أجمل-جزر-اليونان
محتويات
اليونان
رسميًا تُعرف اليونان بالجمهورية الهيلنية، وهي دولة برلمانية موحدة تقع جنوب شرق أوروبا، حيث تقع على الطرف الجنوبي لشبه جزيرة البلقان، وعند مفترق الطرق بين القارات الثلاث أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتشترك في الحدود البرية مع ألبانيا من الشمال الغربي ومقدونيا الشمالية وبلغاريا من الشمال وتركيا من الشمال الشرقي، وتمتلك اليونان أطول خط ساحلي على حوض البحر الأبيض المتوسط وخط الساحل الحادي عشر في العالم بطول 13676 كم، يضم العديد من الجزر 227 منها مأهول، وتعد اليونان مهد الحضارة الغربية، فهي مهد الديموقراطية، والفلسفة الغربية، والعلوم السياسية، والأدب الغربي، والمبادئ العلمية، والدراما الغربية، والتاريخ، والرياضية الرئيسة، خصوصًا الألعاب الأولومبية، وفيما يأتي سيتم التطرق لأجمل جزر اليونان وأجمل ما يُميزها.[١]
أجمل جزر اليونان
تضم اليونان العديد من الجزر الجميلة الساحرة التي تخطف أنظار جميع من يزورها، حيث يصفها الكثيرون بأنها جنة عجيبة وغريبة، وتُعد الوجهة المفضلة للكثير من السياح في العالم، وفيما يأتي سيتم استعراض أجمل جزر اليونان الرائعة:[٢]
جزيرة كورفو
تقع في البحر الأيوني، وهي أحد الأماكن المعتمدة من قبل اليونسكو، وتعد من أجمل جزر اليونان وأعرقها، حيث تضم قرى منحوتة على يد البيزنطيين والبريطانيين على حدٍ سواء، بالإضافة إلى ذلك فهي تمتلك مزيجًا ساحرًا بين الرمل والخلجان المغطاة بالحصى، والمنحدرات المنحنية الملتفة والمزينة بقمم من الأشجار الورقية.[٢]
جزيرة كريت
تُعد الجزيرة أحد أجمل جزر اليونان وأشهرها، وهي عبارة عن خليط من الموانئ القديمة المتهالكة، والمدن الساحرة الواقعة على ميناء البندقية، وبساتين الزيتون شديدة الخضرة، والتلال اللامعة، والشواطئ البرية الوعرة بالإضافة إلى العديد من الأماكن الشاطئية التي تشتهر بإقامة الحفلات الصاخبة والحيوية.[٢]
جزيرة ديلوس
جزيرة ديلوس هي أحد أجمل جزر اليونان، وأكثرها أهمية، حيث تقع مساحات شاسعة من أراضيها تحت عنوان اليونسكو للتراث، كما تُعد موطن للحفريات الأثرية، التي تُجسد بقايا الماضي اليوناني، وبالإضافة لجمال الطبيعة في الجزيرة يوجد فيها متحف أثري يسرد التاريخ الأسطوري لها باعتبارها مسقط رأس أبولو وأرتميس، وقلب الإمبراطورية الأثينية لدليان.[٢]
جزيرة سانتوريني
تحتل جزيرة سانتوريني المراتب الأولى في قائمة أجمل جزر اليونان، حيث يقصدها الكثير من السيّاح للتمتع بجمال مباني الجزيرة الأزرق والأبيض، وتسلق الجبال البركانية، واستكشاف مواقع الغوص الشهيرة فيها، والاستمتاع بالمياه المتلألئة، بالإضافة إلى زيارة المواقع التاريخية الرائعة كمتحف ثيرا ما قبل التاريخ.[٢]
تاريخ اليونان
يُعد تاريخ اليونان تاريخًا طويلًا حافلًا بالكثير من الإنجازات والتحولات السياسية والاقتصادية والجغرافية، وسيتم التطرق لبداية التاريخ اليوناني، حيث يعود تاريخ أول وجود على أسلاف البشر في البلقان إلى 270000 سنة قبل الميلاد، حيث عثروا عليه في كهف بترالونا في مقاطعة مقدونيا الشمالية، وهناك أدلة ممثلة تدل على معاصرة اليونان لجميع المراحل الثلاث من العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الميزوليتي، والعصر الحجري الحديث، مما جعلها الموطن الأول للحضارات المتقدمة في أوروبا، ومهد الحضارة الغربية، بدءًا من الحضارة السيكلادية في جزر بحر إيجه في سنة 2300 قبل الميلاد، ومرورًا بحضارة المينوا في جزيرة كريت الممتدة خلال الفترة 2700-1500 سنة قبل الميلاد، وحضارة الميسينيين الممتدة خلال 1600-1100 قبل الميلاد.[١]
امتلكت هذه الحضارات اليونانية الكتابة حيث كان الكتاب المينويون يكتبون بخط غير مفكك مبتكر من أشكال يونانية يُعرف باسم Linear A ، و Mycenaeans in Linear B، واستوعب الميسينيون تدريجيًا المينويين ولكنهم خلال فترة الاضطرابات الإقليمية المعروفة باسم انهيار العصر البرونزي عام 1200 قبل الميلاد انهاروا، لتبدأ بعدها عصور الظلمة في اليونان، والتي غابت عنها السجلات المكتوبة، وعلى الرغم من أن النصوص الخطية B المكتشفة مجزأة للغاية، وغير كافية لإعادة المشهد السياسي ودعم وجود دولة أكبر في اليونان، إلا أن السجلات الحيتية والمصرية تُشير إلى وجود دولة واحدة تحت ملك عظيم مقره في اليونان القريبة.[١]
انتهت العصور المظلمة في اليونان كما هو مُؤرخ في عام 776 قبل الميلاد، وهو عام أول دورة أولمبية أقيمت فيها، ومع نهاية العصور المظلمة ظهرت العديد من الممالك ودول المدن عبر شبه الجزيرة اليونانية، والتي امتدت إلى شواطئ البحر الأسود وجنوب إيطاليا وآسيا الصغرى، حيث وصلت هذه الدول ومستعمراتها إلى مستويات كبيرة من الرخاء والحضارة، أدت إلى ازدهار ثقافي لم يسبق له مثيل، مثل اليونان الكلاسيكية الذي جُسدت في الهندسة المعمارية، والرياضيات، والعلوم، والدراما، والفلسفة، ووصلوا إلى إنشاء أول نظام حكم ديمقراطي في العالم في أثينا في عام 508 قبل الميلاد على يد كليثينيس.[١]
بحلول عام 500 قبل الميلاد سيطرت الإمبراطورية الفارسية على دول المدن اليونانية في آسيا الصغرى ومقدونيا، وامتد الحكم الفارسي ليشمل ولايات اليونان القارية عام 490 قبل الميلاد، حيث شكلت دول المدن اليونانية على إثرها الرابطة الهيلينية في عام 481 قبل الميلاد؛ لتحرير اليونان من الحكم الفارسي، وكان لهم ذلك، حيث كانت الانتصارات اليونانية حاسمة في عامي 479 و480 قبل الميلاد، مما أدى إلى انسحاب الفرس من جميع الأراضي اليونانية وتولي أثينا وسبارتا قيادة اليونان بعدها، وتعد هذه أحد الانتصارات المحورية في تاريخ العالم، حيث تلتها 50 عام سُمي بالعصر الذهبي لأثينا، وهي الفترة الأساسية لليونانية القديمة التي وضعت العديد من أسس الحضارة الغربية.[١]
بعد العصر الذهبي مرت اليونان بالعديد من صراعات الوحدة السياسية الداخلية بين مدنها، وكانت كل فترة تسيطر مدينة على الحكم، وظل التفكك الداخلي موجود إلا أن حكم إلكسندر الثالث وقام بتوحيدها، وقام بغزو الإمبراطورية الفارسية مع القوات المشتركة عام 334 قبل الميلاد، وحقق انتصارات كبيرة، ليخلق بذلك واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، حيث أصبحت تمتد اليونان في عهده حتى الهند، ولكن بعد وفاته عادت وانقسمت الإمبراطورية العظيمة لعدة مماليك مفرقة، وبالرغم من ذلك أدى امتداد اليونان في عهد ألكسندر الثالث إلى الحضارة الهلنستية، ونشرت اللغة والثقافة اليونانية في جميع المناطق التي غزاها، وبلغت العلوم والتكنولجيا والرياضيات ذروتها خلال الفترة الهلنستية، ثم تعاقبت عليها العديد من مراحل الإزدهار والظلمة بحسب الحضارات التي توالت عليها، إلا أنها وبالرغم من عدم ثبات استقرارها أسست مهدًا للحضارات الغربية وثقافة لا مثيل لها على الإطلاق في تاريخ العالم.[١]
الثقافة في اليونان
تأثرت الثقافة اليونانية بالعصور الوسطى ويظهر ذلك جليًا عبى الفن المعماري المنتشر في الكنائس والقلاع، والمدرجات، والمباني في أجمل جزر اليونان، وغيرها، كما أثرت العصور الوسطى على هيكل الأسرة القوي، حيث ساهمت هذه الثقافة المتوارثة بانخافض معدل الجريمة في اليونان، وبانتشار الأسر الممتدة والتزام أفرادها بتقديم الدعم المتبادل لبعضهم البعض، حيث بقيت هذه الثقافة منتشرة حتى وقتنا الحالي مع وجود اختلافات طفيفة حيث تم تأسيس الزواج المدني بجانب الزواج الديني بعد الحرب العالمية الثانية، وتم تقييد الوضع المهيمن للآباء في الأسرة، وتم إلغاء نظام المهر، وحتى الآن يوجد العديد من المؤسسات الصغيرة التي تديرها العائلات، حيث تُهيمن العشائر المتماسكة بإحكام على قطاع الصناعة، الأمر الذي يقف عائقًا أمام التحديث.[٣]