مظاهر-تكيف-الدب-القطبي-في-المناطق
محتويات
الدب القطبي
الدببة القطبية هي من الثدييات آكلة اللحوم، موطنها الدائرة القطبية الشمالية، والتي تشمل المحيط المتجمد الشمالي والمحيطات المحيطة به والكتل الأرضية، وهي حيوانات كبيرة يصل وزن الذكر منها إلى 772-1543 باوندًا، أما الأنثى فوزنها نصف وزن الذكر، فالدببة القطبية هي أكبر الحيوانات الآكلة للحوم في العالم، والفقمة هي وجبتها الأساسية، وهي تولد على الأرض لكنها تقضي معظم حياتها في البحار الجليدية الباردة ويوجد العديد من مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة التي تساعدها على العيش في هذه الظروف[١].
ظروف عيش الدب القطبي
يعيش الدب القطبي في بيئة باردة جدًا حيث يقع القطب الشمالي ويعيش في هذه البيئات العديد من الحيوانات مثل ذئب القطب الشمالي وطائر البطريق، فإذا أراد أي أحد السفر إلى هناك سيحتاج الكثير من التجهيزات مثل الملابس الصوفية الثقيلة والجوارب والقبعات الدافئة، حيث تبلغ درجة الحرارة في القطب الشمالي 29 درجة سيليسيوس تحت الصفر في الشتاء و 32 درجة سيليسيوس في الصيف، ومتوسط درجة حرارة المحيط المتجمد الشمالي 29 درجة، أما في الشتاء فتنخفض إلى 28 درجة تحت الصفر فتبدأ مياه المحيط بالتجمد، وهناك العديد من مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة القاسية لدرجة أنّه لا يحتاج إلى سترة خفيفة حتى[٢]!
مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة
يوجد هناك العديد من المظاهر التي تساعد الدب القطبي على التكيف في المناطق ذات البرد القارص، وتتنوع هذه المظاهر بحيث تشكل نظام دفاع كامل ضد درجات الحرارة المتجمدة[٢]، وتظهر هذه المظاهر من خلال:
الأقدام والأنف
الدب القطبي سباح ماهر؛ فهو يصطاد فرائسه التي في البحر عن طريق السباحة ويساعده في ذلك أقدامه الكبيرة المكففة جزئيًا، فهو يستخدم هذه الأقدام لدفع نفسه في الماء، وهذه الأقدام مغطّاة بالفراء فتبقى أقدامه دافئة، وعندما يغوص الدب القطبي في البحر لاصطياد فرائسه فإنّ المياه الباردة لا تدخل في أنفه لأن فتحات أنفه تغلق مباشرة عند نزوله في الماء[٢]، ومن مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة مخالبه وأكفه التي تسمح له بالسير على الجليد، فهي على غرار مخالب دب العسل الطويلة المناسبة لحفر الغطاء النباتي، فهي -في الدب القطبي- قصيرة ومناسبة للسير على الجليد، ولديه أيضًا نتوءات على أكفّه تسمى الحليمات تساعده في الوقوف على الجليد، وأكفّه كبيرة يصل قياسها إلى 11.81 بوصة وهذا يساعده في السير على الألواح الرقيقة دون غرقهم عن طريق توزيع وزن الجسم على مساحة أكبر[١].
شحومه وفراؤه
لدى الدب القطبي طبقة من الشحوم تحت جلده يصل سمكها إلى أربعة إنشات لتبقي جسمه دافئًا وحتى إن كان الهواء والماء باردين جدًا، وهذه الميزة تكاد تكون من أهم مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة[٢]، أما بالنسبة لفرائه فهو عازل ولا يسمح بفقدان الحرارة، وقد وُجد أن الدب القطبي عندما يركض تزداد حرارته بشكل كبير بسبب طبقة العزل هذه، وبشكل مثير للاهتمام فإن فراء الدب القطبي ليست بيضاء، فهي شفافة وجوفاء، تعكس وتنثر الضوء، وهذا التكيف يحمي الدب القطبي من ارتفاع درجة الحرارة بشكل رئيسي بالصيف عندما تكون أشعة الشمس مكثفة، وجلد الدب القطبي أسود وتوجد تحته طبقة الشحوم[١].
قلة نسبة مساحة سطحه إلى حجمه
وهذا مظهر من مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة المتعلق بالتشريح، فبالمقارنة مع أجسام الأنواع الأخرى من الدببة، فإنّ الدب القطبي لديه أطراف صغيرة مع جسم ممتلئ وساقين قصيرتين نسبيًا، وهذا يضمن وجود مساحة سطح أقل لفقدان الحرارة[١].
غذاء خاص
هذا المظهر الفسيولوجي الفريد من مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة يمكّن الدب من تناول غذاء مليء بالدهون، حيث يعتمد الدب القطبي بشكل رئيسي على الفقمة في غذاءه وهي مليئة بالدهون ومصدر للطاقة، فالحيوانات الأخرى لا تستطيع النجاة بأكل هذا الكم من الدهون، فالدب البالغ يتناول الدهون فقط، أما الصغار فيتناولون اللحم[١].
تكيفات العين
لدى الدب القطبي تكيفات بعينيه مكنته من البقاء على قيد الحياة في بيئته القاسية، فأعينه تمتلك خلايا عوديّة عالية التركيز والتي أعطت الدب القطبي القدرة على الرؤية في الظلام، وهذه الخاصية ساعدتهم أيضًا على الرؤية في المياه خلال السباحة[١].
التهديدات التي تواجه الدب القطبي
إنّ تقدير أعداد الدب القطبي تعتبر مهمة شاقة نظرًا لبيئة عيشه النائية ومع ذلك تشير التقديرات أنّ حوالي 22-31 ألف دب قطبي يعيشون في القطب الشمالي من عام 2015، ولكن تُعتبر هذه الدببة من الحيوانات المهددة بالانقراض ومن المتوقع أن تتناقص أعدادها، خاصةً مع بعض التهديدات التي تواجهها، فبالرغم من أن هناك العديد من مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة إلا أن هناك العديد من التهديدات التي تواجهه أيضًا، ومن أهمها التغيرات المناخية والتلوث واستكشاف النفط والغاز في بيئة الدب القطبي وسفن الشحن الضخمة[١].
مظاهر تكيف الدب القطبي مع التغير المناخي
إن التغير المناخي والاحتباس الحراري أثر بشكل رئيس على القطب الشمالي وبالتالي على الكائنات الحية هناك ومنها الدب القطبي، فالكتلة الجليدية في تناقص وأعداد الدببة الفطبية كذلك، حيث تناقصت أعدادهم بنسبة 40% بين عامي 2001-2010 فلم تعد مظاهر تكيف الدب القطبي في المناطق الباردة لوحدها قادرة على ابقائه حيًا، لذلك تكيف الدب القطبي مع التغير المناخي بعدة مظاهر[٣].
- تخزين الطعام: حيث رأى فريق بحث دب قطبي جائع يأكل دولفينًا ويدفن البقايا في الجليد ليخزنها لوقت لاحق، وكان هذا مفاجئًا جدًا.
- إضافة أصناف جديدة على قائمة طعامه: بعد مشكلة الاحتباس الحراري وذوبان الكثير من الثلوج خلال فصل الصيف الطويل فإن إعادة تشكل الجليد في الشتاء بطيئة وهذا يعني فقدان الغذاء للدب الطبي، فلذلك أصبحت بيوض الإوز الثلجي على قائمة طعامه للمحافظة على جسده دافئا وهذا يعد دليلًا على خطورة الوضع المناخي.
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "How Is The Polar Bear Adapted To Its Environment?", www.worldatlas.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Polar Bear Adaptations: Lesson for Kids", study.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.
- ↑ "4 Ways Polar Bears Are Dealing With Climate Change", www.nationalgeographic.com, Retrieved 17-11-2019. Edited.