سؤال وجواب

موضوع-تعبير-عن-الربيع


الربيع

الربيع فصل التجدد والحياة، وفصل الخُضرة والجمال، ففيه تتزين الأرض وترتدي ثوب زهورها وتظهر بأجمل حلةٍ لها وكأنها عروسٌ أفاقت من نومها العميق، ففي الرَبيع يُصبح اللون الأخضر سيد الألوان، وتُصبح الأشجار فيه يانعةً مزهرةً وكأنها تصحو من نومها العميق، أما الأزهار فتفوح رائحة عطورها، وتظهر ألوانها الزاهية لتبهج العين والنفس، لتعلن أن فصل الحياة قد بدأ، وأن الأرض قد استيقظت من سباتها العميق.

يمثل الرَبيع حالةً من الفرح بين الفصول، فهو أكثر الفصول بهجةً، كما أنه أكثر فصلٍ يشهد الخصب وتجدد الحياة، فالطيور تصنع فيه أعشاشها، والحيوانات تصحو من سباتها، أما الطيور المهاجرة فتبدأ بالعودة فيه إلى أوطانها، فهو فصلٌ يجمع ولا يفرق، ويزيد ولا ينقص، ويجعل القلب ينفض عنه غبار الفصول السابقة وما فيها من بردٍ لاسع، وحرٍ شديد، وجفاف وذبول.

في الرَبيع تظهر الشمس خجولةً وكأنها تظهر للملأ لأول مرة، فهي إما مستترةً خلف غيماتٍ رقيقة وحنونة، وإما متسللةً تُرسل أشعتها الخفيفة لتنعكس على خضرة الشجر ولون الورد، فشمس الربيع تختلف عن كل شموس الفصول الأخرى، فهي شمسٌ حنونة، تجعل الدفء اللذيذ يتسلل إلى أعماق القلب، وتمنح للروح طاقةً تجدد فيها الأمل والتفاؤل، وتطرد عنها اليأس والذبول.

يتميز الربيع بأنه أكثر الفصول إلهاماً للشعراء والأدباء، فهو أكثر فصلٍ وصفته قصائد الشعراء، وتغزلت به نصوص الأدباء، وشبهوا به حبيباتهم في الحسن والألوان والبهجة، حتى أصبح الربيع مثل سلمٍ موسيقي يتغنى بذكره الجميع، ويجعلون منه قاعدةً يرتكزون عليها لذكر المحاسن والجمال، فالربيع هو الأمل والفرح والتفاؤل، وهو الذي يشحن القلب بطاقة الحب ويدفعه باتجاه كل ما هو رائع وجميل، فيكفي أن فيه تنطلق زقزقات العصافير وتغريدات البلابل وحفيف الشجر، وخرير الماء والجداول.

يقول الشاعر القديم في وصف جمال وروعة الربيع: "أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً .... من الحسن حتى كاد أن يتكلما"، فيا له من فصلٍ يمتلئ بالطاقة الإيجابية ويعزز عند النفس روح الحب والعمل والإرادة، ويجعل من الحياة أكثر جمالاًـ فبمجرد أن تُعلن الدنيا ميلاد فصل الربيع، تنتشر الفراشات ذات الألوان البديعة تطير منتشيةً من زهرةٍ إلى زهرة، لتعلن أن الربيع هو فصل الانطلاق والخصب والورد والثمار، ورغم أن لكل فصل من فصول العام خصوصية يتميز بها، إلا أن خصوصية فصل الربيع تبقى هي الأقرب إلى القلب، فلا شمسه تحرق، ولا برده يلسع، وإنما هو فصلٌ حنون يُغدق علينا بكرمه الذي حباه الله تعالى به ليمتعنا بأجمل ما في الطبيعة.

ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي لتعلم كتابة موضوع تعبير بطريقة احترافية في دقيقة واحدة: