقير الحواجب بالليزر، أما التشقير لا تتم فيه إزالة للشعر وإنما تغيير في لونه، بحيث يتحوّل لون الحاجبين إلى اللون الأشقر الذي يكون عادة مُقاربًا للون الجسم، وقد تُشقّر المرأة جميع الحاجب أو قد تُشقّر طرفه العلوي وطرفه السفلي ليُصبح دقيقًا من المنتصف، وفي هذا المقال سيتم ذكر حكم تشقير الحواجب بالليزر.
حكم تشقير الحواجب بالليزر
يختلف حكم تشقير الحواجب باختلاف نوع التشقير الذي تقوم به المرأة وطريقته، النوع الأول: تقوم به المرأة بصبغ الحواجب بلون غير اللون الأصليّ، حيث تستخدم جهاز ليزر مخصّص لهذا فيتغيّر لون شعر الحواجب إلى اللون الأشقر، وهنا الحكم جائز، ولا يوجد أي دليل على منع هذا، والنوع الثاني: أن تقوم المرأة بصبغ طرفي الحاجب، أي من الأعلى والأسفل بحيث تظهر الحواجب رفيعة ورقيقة ومرسومة؛ لأنّ الطرفيْن العلوي والسفلي أصبحا غير ظاهرين وهذا يُشبه النمص في القصد منه، أي ترقيق الحاجب وتخفيفه وتغيير في مظهره، والنوع الثالث: أن تقوم المرأة بصبغ الحواجب بشكل كامل بلون شبيه بلون الجلد، ثم تُعيد رسم الحواجب بقلم كحل، وقد قال العلماء حول النوعين الثاني والثالث أن حكمهما غير جائز؛ لأنّ هذا يُشبه النمص وفيه تغيير لخلق الله تعالى وزيادة في الحُسن الذي يجب أن لا يظهر، ولذلك حكمه مُحرّم مثل حكم النمص ويُصبح الأمر أشدّ تحريمًا إذا كان فيه تشبّه بالكفار وتقليدًا لهم، أو إن كان عمله فيه ضرر على الجسم أو الشعر كأن يُسبب تحسس البشرة أو سقوط شعر الحواجب، والدليل على هذا الحديث الشريف: "لعنَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- الواشِماتِ، والمستَوشِماتِ، والمتنمِّصاتِ، والمتفلِّجاتِ للحُسن، المغيِّرات لخلق اللَّه" [١]، ويُقاس على هذا جميع الأمور التي تُتخذ للتزيين وتغيير خلق الله، ويتبيّن مما تقدّم أنّ تشقير الحواجب إذا كان فيه طلبًا للزينة يكون حكمه مثل حكم النمص المنهي عنه، إذ إنّ تشقير الحواجب لمجرّد التشقير ليس محرمًا، لكنّه يُصبح محرمًا إذا كان يُراد به نفس هدف النمص وهو إظهار الحُسن. [٢]
حكم تشقير الحواجب بشكل عام
حكم تشقير الحواجب بشكل عام، أي بقصد صبغها باللون الأشقر فقط جائز ولا شيء فيه، ويشمل هذا شقير الحواجب بجهاز الليزر أو بالأكسجين أو بالصبغة، أمّا إذا كان هذا التشقير قد يُسبب سقوط شعر الحواجب فالواجب عدم القيام به، أمّا إزالة شعر الوجه أو الذقن أو الخدّين أو الجبين بالنسبة للمرأة جائز، وبالمقابل فإنّ نتف شعر الحواجب أو إزالة شيء منه فهو غير جائز، لذلك فإنّ تشقير الحواجب المسبب لسقوط الشعر غير جائز، أما تشقير الحواجب لمجرّد تغيير لونهما بشكل كامل فهو جائز، وبهذا تكون الخلاصة بأنّ تشقير الحواجب دون نتف أو قص أو حلق جائز برأي جمهور العلماء، [٣]، أما حكم نتف شعر الحواجب حرام، ويُطلق هذا الفعل اسم النمص الذي ذُكر سابقًا، أما شعر الشارب بالنسبة للمرأة فلا حرج من إزالته، وحكم إزالة الشعر بين الحاجبين فهو جائز، وذلك لأنّ الشعر في هذه المنطقة ليس من شعر الحواجب، لذلك يجوز لها إزالته، ويشمل هذا أيضًا باقي شعر الجسم، حيث يجوز لها إزالة شعر الجسم أو تشقيره، لكن لا يجوز إزالة شعر الحواجب. [٤]
هل التشقير يبطل الوضوء
مثلما تبيّن من حكم تشقير الحواجب أنّ العلماء حددوا ما يجوز في التشقير وما لا يجوز، فالبعض منهم أجازوا حالات معينة منه، والبعض لم يجزه، أما بالنسبة إلى الاستفسار حول أن التشقير يُبطل الوضوء أم لا، فمن المعروف أنّ وضع شيء يمنع وصول الماء على أعضاء الوضوء لا تصحّ معه الطهارة، أمّا ما لا يمنع وصول الماء فالطهارة معه صحيحة، وبهذا يكون الوضوءُ صحيحًا، وبالنسبة لتشقير الحواجب فإن بقي شيء من مادّة التشقير التي صُبغت بها الحواجب بحيث يكون لهذه المادة قدرة على حجب وصول الماء للحواجب، فإن الوضوء لا يصح معه، أمّا إذا أُزيلت بقايا المادّة التي تمّ بها التشقير ولم يبقَ منها إلا اللون أو الصبغة فقط فإن الوضوء يُعدّ صحيحًا لأنّ لون التشقير لا تأثير له ولا يحجب الماء، إذ إنّه وبحسب علماء الاختصاص في هذا الموضوع فإنّ تفتيح لون الحواجب باستخدام الأكسجين أو جهاز الليز يُعدّ تغييرًا للون فقط، وليس هناك أي طبقة تحول دون وصول الماء إلى البشرة أو الشعر، وهذا يعني أنّ تشقير الحواجب لا يُؤثر على الطهارة، ولا يُبطل الوضوء، وهذا يُقاس أيضًا على حناء اليدين والرجلين والشعر والأظافر، فالخضاب أو الحناء مثلًا لا يبطل الوضوء، وهذا يشمل أيضًا جميع الأصباغ التي لا يُمكن حفّها أو حكّها عن الجلد، ولا تُشكل طبقة عازلة عليه مثل: المناكير الذي يُبطل الوضوء، أمّا التشقير فلا يُبطل الوضوء. [٥]
حكم تشقير الحواجب بالليزر
في هذا الفيديو، يوضّح فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح حول حكم تشقير الحواجب بالليزر. [٦]
المراجع[+]
- ↑ الصفحة أو الرقم: 1631، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ التشقير ( تعريفه - حكمه ), ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-8-2018، بتصرّف.
- ↑ حكم تشقير الحواجب بجهاز يؤدي لسقوط الشعر, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 10-8-2018، بتصرّف.
- ↑ ما هو الشعر الذي يجوز إزالته والشعر الذي لا يجوز إزالته ؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-8-2018، بتصرّف.
- ↑ هل يمنع تشقير الحاجبين من صحة الطهارة ؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-8-2018، بتصرّف.
- ↑ حكم تشقير الحواجب بالليزر, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-8-2018