ما-هو-حج-التمتع
محتويات
أركان الإسلام
قام الدينُ الإسلاميّ على عددٍ من الأركان والدعائم التي ضمّتْ بين طيّاتها إفراد الوحدانيّة لله، وتقديم العبادات القلبيّة والجسديّة، والمشاركة الماديّة مع الفقراء والمحتاجين، والوقوف بين يدي الله كل يومٍ معترفًا بالذنب وطالبًا للصفح، وهذه الأركانُ منها ما يتكرّر فعله كلّ يومٍ، أو شهرًا في السنة، أو خلال أيامٍ معدودةٍ، أو مواسم محددة وهي ما يُطلق عليها اسم أركان الإسلام الخمسة، ومن هذه الأركان الرُّكن الخامس والأخير ألا وهو الحجّ وزيارة البيت الحرام لمن استطاع فِعل ذلك من الرجال والنساء على مختلف الأعمار؛ فالحجّ واجبٌ على كلِّ فردٍ مسّلمٍ بالغٍ عاقلٍ حرٍّ وامتلك الاستطاعة الماديّة والجسديّة والمعنويّة، ويُضاف للمرأة شرطٌ وهو وجود المُحرم معها، وهذا الوجوب لمرّةٍ واحدةٍ في العمر وما زاد عن ذلك فهو تطوعٌ مأجورٌ بمشيئة الله، وهذا المقال يقدم أهم المعلومات حول حج التمتع.
أنساك الحج
عندما يصلُ الحاجّ إلى مكان الإحرام الواقع على طريق سفرِه من بلده إلى مكّة المكرّمة عليه عقّد النيّة واختيار النُّسك الذي يريد أداؤه والتّلبية به وذلك مما تواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأنساك ثلاثةٌ على المسلم اختيار إحداهما وهي: التمتُّع، والقِران، والإفراد، وقد أجمع علماء المسلمين من أهل السُّنة والجماعة على جواز جميع هذه الأنساك وإنما اختلفوا فيما بينهم على أيها أفضل؛ وقد أكدت غالبية الأحاديث الصحيحة المتواترة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أنّ التمتع بالعمرة إلى الحج هو أفضل الأنساك الثلاثة. [١]
تعريف حج التمتع
وهو أحدُ أنواع النُّسك الثلاثة في الحجّ، ويكون عن طريق الإحرام من الميقات الواقع في طريق الحاجّ، حيثُ لا يجوزُ تجاوزه دون إحرامٍ بعقّد النيّة ثم التلبية بقول الحاجّ: "لبيك عمرةً متمتِّعًا بها إلى الحج"؛ ويكون الإحرام من أجل حج التمتع لأداء العمرة في الأشهر الحُرُم وهي: شوال، وذو القعدة، والأيام العشّر الأولى من شهر ذي الحجة، وبعد أداء العمرة يتحلل من إحرامه ويبقى مقيمًا في مكة المكرمة إلى أن يحين موعد أداء مناسك الحج فيُحرِم من مكان إقامته في مكة ويبدأ في أداء المناسك، وسُمّي حج التمتع بهذا الاسم لأنّ الحاج يتمتع بالتحلل من الإحرام الذي أدّى به العمرة ويحقّ له أن يفعل كل مباحٍ في الفترة الزمنية الواقعة ما بين التحلل من إحرام العمرة إلى وقت إحرام الحج؛ وبذلك تمكن من أداء العمرة والحج في الأشهر الحُرم دون العودة إلى بلاده. [٢]
شروط حج التمتع
حجّ التمتع كغيره من أنساك الحجّ يجبُ توافر الشروط الأساسيّة فيه كي يكون صحيحًا ومتوافقًا مع ما جاء في الكتاب الكريم والسنة النبوية إلى جانب شروطٍ أو مستلزماتٍ خاصة بحج التمتع، وشروطه كما يأتي:
- الإسلام.
- العقل.
- البلوغ.
- الحرية.
- المقدرة أو الاستطاعة المادية والجسدية والمعنوية.
- وجود المُحرم وهو شرطٌ خاصٌّ بالمرأة. [٣]
- الهدي في حال وجوده وأقله شاةٌ وفي حال عدم الاستطاعة لذبح الهدي لأي سببٍ كان فيجب على الحاج الصيام ثلاثة أيامٍ خلال فترة الحج وسبعة أيامٍ عند عودة الحاج إلى بلاده. [٤]
- هناك بعض الشروط الخاصّة بحج التمتع وهي موضع خلافٍ بين العلماء ومنها: مغادرة مكان الإقامة في مكة بعد التحلل من إحرام العمرة فبعض العلماء يقول: بجواز مغادرة مكة لمسافةٍ لا تُقصر فيها الصلاة بحيث يبقى الحاج متمعًا بالعمرة إلى الحج وما زاد عن هذه المسافة فيُصبح حجه حجًّا مفردًا عند وقت الحج وهناك من يرى بعدم سقوط التمتع عن الحاج حتى لو تجاوزت غادر مكة مسافة قصر الصلاة. [٥][٦]
محظورات حج التمتع
يجبُ على كل حاجٍّ سواءً أكان ذكرًا أم أنثى الالتزام بما أوجب الله عليه من شرائع الدين الإسلامي خلال فترتي العمرة والحج وما بينهما كالصلاة وذِكر الله تعالى والابتعاد عن كل ما نهى الله عنه من الفسوق والرفث والعصيان وإيذاء المسلمين إلى جانب الابتعاد عن محظورات الحجّ كافّة وهي محظورات الإحرام أيضًا:
- الامتناع عن أخذ شيءٍ من الأظافر أو الشعر كليًّا أو جزئيًّا.
- الابتعاد عن استخدام الطِّيب والعطور في الملبس أو الثياب أو الجسد.
- الامتناع عن قتل الصيد.
- الجِماع.
- ملامسة الزوجة بشهوةٍ سواءً عن طريق اللمس أو التقبيل وما شابه.
- الخطوبة لنفسه أو لغيره وعقد الزواج لنفسه أو لغيره.
- ارتداء القفازات.
- محظورات الحج إضافية خاصة بالرجل: تغطية الرأس، ارتداء المَخيط كالسروال والقميص والعمامة والعباءة والقبعة، وأخرى إضافية خاصة بالمرأة وهو ارتداء النقاب أو البرقع. [٧]
حج التمتع خطوة بخطوة
تبدأ مناسك حج التمتع بالإحرام لأداء العُمرة في أحد الأشهر الحُرُم من الميقات الواقع على طريق الحاج إذا سافر برًّا أو الإحرام عند محاذاته سواءً أكان مسافرًا في الطائرة أو السفينة بالإحرام فيهما، ثم التوجُه صوّب مكة المكرّمة لأداء مناسك العمرة وهي الطواف حوّل البيت والسعي بين الصفا والمروة، وبعد الإنتهاء منهما يتحلل الفرد من الإحرام عن طريق الحلق أو التّقصير، ويبقى مقيمًا في مكة حتى اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو يوم التروية فيُحرم المُتمتع من أجل الحج من مكان سكنه في صبيحة اليوم ويقول: "لبَّيْكَ اللَّهمَّ لبَّيْكَ لبَّيْكَ لا شريكَ لَكَ لبَّيْكَ إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لَكَ والملْكَ لا شريكَ لَكَ قالَ" وَكانَ ابنُ عمرَ يزيدُ فيها:"لبَّيْكَ لبَّيْكَ لبَّيْكَ وسعديْكَ والخيرُ في يديْكَ لبَّيْكَ والرَّغباءُ إليْكَ والعملُ". [٨]
ثم يتوجّه الحاج إلى مِنى ويبيت ليلته تلك هناك حتى فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة حيث التوجه إلى جبل عرفاتٍ مع شروق شمسّ ذلك اليوم ويبقى هناك ضِمن حدود منطقة الجبل -وجبل عرفات كله موقفٌ إلا وادي عرنة- حتى مغيب الشّمس ذاكرًا عابدًا مصليًا لله تعالى، ويصلي الحاجّ الظهر والعصر معًا جمع تقديمٍ، ثم النزول عن جبل عرفات بعد مغيب الشّمس والتوجه إلى مزدلفة والمبيت فيها حتى مطلع الفجر، ويصلي فيها الحاجّ المغرب والعشاء معًا جمع تأخيرٍ، وقبل طلوع الشمس في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة- يوم عيد الأضحى- يدفع الحاج من مزلفة نحو مِنى لرمي جمرة العقبة الكبرى إلا إذا كان من أهل الأعذار -المرضى وكبار السِّن وغيرهم- فيجوز لهم الدّفع نحو مِنى في النصف الأخير من الليل وبعد الانتهاء من رمي الجمرات يذبح الحاج هديه، ثمّ يتحلل بالحلق أو التقصير وهو التحلل الأصغر.
يلي ذلك التوجه نحو البيت الحرام لتأدية طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة وبذلك يستطيع الحاج فِعل كل ما هو مباحٌ له قبل الإحرام ما عدا النساء -والمقصود بالنساء الزوجة-، بعد ذلك يعود الحاج مرةً أخرى إلى مِنى ويبيت فيها لثلاثة أيامٍ وهي أيّام التشريق -الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر- من شهر ذي الحجة ويقوم الحاجّ كل يومٍ قبل زوال الشمس برمي الجمرات مبتدئًا بالصغرى يليها الوسطى وأخيرًا الكبرى؛ ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ رمي الجمرات في اليوم الثالث من أيام التشريق إنما هو للحاج الذي أراد التأخر أما من أراد الاستعجال في العودة فيكفيه رمي الجمرات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الفضيل، وبعد انتهاء أيام التشريق يتوجه الحاج إلى مكّة لتأدية طواف الوداع، وبذلك تنتهي أعمال حجّ التمتع وبطواف الوداع يتحلل الحاجّ التحلل الأكبر فتحلُّ له ما كان محرمًا عليه وهو النساء، وبعد ذلك عليه مغادرة مكّة والعودة إلى بلاده. [٩][١٠]المراجع[+]
- ↑ أنساك الحج, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف
- ↑ التمتع والقران والإفراد, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف
- ↑ شروط وجوب الحج, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ15-08-2018، بتصرف
- ↑ الهدي الواجب على الحاج ومكان ذبحه, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ15-08-2018، بتصرف
- ↑ من تمتع بالعمرة ثم خرج مسافة قصر قبل أداء الحج, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف
- ↑ فمن تمتع بالعمرة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف
- ↑ صفة الحج, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 2377، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ المختصر في صفة الحج, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف
- ↑ صفة التمتع, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 15-08-2018، بتصرف