أبيات-شعر-عن-العلم
العلم
العلمُ هو العماد الأوَّل الذي تستند عليه الأمم في تقدمها ورفعتها، والخلق الرَّفيع لا يأتي إلا لمن عرف وعلم وتبحر في العلوم القديمة منها والحديثة والأدبية منها أو العلمية، ولا يُنكر فضل العلم إلا جاهلٌ أراد طمس حقيقة الشمس بغربالٍ من العمى والضلال، ولا يعدم المتبحر في العلوم النور منها والتزكية وسعة النَّفس وانشراح الصَّدر فيها، والعلم هو الطريق الأقصر من أجل معرفة الإنسان لنفسه وذاته وحاجاته وما التطلُّعات التي يرمي إليها، ولم يكن الشعر غافلًا عن تلك الميزة العظيمة التي تمتع بها العلم، فترك الأدب ميراثًا هامًا يتحدث عن فضل العلم والعلماء وفيما يأتي تفصيلٌ وحديثُ عن أبيات شعر عن العلم.[١]
أبيات شعر عن العلم
العلم هو القاعدة الصحيحة الثابتة التي ما بُني عليها شيءٌ إلا وصحَّ وبناؤه وازدهر وعلا، فالأمم لا تعلو على بعضها بقوة السلاح ولا بعظمة المال إذ لا بدَّ من شيءٍ هائلٍ يكون قادرًا على التَّحريك الحقيقي وتتفوق به الشعوب على بعضها فكان ذلك الشيء الحقيقي هو العلم، فبه تزدهر الأرض وتعمر الحياة وتُبنى النُّفوس لتفوح عطرًا وعبقًا يتقفاه النَّاس أينما كان، ليس ذلك فحسب بل قد يبذل المرء في سبيل الحصول عليه كلَّ غالٍ ونفيس؛ لذلك كان لا بدَّ من أن يُسطِّر الشعر تلك الأسطورة العريقة بالعديد من الأبيات، وفيما يأتي سيكون حديثٌ عن أهم أبيات شعر عن العلم:
- قصيدة بالعلم يدرك أقصى المجد من أمم للشاعر خليل مطران:[٢]
بِالعِلْمِ يُدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ
- وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ العِلْمِ لِلأُمَمِ
يَا مَنْ دَعَاهُمْ فَلَبَّتْهُ عَوَارِفُهُمْ
- لِجُودِكُمْ مِنْهُ شُكْرُ الرَّوْضِ لِلدِّيَمِ
يَحْظَى أُولُو الْبَذْلِ إِنْ تَحْسُنْ مَقَاصِدُهُم
- بِالبَاقِيَاتَ مِنَ الآلاءِ وَالنِّعَمِ
فَإِنْ تَجِدْ كَرَماً فِي غَيْرِ مَحْمَدَةٍ
- فَقَدْ تَكُونُ أَدَاةُ المَوْتِ فِي الْكَرْمِ
مَعَاهِدُ العِلْمِ مَنْ يَسْخُو فَيَعْمُرُهَا
- يَبْنِي مَدَارِجَ لِلْمُسْتَقْبلِ السَّنِمِ
وَوَاضِعٍ حَجَرًا فِي أُسٍّ مَدْرَسَةٍ
- أَبْقَى عَلَى قَوْمِهِ مِنْ شَائِدِ الْهَرَمِ
شَتَّانَ مَا بَيْنَ بَيْتٍ تُسْتَجَدُّ بِهِ
- قُوَى الشُّعُوبِ وَبَيْتٍ صَائِنِ الرِّمَمِ
لَمْ يُرْهِقِ الشَّرْقَ إِلاَّ عَيْشُهُ رَدَحًا
- وَالجَهْلُ رَاعِيهِ وَالأَقْوَامُ كَالنَّعَمِ
فَحَسبُهُ مَا مَضَى مِنْ غَفْلَةٍ لَبِثَتْ
- دهرًا وَآنَ لَهُ بَعْثٌ مِنَ الْعَدَمِ
الْيَوْمَ يُمنَعُ مِنْ وِردٍ عَلَى ظَمأٍ
- مَنْ لَيسَ بِاليَقِظِ المُستَبْصِرِ الْفَهِمِ
اليوْمَ يُحرمُ أَدْنَى الرِّزْقِ طَالِبُهُ
- فأَعْمِلِ الفِكْرَ لا تُحْرَمْ وَتَغْتنِمِ
وَالجَمْعُ كَالْفَرْدِ إِنْ فَاتَتْهُ مَعْرِفَةٌ
- طَاحَتْ بِهِ غَاشِيَاتُ الظُّلْمِ وَالظُّلَمِ
فَعَلِّمُوا عَلِّمُوا أَوْ لا قَرَارَ لَكُمْ
- وَلا فِرَارَ مِنَ الآفَاتِ وَالغُمَمِ
ربُّوا بَنِيكُمْ فَقَدْ صِرْنَا إِلَى زَمَنٍ
- طَارَتْ بِهِ النَّاسُ كَالْعِقْبَانِ والرَّخَمِ
إِن نَمْشِ زَحْفًا فَمَا كَزَّاتُ مُعْتَزِمٍ
- مِنَّا هُدِيتُمْ وَمَا مَنْجَاةُ مُعْتَصِمِ
يا رُوحَ أَشْرَفَ مَنْ فَدَّى مَوَاطِنَهْ
- بِمَوْتِهِ بَعْدَ طُولَ الْجُهْدِ وَالسَّقَمِ
كَأَنَّنِي بِكِ فِي النَّادِي مُرَفْرِفَةً
- حِيَالَنَا وَكَأَنَّ الصَّوْتَ لَمْ يَرِمِ
فَفِي مَسَامِعِنَا مَا كُنتِ مُلْقِيَةً
- فِي مِثْلِ مَوْقِفِنَا مِنْ طَيِّبِ الكَلِمِ
وَفِي القلوب اهْتِزَازٌ مِنْ سَنَاكِ وَقَدْ
- جَلاهُ وَرْيٌ كَوَرْيِ الْبَرْقِ فِي الظُّلَمِ
تُوصِينَنَا بِتُرَاثٍ نَامَ صَاحِبُهُ
- عَنْهُ اضْطِرارًا وَعَيْنُ الدَّهْرِ لم تَنَمِ
سَمْعًا وَطَوْعًا بِلا ضَعَفٍ وَلا سَأمٍ
- لِلْهَاتِفِ المُسْتَجَابِ الصَّوْتِ مِن قِدَمِ
الدَّارُ عَامِرَةٌ كَالْعَهْدِ زَاهِرةٌ
- وَالْقَوْم عِنْدَ جَمِيلِ الظَّنِّ بِالْهِمَمِ
هُمْ نَاصِرُوهَا كَمَا كَانُوا وَمَا بَرِحَتْ
- ظِلًّا وَنُورًا لِمَحْرُومٍ وَذِي يَتَم
إِنَّ الْفَقِيرَ لَهُ فِي قَوْمِهِ ذِمَمٌ
- وَالْبِرُّ ضَرْبٌ مِنَ الإِيفَاءِ بِالذِّمَمِ
تِجَارَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ رابِحَةٌ
- يشْرِي السَّخِيُّ بِهَا عَفْوًا مِنَ النَّقَمِ
وَيَسْتَزِيدُ النَّدَى مِنْ فَضْلِ رازِقِهِ
- وَيَسْتَعِينُ عَلَى الْعِلاّتِ وَالأُزُمِ
دَامَتْ لِمِصْرَ عَلَى الأَيَّامِ رِفْعَتُها
- وَدَرَّهَا كُلُّ فَيَّاضٍ وَمُنْسَجِمِ
لَوْ أَنَّهَا بَاهَتِ الأَمْصَارَ قَاطِبةً
- بِالْفَضْلِ حَقَّ لَهَا فَلْتَحْيَا وَلْتَدُمِ
- قصيدة كفى بالعلم للظلمات نورًا لمعروف الرصافي:[٣]
كفى بالعلمِ في الظُّلمات نورًا
- يُبيّن في الحياةِ لنا الأمورا
فكَم وجد الذَّليلُ به اعتزازًا
- وكم لبِس الحزينُ بهِ سُرورا
تزيدُ بهِ العقولُ هدًى ورشدًا
- وتَستعلي النُّفوسُ به شعورا
إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ
- ولم يَبنوا به للعلمِ دورا
فإنَّ ثيابَهم أكفانُ موتى
- وليس بُيوتهم إلاّ قبورا
وحُقَّ لمثلِهم في العيشِ ضنكٌ
- وأن يدعوا بدنيَاهُم ثُبورا
أرى لبّ العلا أدبًا وعلمًا
- بغيرهما العُلا أمسَت قشورا
أأبناءُ المدارسِ أنّ نفسي
- تؤمّلُ فيكمُ الأملَ الكبيرا
فسَقيًا للمدارسِ من رياضٍ
- لنا قد أنبَتَت منكُم زهورا
ستكتسبُ البلادُ بكم عُلُوًّا
- إذا وجدَت لها منكم نصيرا
فإن دجتِ الخُطوب بجانبيها
- طلعتُم في دُجُنَّتها بدورا
وأصبحتُم بها للعزِّ حِصنًا
- وكنتم حولها للمجدِ سورا
إذا ارتوتِ البلادُ بفيضِ علمٍ
- فعاجز أهلها يُمسى قديرا
ويَقوَى من يكونُ بها ضعيفًا
- ويَغنَى من يعيشُ بها فقيرا
ولكن ليس مُنتَفِعًا بعلم
- فتًى لم يُحرز الخُلُق النضيرا
فإنَّ عمادَ بيتِ المجدِ خُلْق
- حكى في أنفِ ناشفهِ العبيرا
فلا تَستنفِعوا التعليِمَ إلاّ
- إذا هذّبتم الطبعَ الشَرِيرا
إذا ما العلمُ لابسَ حُسنَ خُلْق
- فَرَجِّ لأهله خيراً كثيرا
وما أن فازَ أغزرنا علومًا
- ولكن فازَ أسلمُنا ضميرا
أأبناءُ المدارسِ هل مصيخٌ
- إلى من تسألونَ بهِ خبيرا
ألا هل تسمعونَ فإن عندي
- حديثًا عن مواطنكم خطيرا
ورأيًا في تعاوُنكم صوابًا
- وقلبًا من تخاذُلكم كسيرا
قد انقلب الزمان بنا فأمست
- بُغاث القوم تحتقر النُسورا
وساءَ تقلُّب الأيَّام حتى
- حمِدنا من زعازِعها الدَبورا
وكم من فأرةٍ عمياءَ أمست
- تسمّى عندنا أسدًا هَضورا
فكيف نرومُ في الأوطانِ عزًّا
- وقد ساءت بساكِنها مصيرا
ولم يكُ بعضُنا فيها لبعضٍ
- على ما نابَ من خطبٍ ظهيرا
عبارات عن العلم
تمرُّ على الإنسان العديد من الأطوار والتطوُّرات في حياته وتكثر احتياجاته الجسدية التي قد تُلهيه في بعض الوقت عن احتياجاته الرُّوحية، ومن بين تلك الاحتياجات كان طلب العلم الذي يجعل من الإنسان طالبًا لشيءٍ يسمو به، إذ لا حدود للمعرفة ولا وقتٍ لتعلُّم الجديد من الأشياء، وقد وردت بعض القصص عن القدامى أنَّ أحدهم يكون على فراش الموت وهو ما يزال يبحث عن جوابٍ لمسألةٍ جهلها، وفي صدد هذا المقام وبعد أن تمَّ الحديث عن أبيات شعر عن العلم كان لا بدَّ من الكلام عن عبارات عن العلم، وفيما يأتي سيكون ذلك:[٤]
- عبد الوهاب المسيري: "إنَّ المطلوب هو حداثةٌ جديدةٌ تتبنى العلم والتكنولوجيا، ولا تضربُ بالقيم أو بالغائية الإنسانية عرض الحائط، حداثة تحيي العقل ولا تميت القلب، تنمى وجودنا المادي ولا تنكر الأبعاد الروحية لهذا الوجود، تعيش الحاضر دون أن تنكر التراث".
- محمد الغزالي: "إنّ كلّ تدينٍ يُجافي العلم ويخاصم الفكر ويرفض عقد صُلح شريف مع الحياة .. هو تدينٌ فقد كل صلاحيته للبقاء".
- علي الوردي: "ينبغي أن نمّيز بين المتعلِّم والمثقّف، فالمتعلّم هو من تعلم أمورًا لم تخرج عن نطاق الإطار الفكريّ الذي اعتاد عليه منذ صغره، فهو لم يزدد من العلمِ إلا مازادَ في تعصبه وضيّق في مجال نظره، هو قد آمن برأيٍ من الآراء أو مذهبٍ من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيّده في رأيه وتحرّضه على الكفاح في سبيله، أمَّا المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمّل فيها ولتملي وجه الصواب منها."
- طه حسين: "ويلٌ لطالب العلم إن رضي عن نفسه".
المراجع[+]
- ↑ "(فضل العلم والعلماء)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020. بتصرّف.
- ↑ " بالعلم يدرك أقصى المجد من أمم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.
- ↑ "كفى بالعلم في الظلمات نورا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.
- ↑ "العلم"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.